أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - في 5 حزيران غابت شمس العرب














المزيد.....

في 5 حزيران غابت شمس العرب


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3384 - 2011 / 6 / 2 - 12:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-
في 5 حزيران غابت شمس العرب
أربعة وأربعون عاما مضت على حرب حزيران 1967 العدوانية، وما نتج عنها من وقوع لأراض عربية تحت احتلال بغيض أهلك البشر والشجر والحجر، أسماها الصحفي والمفكر محمد حسنين هيكل نكسة، فتبعه العرب قادة وشعوبا وإعلاما بتبني هذه التسمية، مع أنها هزيمة ماحقة كسرت ظهر الأمة العربية، ولا تزال نتائجها التدميرية ماثلة حتى أيامنا هذه، واذا كان الأشقاء والأصدقاء يمرون على الرقم"44" مرًا...فإن كل ثانية ودقيقة وساعة مرت وتمر على مَنْ وقعوا تحت الاحتلال تمثل دهرا لكثرة المعاناة الطويلة، وهم ينتظرون فرجا لم يأتِ بعد.
وللتذكير فقط لمن لم يعاصروا حرب حزيران 1967، فانها لم تكن حربا، بل جيوش تنسحب تحت قصف جوّي عنيف، ويتعقبهم جيش يسيطر على أراضي ومدنيين عزل. وقد استطاع"أصدقاؤنا" في الدول الأوروبية وفي واشنطن ترسيخ هزيمتنا فيما بعد تلك الهزيمة على أكثر من صعيد، وذلك من خلال تفتيت أيّ محاولة لتقارب عربي حقيقي، وإثارة الفتن والقلاقل بين الدول العربية من خلال وكلاء أمريكا الذين تحكموا برقاب البلاد والعباد، وتحويل القضية الفلسطينية من قضية العرب الأولى كونها قضية قومية، الى قضية تخص الشعب الفلسطيني وحده، بل إن قادة عرب صرحوا أكثر من مرة بحيادية تامة عن الفلسطينيين والاسرائيليين، ولعل الخطأ الأكبر الذي انجرت إليه منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها هو قرار مؤتمر الرباط عام 1974بوحدانية تمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني، وما لم يُقل وقتئذ أن في ذلك براءة للأنظمة العربية من دم الفلسطينيين ووطنهم وقضيتهم، مع أن الأطماع الصهيونية تتعدى حدود فلسطين التاريخية كثيرا....واذا كان بعض وكلاء أمريكا قد وصلوا إلى سدة الحكم على ظهور الدبابات رافعين شعار تحرير فلسطين، فإنهم وغيرهم قد أعادوا تثقيف الشعوب العربية على أن ما يعانونه من ويلات في مختلف المجالات سببه القضية الفلسطينية التي لا علاقة لهم بها، حتى أن بعض من أضاعوا فلسطين نشروا كذبا وزورا بأن الفلسطينيين باعوا أرضهم لليهود ويريدون منا أن نحررها لهم.
ونحن بهذه المناسبة المؤلمة لسنا في سبيل التأريخ للصراع بمقدار ما نبغي دقّ جدران الخزان الذي يعلوه الصدأ...فالتعنت الإسرائيل القائم على القوة العسكرية والمدعوم أمريكيا لتنفيذ المشروع الصهيوني بعيد المدى والقائم على التوسع، بفكرة ما لا يمكن حلّه بالقوة العسكرية يمكن حله بقوة أكبر، وما يقابله من ضعف عربي هو الذي أدى الى كوارث ليس أقلها تدمير العراق واحتلاله وقتل وتشريد شعبه، لما يمثله هذا البلد من ثقل اقليمي، وهو الذي أطلق يد اسرائيل الطويلة في تهويد الأراضي الفلسطينية المحتلة وجوهرتها القدس الشريف، من خلال مصادرة الأراضي الفلسطينية والبناء الاستيطاني المكثف، وفرض حقائق ديموغرافية جديدة على الأرض، تمنع الوصول الى أيّ حل قادم، وهذه الأوضاع هي التي قادت قادة اسرائيل ومنهم رئيس وزراء اسرائيل الحالي بنيامين نتنياهو الى التنكر لقرارات الشرعية الدولية، والى القانون الدولي، والدوس على لوائح حقوق الانسان واتفاقات جنيف الرابعة بخصوص الأراضي التي تقع تحت الاحتلال في صراعات عسكرية، بل وصلت الغطرسة بنتنياهو أن يعلن أمام الكونغرس الأمريكي- الذي صفق له بطريقة هستيرية- بأن اسرائيل ليست دولة محتلة، مما يعني أنها حررت أراضيها من المحتلين العرب، وأن لا حقوق للشعب الفلسطيني في هذه الأرض، وما النظرة اليه إلا من زاوية الشفقة فقط، وهذا يعني أن لا حق له في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة...والحديث هنا يطول.
لكن الحدث المفرح الذي يتصاحب وهذه الذكرى المؤلمة في هذا العام، هو ثورات الشباب العربي، الذين سئموا دكتاتورية الأنظمة القمعية، وما عادوا يحتملون الهزائم التي وقعت فيها أوطانهم وشعوبهم نتيجة حكم وكلاء أمريكا في المنطقة، فقلبوا الكراسي على رؤوس من تربعوا عليها، وسقط نظاما القمع والعمالة في تونس ومصر، وما تكشف بعد سقوطهما من تورطهما في قضايا القتل والقمع والنهب والتدمير والتخريب وهدم للأوطان...الخ....وها هما نظاما التخلف والاستبداد في ليبيا واليمن يترنحان أما غضب شعبيهما، وسقوطهما أصبح أمرا حتميا....ومع حالة الرعب التي تعيشها أمريكا واسرائيل من ثورة الشعب المصري تحديدا، لما تمثله مصر عربيا واقليميا، فانهما يحاولان الإلتفاف على منجزات الثورة، ويحاولان احتوائها من خلال تغيير بعض الوجوه الشائهة بوجوه جديدة لا تختلف كثيرا عن سابقاتها مع بعض الرتوش التجميلية.
ويبدو أن زيادة المواقف المتصلبة لنتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، وللوبي اليهودي في أمريكا الذي جعل من أوباما -رئيس الدولة الأعظم في العالم- أضحوكة بين الأمم، هي رد فعل نزق من ضيق تحمل التغييرات الجارية في العالم العربي...لكن نجاح عملية التغيير في العالم العربي وفي مصر تحديدا هو الذي سيعيد أمريكا واسرائيل الى العقلانية...وهو الذي سيقود الى حلول مشرفة ستنقذ شعوب ودول المنطقة من صراعات قادمة لن ينجو من نارها أحد....
لكن الاحتلال طال كثيرا، والمنطقة تعيش على شفا الهاوية، ومن هنا تنبع ضرورة عدم تراجع القيادة الفلسطينية عن اصرارها بطرح الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة مستقلة على الجمعية العمومية للأمم المتحدة في ايلول القادم.
2 حزيران 2011
مدونة جميل السلحوت: http://www.jamilsalhut.com



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أما آن لطاغية اليمن أن يرحل؟
- بدون مؤاخذة-احمد رفيق عوض وزيرا
- فن إدارة الصراع وكسب الوقت
- معالجة الموت في قصة أطفال لرفيقة عثمان
- الصدق في المواقف والكذب في الحقائق
- أرنب رفيقة عثمان المفقود
- -جمرة الماء- في ندوة اليوم السابع
- ميلاد... يا بشارة الفرح القادم
- مروان البرغوثي في القدس
- بلادنا مقدسة لا يخفى فيها شيء
- -البوسطة- رواية الناشئة التربوية والتعليمية
- مروان البرغوثي إنسان قبل أيّ صفة أخرى
- المصالحة الفلسطينية عودة الى العقل
- على باب السلطان في ندوة مقدسية
- الضحايا العرب مجرد رقم يتزايد
- من وين نبوسك يا قرعاء
- هذه أموال اليهود
- تكريم محمود شقير وعلي الخليلي وسلمان ناطور
- مجنون دبّ حجر في بير
- الروائية منصورة عز الدين في القدس


المزيد.....




- أمام المحكمة.. ستورمي دانيلز تروي تفاصيل اللحظات قبل اللقاء ...
- سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. هذا ما قاله ...
- زاخاروفا: الأسلحة التي يزود الغرب بها أوكرانيا انتشرت بالفعل ...
- النيابة العامة الروسية تعلن أنشطة منظمة -فريدوم هاوس- الداعي ...
- -لإرسال رسالة سياسية لتل أبيب-.. إدارة بايدن تتخذ إجراءات لت ...
- أغنية -الأب العظيم- لزعيم كوريا الشمالية تجتاح تيك توك وتحدث ...
- نتنياهو: إسرائيل لن تسمح لحماس باستعادة الحكم في قطاع غزة
- قاض فرنسي يرد شكويين رفعهما حوثيون على بن سلمان وبن زايد
- بيسكوف: الشعب الروسي هو من يختار رئيسه ولا نسمح بتدخل دول أخ ...
- أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - في 5 حزيران غابت شمس العرب