جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 12:39
المحور:
القضية الفلسطينية
جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-
لماذا تكرهنا أمريكا؟
أمريكا واسرائيل منزعجتان جدا من نيّة السلطة الفلسطينية التوجه لطلب عضوية الأمم المتحدة في ايلول –سبتمبر- القادم، فاسرائيل التي أثبتت للعالم أنها غير مؤهلة للسلام، وأن سياساتها تقوم على العدوان والتوسع وترسيخ الاحتلال، يساعدها في ذلك الضعف والهوان العربي بفضل القادة الأشاوس، ويساعدها تمترسها خلف قوة عسكرية هائلة، ودعم لا محدود من الولايات المتحدة الأمريكية وفي مختلف المجالات، ستجد نفسها عارية ومعزولة أمام العالم، وبما أن أمريكا ملتزمة بالحفاظ على اسرائيل وأمنها كما ورد على لسان الكثيرين من الرؤساء والقادة الأمريكيين، الا أن رضوخ القادة الأمريكيين لأصحاب القرار في اسرائيل بغض النظر ان كانوا من اليمين أو اليسار الصهيوني أمر يدعو الى التفكير، فالرئيس الأمريكي أوباما لم يجد غضاضة أن يتراجع عن أفكار طرحها لتحقيق السلام في المنطقة، كي لا يصطدم مع أفكار رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، ولن يجد أوباما حرجا أن يضع أمريكا بجانب اسرائيل في مواجهة مع العالم عندما سيستخدم "الفيتو" ضد قبول فلسطين عضوا في الأمم المتحدة، أي أن أمريكا باستعمالها الفيتو كما أعلنت، وكما يتوقع الدبلوماسيون في العالم ستقف ضد المبادئ التي تزعم أنها تدافع عنها، وفي مقدمتها حق الشعوب في تقرير مصيرها، وهي بهذا ستعطي شرعية أمريكية للاستيطان الاسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة، وستشجع اسرائيل في سياساتها العدوانية والتوسعية، وستكون المسؤولة عن عدم الاستقرار في المنطقة.
ويبدو أن أمريكا واسرائيل لم تستوعبا بعد أسباب ثورات الشعوب العربية التي أطاحت بنظامي الطغاة في تونس ومصر، وهي في طريقها لاسقاط طغاة آخرين من سدنة أمريكا وحماة مصالحها، ومدى ارتباطها بالقضية الفلسطينية، وأن تأمين المصالح الأمريكية وحتى الاسرائيلية في المنطقة العربية من خلال اسرائيل قوية وعرب ضعفاء لن تطول كثيرا، فمن أمنوا هذه المصالح من خلال معادلة العلاقات المشروخة بعضهم ذهب مع الريح، وبعضهم ستقتلعه عواصف الشعوب الثائرة.
ومن حق المواطن العربي أن يتساءل عن أسباب انحياز أمريكا الأعمى لاسرائيل، ووقوفها ضد الحقوق العربية، علما أن مصالح أمريكا في المنطقة موجودة في العالم العربي وليس في اسرائيل، وهي مصالح مؤمنة بشكل كبير، والشعوب العربية لا تعادي أمريكا، بالرغم من أن أمريكا تحرضها على معاداتها من خلال سياساتها التي تتناقض ومصالح الشعوب العربية....فهل سيستعمل العرب أسلحتهم وفي مقدمتها البترول لتأمين حقوقهم العادلة، أم أننا سنبقى ورقة في مهب الريح؟
5 آب-أغسطس-2011
مدونة جميل السلحوت: http://www.jamilsalhut.com
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟