المبدعة زينب في ذاكرة الأجيال

حيدر الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 3553 - 2011 / 11 / 21 - 21:02
المحور: الادب والفن
    

حين يحتفي الفنانون بثمانين عاماً لميلاد فنانة الشعب ( زينب ) فذلك يدل على انها تعيش وتحيا في ذاكرة الأجيال خالدة ،لأن مفردة الرحيل لا تليق بمبدعة مثل ( فخرية عبد الكريم ـ زينب )
وهذ التواصل نابع من حب الناس لها ، لما وهبتهم من فن ٍ أصيل وعريق في حياتها .
ومنذ فترة تحدَّث عدد من الفنانين والأدباء والمثقفين في جلسةٍ استذكارية ٍ عن جوانب مهمة من حياة هذه الشخصية العملاقة . وقد دعى بعض المتحدثين في تلك الجلسة الى :
( تاسيس ذاكرة عراقية لحفظ التاريخ الإبداعي العراقي )
ومشاركة مني في تلبية تلك الدعوة المخلصة وجدت نفسي اتذكرما تناولته شخصياً عن هذه الفنانة الرائدة في حلقة ٍ خاصة ٍ من برنامج ( قريباً من الماضي) من قناة الحرية الفضائية بتاريخ يوم الأحد 23 آذار/ 2008 وأعود اليوم للحديث عنها : ؟

* زينب هوَّ اسمها الفني أما اسمها الحقيقي فهوَّ ( فخرية عبد الكريم ) ..ولدت في الكوت سنة 1931 وانهت دراستها الاعدادية فيها . ودخلت جامعة بغداد .واشتغلت مُدَرسة بعد تخرجها من الجامعة في أوائل خمسينيات القرن الماضي . وتنقلت بين عدة مناطق من العراق .. وفصلت من التدريس لأسباب سياسية في العهد الملكي ..
اشتركت في فلم سعيد افندي عام 1957 واستمرت في ممارسة الاعمال الفنية
في المسرح والسينما والاذاعة حتى مغادرتها العراق سنة 1979 بسبب مضايقات السلطة لها .. وتنقلت بين العديد من عواصم ومدن العالم واستقرت في السويد ..
وكان الحنين الى العراق يلازمها دائماً وتحب الاستماع لأغنية :
(على شواطي دجلة مر .. يا منيتي وقت الفجر).
* مشوارها مع السينما :
بدأت مشوارها الفني أوائل سنة 1957 يوم قرأت مقالاً ليوسف العاني في جريدة الاخبار تحدث فيه عن ازمة افتقار المسرح العراقي للعنصر النسوي .. فأثار فيها قضية العمل كممثلة وكتبت له عن استعدادها للتمثيل ... وشاركت لأول مرة بدور فهيمه زوجة سعيد افندي في الفلم المذكور عام 1957 من اخراج كامران حسني فكان بداية حياتها الفنية .

* ويعد( سعيد افندي ) من افضل ما قدمته السينماالعراقية .وأول فلم عراقي يعرض في مهرجان دولي . فقد شارك في مهرجان موسكو السينمائي سنة 1958 وهوَّ من سيناريو وحوار يوسف العاني عن قصة (شجار) لأدمون صبري واخراج ومونتاج كاميران حسني .... وشاركت زينب فيه بدور فهيمه زوجة سعيد افندي الى جانب يوسف العاني وعبد الواحد طه وجعفر السعدي ويعقوب الامين ومحمد القيسي اضافة لمطرب المقام العراقي يوسف عمر.

* ثم شاركت في فلم (ابوهيله ) وهو فلم عراقي مأخوذ عن مسرحية تؤمر بيك ليوسف العاني ومن سيناريو وحوار العاني نفسه واخراج محمد شكري جميل ويوسف جرجيس ..وقد شاركها في التمثيل يوسف العاني وخليل شوقي وناهده الرماح وزكية الزيدي .
*اما فلمها الثالث فهو( الحارس ) بمشاركة مكي البدري وقاسم حول وكريم عواد والمطرب عباس البصري، والفلم من انتاج شركة افلام اليوم من اخراج خليل شوقي..
حصل هذا الفلم على جائزة في مهرجان طاشقند السينمائي
* اعمالها المسرحية :
شاركت في العديد من الاعمال المسرحية مع فرقة المسرح الفني الحديث .
والبداية كانت مسرحية آنه امك يا شاكر . والتي استمر عرضها اشهراً اوائل ثورة 14 تموز .. وشاركت في اشهر عمل للفرقة وهي مسرحية النخلة والجيران وهي
من رواية بنفس العنوان لغائب طعمه فرمان وشارك فيها نخبة من كبار الفنانين
منهم خليل شوقي بدور مصطفى ويوسف العاني بدور حمادي العربنجي وناهده الرماح وسليمه خضير وفاضل خليل وافراح عباس ومثلت فيها زينب دور سليمه الخبازه .كما شاركت في في مسرحية نفوس والخان وتموز يقرع الناقوس والخرابة ودون جوان مع الدكتور سعدي يونس وغيرها من الاعمال المسرحية .
أما بعد مغادرتها ارض الوطن وتنقلها بين عواصم ومدن العالم فقد أسست فرقة الصداقة في عدن وقدمت العديد من الاعمال هناك منها :
( مغامرة رأس المملوك جابر ) تأليف سعد الله ونوس واخراج زوجها لطيف صالح
و ( الأم ) لمكسيم غوركي اخراج سلام الصكر ومسرحية ( غرف التعذيب )
وفي دمشق أسست فرقة بابل وفي السويد أسست فرقة سومر وقدمت اعمالاً كثيرة منها (صورة شعبية وصورة ) التي سبق وقدمتها فرقة مسرح الفني الحديث ومسرحية الجوع ومسرحية ياغريب إذكر هلك ..كما قدمت اعمالاً لإذاعة صوت الشعب العراقي

* وفاتها في الغربة :
في عام 1994 عرفت الفنانة زينب ان مرض السرطان يسري في جسمها ، لكنها واجهته بشجاعة . وتوفيت ودفن جثمانها في السويد يوم 13 آب 1998 بعد ان شيعت تشيعاً مهيباً في يوم ٍ مطير ، وقد أوصت ان يلف نعشها بعلم ثورة 14 تموز .

* تم تكريمها من قبل وزارة الثقافة باحتفال خاص
في 30 / كانون الثاني / 2006 على قاعة الجواهري .. بحضور مكثف من الفنانين والمثقفين العراقيين . واشاد بدورها الرائد عدد من المثقفين من بينهم :
جابر الجابري / محمد عبد الجبار الشبوط / مفيد الجزائري / رياض المرسومي /
يوسف العاني / فاضل ثامر / وصباح المندلاوي وآخرون .
* كما ان المخرج العراقي المغترب طارق هاشم قد اخرج فلماً وثائقياً عن حياة الراحلة زينب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

#حيدر_الحيدر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل