أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - مثقفو السلاطين وثقافة الكذب














المزيد.....

مثقفو السلاطين وثقافة الكذب


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3553 - 2011 / 11 / 21 - 09:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-
مثقفو السلاطين وثقافة الكذب
لا يخفى على المراقب الحاذق أن كثيرا من الحكام وفي مقدمتهم العرب "ضحايا" لأعوانهم ومستشاريهم، الذين يقدمون لهم تقارير ترضي الحاكم وتعميه عن رؤية الحقائق على الأرض، وبالتالي يقع الحاكم في عداء مع شعبه راضيا مرضيا، والمراقب لوسائل الاعلام العربية المقروءة والمرئية والمسموعة لا يرى الا القائد الملهم الباني الحافظ لشعبه ووطنه، والمحقق للانتصارات العظيمة التي رفعت شأن الوطن والأمة، ولكن المواطن على أرض الواقع لا يرى من ذلك شيئا، بل العكس هو الصحيح، فالفقر والأميّة والتخلف في مختلف نواحي الحياة والهزائم هو السائد، وتضليل الحكام يغرقهم في بحور الجهل، وقد شاهد العالم أجمع معمر القذافي وهو يخطب واصفا نفسه بالثائر والقائد الأممي والفيلسوف الذي يحظى بتأييد شعبه وأمته وشعوب الأرض كافة، وأن الخارجين على حكمه مجموعة صغيرة من" الجرذان والمقملين" سيلاحقهم "زنقه زنقه" فلم يكن الرجل معتوها بمقدار ما كان مضللا وأعمى عن رؤية الحقيقة، وشاهدنا كيف كانت نهايته، ومثله خرج طاغية اليمن علي عبدالله صالح يقول عن معارضيه وهم غالبية الشعب اليمني"لقد فاتهم القطار"ولا يريد أن يعلم أن القطار يسير به الى مزابل التاريخ، تاركا خلفه وطنه مدمرا، وآلاف الضحايا من أبناء شعبه، وكذا الأمر بالنسبة للرئيس العراقي السابق صدام حسين....وغيرهم....وهذا كله بفضل المستشارين ومثقفي الاعلام الذين يداهنون الحاكم ويكذبون عليه فيضللونه ويكونون سببا في هلاكه بدلا من تقديم النصح والارشاد له كي يخدموه ويخدموا شعوبهم وأوطانهم بل ويخدمون أنفسهم،فيحمونه ويحمون أنفسهم.
فهل الكذب على الحاكم ثقافة موروثة ومتأصلة أم هو دخيل على أمتنا؟...لقد انتبه انساننا الشعبي الى فساد أنظمة الحكم منذ القدم، وموروثنا الشعبي غني بذلك، فالمثل الشعبي يتساءل قائلا:"مين فرعنك يا فرعون؟ فيرد:لم أجد من يردني" وقد حذر موروثنا الديني من مخاطر الكذب في كثير من النصوص المقدسة، واعتبر الكذب بابا للشرور كلها.
وأين نحن من الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما خطب على منبر المسجد قائلا:"من رأى منكم فيّ اعوجاجا فليقومه؟..فانبرى له أعرابي قائلا:والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقوّمناه بسيوفنا...فانشرح عمر وقال الحمد لله الذي أوجد في أمّة محمد من يقوّم اعوجاج عمـر"
وعمر هذا هو الذي قال "أخطأ عمر وأصابت امرأة" عندما صححته امرأة في قضية المهور المعروفة.
وقد عرف تاريخنا ظاهرة "علماء السلاطين" وهم رجال الدين الذين يتبوأون مناصب رفيعة ويحرفون الرأي الديني والأحكام الشرعية بما يري رغبة الحكام....وفي عصرنا الحديث وبعد تطور وسائل الاعلام والاتصالات انضمت اليهم مجموعات "مثقفي السلاطين"الذين يخونون ثقافتهم وعلمهم وحكامهم وحتى أوطانهم....وهذا ليس من ثقافتنا الأصيلة أيضا، فمما جاء في كتب التاريخ أن الخليفة العباسي هارون الرشيد الذي لم تكن الشمس تغيب عن دولته لاتساعها أرسل مبعوثا لأحد الأئمة كي يعلم وؤدب ولديه الأمين والمأمون، فرد عليه الامام:"العلم يؤتى ولا يأتي" وعندما تلقى الخليفة الجواب ذهب بنفسه الى الإمام.
فهل ينتبه الحكام الى أعوانهم ومدى كفاءتهم ومصداقيتهم"؟ وهل يتقي علماؤنا ومثقفونا الله في حكامهم وشعوبهم وأوطانهم؟
21-11-2011



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم السابع تحتفي بالأديب ابراهيم جوهر
- صالون نور الثقافي
- ابراهيم جوهر الأديب العصامي
- سوريا قوية بشعبها
- ربيع عربي أم سايكس بيكو جديدة
- بطاقة معايدة للأسرى
- بدون مؤاخذة-الهروب من متطلبات السلام
- كنز التعددية لنا أم علينا؟
- غياب المنطق في التصدي لمسلسل(في حضرة الغياب)
- -رحلة الحمار وقصص أخرى- لمحمود شقير
- بدون مؤاخذة-ممنوعة عليكم الصلاة
- بدون مؤاخذة-حلّ السلطة الفلسطينية وإلغاء أوسلو
- الأسير رائد السلحوت الحاضر الغائب
- يلفون ويدورون ونحن نستجيب
- وحيد تاجا يحاور جميل السلحوت
- بدون مؤاخذة-كيد اسرائيل هل يرتد عليها؟
- بدون مؤاخذة-أمريكا تورط اسرائيل
- محمود شقير الذي أعرفه
- لماذا تكرهنا أمريكا؟
- محاكمة مبارك بلا شماتة


المزيد.....




- الانتخابات الأوروبية في مرمى نيران التدخل الأجنبي المستمر
- أمريكا كانت على علم بالمقترح الذي وافقت عليه حماس.. هل تم -ا ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- لماذا تشترط واشنطن على الرياض التطبيع مع إسرائيل قبل توقيع م ...
- -الولايات المتحدة تفعل بالضبط ما تطلب من إسرائيل ألا تفعله-- ...
- بعد قرنين.. سيمفونية بيتهوفن التاسعة تعرض بصيغتها الأصلية في ...
- السفارة الروسية: قرار برلين بحظر رفع الأعلام الروسية يومي 8 ...
- قديروف: لا يوجد بديل لبوتين في روسيا
- وزير إسرائيلي يطالب باحتلال رفح والاستحواذ الكامل على محور ف ...
- مسؤول في حماس: محادثات القاهرة -فرصة أخيرة- لإسرائيل لاستعاد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - مثقفو السلاطين وثقافة الكذب