أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر إبراهيم الجهماني - الدراق .... الشاطر حسن ..... زورو وأشياء أخرى !!.














المزيد.....

الدراق .... الشاطر حسن ..... زورو وأشياء أخرى !!.


ثامر إبراهيم الجهماني

الحوار المتمدن-العدد: 3527 - 2011 / 10 / 26 - 23:17
المحور: الادب والفن
    


كان صديقي عمر يكبرني عمراً وتجربة،نعيش كالأخوة في هذه القرية الجميلة النائية التي تغفو بين طيات الزمان،تحدها الجبال والصخور شمالاً وغرباً وتحيطها بساتين الدراق والمشمش وكروم العنب،التي تحد من نموها شرقاً.أما إلى الجنوب فكانت حقول القمح والشعير تهرب رويداً رويداً أمام الزحف الأسمنتي الهائل.
تأفف جليسي قائلاً:لم الشطط؟ بدأت الكلام عن صديقك عمر فإذ بك تصف لي ملامح وحدود قريتك ومحاصيلها الزراعية والزحف العمراني.ما شأني أنا بكل ذلك؟
أجبته بخجل بين:عذراً لكنك حتى تعرف صديقي عمر لا بد أن تعرف بيئته.بدأت تتفلسف...قاطعني...ألم يطردوك من الجامعة لهذا السبب!؟وكنت تسودي بنفسك إلى التهلكة في المهرجان الشعري والجرائد..الجرائد ترفض مقالاتك وقصصك الهشة،التي هي على الأغلب روايات تجمع بين دفتيها خليط هائل من القصص والحكاية.استحي على دمك واحك لي قصة صديقك عمر دون زيادة ولا نقصان.!!
حسناً اعذرني مرة ثانية:
اسمع لقد كان عمر كما ذكرت يكبرني بخمس سنوات على الأقل.ستقول لي ليس مهماً,فأقول لك غاية الأهمية تكمن هنا,فقديماً جدتي كانت تقول:
"أكبر منك بيوم أفهم منك بسنة".و...و...
دوى صوت جليسي صارخاً "يا رجل!ما دخل المعارك والأيام ,وجدتك,بصديقك عمر؟ارحمني أرجوك ؟.
_كيف ما دخل كل ذلك ؟
_وكيف ستعرف قيمة ما حدث لعمر دون تيقنك من أهمية الوقت في قصة عمر,وكل...
قاطعني جليسي بنبرة حادة, وحدجني بنظرة زاجرة مهدداً.
_إن لم تكمل القصة دون تداخلات سأهجر مجلسك إلى الأبد.
_حسناً,حسناً لا تغضب ...صلي على النبي وتعوذ باللّه من الشيطان .
وأكملت :
_كان عمر صديقي منذ مشينا الهوينا بخطا واهنة ,وأخذت أقدامنا تدب على الأرض ...إلى أن فارقني وأخذته يد المنون بظروف غامضة.وقتها شعرت بوحشة واغتراب وحل صمت موحش بحياتي ,وتجرعت الخبز على مضض ...إيه...يا خسارة شبابك يا عمر .
_لقد كان كامل الرجولة حاد التقاطيع...عيناه كالغسق الدامي ...جميل المحيا ....طويل القد,أسمر الوجه مدوّره ...عشقته كل نساء القرية ,حتى إنهم لقبوه بالشاطر حسن ,رغم أنهم لا يعلمون أن كلمة شاطر تحمل الإهانة والشتيمة في معناها ومحتواها !!.... لأن الشاطر هو لقب أطلق على حسن اللص الذي كان أغرم ببنت أحد الأمراء المتنفذين, وله صولة وجولة ,وحبيبته تبادله نفس المشاعر,وكان والدها الظالم قد علم بالأمر فمنعها من لقائه .فكان حسن ...
_وهنا داهمني صوت جليسي كأنه الرعد يشق عنان السماء ...وكأن زلزالاً ضرب بيتي كما ضرب تركيا واليونان الشهر الفائت وإذ بي أرى جليسي يهم بالخروج بعد أن لسعتني نظراته المخرزية.
_فتبعته خوفاً من الوقوع في البلايا والشرور.
_قلت في نفسي يجب أن أتعامل معه بكياسة .
_لا تؤاخذني رجاءً , أستميحك عذراً ..لكنها كانت جميلة أليس كذلك ؟.
_اندهش من سؤالي،!!وقال مستفسراً:من هي؟
_قلت قصة الشاطر حسن،فقط لو تمهلت...
_لا أريد سماع لا قصة الشاطر بطيخ ولا قصة عمرك
هذا،فقد انفجر رأسي من الصداع.
_لا تخف..حبة أسبرين وتعود الأمور إلى نصابها.
_كلا سوف أغادر منزلك إلى الأبد. قالها بصوت باهت.
_اغتنمت الفرصة وقتها...جثوت على ركبتيّ وجعلت الدموع تفر من عيني،وكانت كأشواك تقض أي شيء فيه...فزال عنه غضبه،وأشفق على حالي.
_فقلت:
_وحد الله يا رجل...سنشرب الشاي سورية.
_أمري لله..حكم القوي على الضعيف،قالها وجلس على مضض.قفزت من فرحتي بقدري على امتصاص غضبه،وإقناعه بالعدول عن مغادرتي.
لقد تمكنت من الدخول إلى أصقاع أعماقه.
سأجهز الشاي كيفما اتفق"قلت لنفسي"...وراح تفكيري بصياغة هذه القصة التي بطلها صديقي عمر،وساحت أفكاري كثلج في أيلول...آه...ما أجمل أيلول في قريتي....نعم إنه مدخل جميل."قلت لنفسي".وضعت السكر في الإبريق.واختلست على جليسي لمحة سريعة،فلمحت زال الغيض عنه وكان يتثاءب وابتسامة باهتة تعلو محياه،كانت متحفزة للانكماش والتقلص.
تابعت تنميق قصتي قائلاً لنفسي:"الفكرة متخمرة في رأسي منذ وقت طويل...وهي قمينة بالخروج إلى النور،لكنها صعبة المراس،ولن تعجب جليسي إن لم اختر لها ثوباً قشيباً،يلفت ناظريه ويشد انتباهه،ولا بد من كلمات كالخيول مطهمة،تحمل فوق صهواتها حشرجات النفس العصية...لا بد من جمل الرنانة،وتعابير طنانة،تتناسب مع شخصية القصة،أولاً وأخيراً...فهو إنسان مهذب مرهف المشاعر،يكاد يكتمل"والكمال لله وحده"فلم يطرق بابه سائلاً وردّه خاليَّ الوفاض، ولم يستجر به مظلوم إلا أجاره ، ثم والأهم من كل ذلك فهو بوجه واحد لا وجهين ، ولا يعرف الأقنعة ولا يحبها ، وإن فعل وعرفها فللخير . فهو مثل زورو الأسطورة " الرجل المقنع" الذي يختفي خلف قناعه الأسود على شكل جناحي فراشة ويعتمر قبعة سوداء ويجر خلفه رداءً طويلاً كسوبرمان ، ويمتطي جواداً أدهماً ذكياً متحفزاً للانطلاق !!
توقفت فزعاً ، لأن إبريق الشاي راح يصفر ويزقزق من كثرة الغليان . وضعت قليلا من الشاي الناعم الرديء النوعية فهو أرخص من غيره ولا يستطيع المواطن ذي الدخل المحدود اقتناء غيره .
توجهت من فوري إلى جليسي بعد أن أحضرت حبة أسبرين قديمة ، لأتم القصة .
وفجأة ، ترهلت قدماي ، وخارت قواي ، تأبطت إبريق الشاي ، فلسعني كأفعى في قيض .... رميته من يدي .
المكان بهو ٌ فارغ .
- أين ذهب هذا الجليس اللئيم ؟
لقد رحل ولم أكمل القصة بعد ، فعلها الغادر .... ابن اللئيمة .
اعتصرت حبة الأسبرين بيدي غيضاً ، وألقيتها أرضا ودستها بنعلي .راحت تئن تحت وقع قدمي عليها .
وأقسمت . أقسمت بالله ِ ثلاثاً أنني لن أخبره بعد الآن ماذا حل بصديقي عمر.



#ثامر_إبراهيم_الجهماني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطاقة هوية // شعر
- هل كان قمراً ؟
- القرار ..!!!! أو الرجل الصغير
- ضربة حظ
- الصلاة الاخيرة
- أين صديقنا حسن


المزيد.....




- الجمعة.. انطلاق نادي السينمائيين الجدد في الرياض
- غدا.. اجتماع اللجنة الفنية للسياحة العربية بمقر الجامعة العر ...
- “مبروك لجميع الطلاب ” رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ...
- مذكرة تفاهم رباعية لضمان التمثيل القانوني المبكر للأحداث بين ...
- ضحك طفلك طول اليوم.. تردد بطوط على القمر الصناعي لمتابعة الأ ...
- الياباني أكيرا ميزوباياشي يفوز بالجائزة الكبرى للفرنكوفونية ...
- كيف تحولت شقة الجدة وسط البلد إلى مصدر إلهام روائي لرشا عدلي ...
- القهوة ورحلتها عبر العالم.. كيف تحولت من مشروب إلى ثقافة
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر إبراهيم الجهماني - الدراق .... الشاطر حسن ..... زورو وأشياء أخرى !!.