أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - نبيل عبد الأمير الربيعي - أهمية المكتبة العامة والمكتبة المدرسية في وعي الفرد العراقي















المزيد.....

أهمية المكتبة العامة والمكتبة المدرسية في وعي الفرد العراقي


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 3552 - 2011 / 11 / 20 - 14:23
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    




للمكتبات الدور الكبير في انعكاس مستوى التقدم للشعوب ونشر المباديء والقيم التقدمية وتوجيه الأفراد للمساهمة في تطوير المفاهيم الإنسانية وتقدم المجتمعات,وإن( تطور الثقافة والفكر لكل مجتمع يرتبط أشد الارتباط بالوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي لكل بلد عبر مسيرته التاريخية, والمكتبات هي إحدى الروابط التي تحتوي الماضي والحاضر والعمل من أجل المستقبل في هذا الجانب الحيوي . وتعتبر المكتبات مرآة المجتمعات ... من خلال نمطها ومنهجها والدور الذي تلعبهُ من أجل تقدم البلدان) . (1)

ويشكل الكتاب ركناً مهماً من أركان بناء الفرد العراقي , فقد كانت تجربة المكتبات العامة والمكتبة المدرسية فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي في العراق تجربة ناجحة في رفع المستوى الثقافي والأدبي والعلمي للفرد العراقي , مما كانت النتائج ظهور جيل اهتم بالثقافة والآداب والفنون والعلوم نتيجة توفر الكتاب بين يد الطالب في جميع المراحل الدراسية, إلا إن دخول النظام السابق الحروب وانتهاج الفكر القومي المعادي لكل الأفكار الأخرى, ولكن بعد عام 2003 عام التغيير نلاحظ انحسار وإهمال المكتبات العامة والمكتبة المدرسية .

ولو نتابع تجارب الدول العربية والأوروبية لنلاحظ اهتمام هذه الدول بوزاراتها التعليمية والثقافية بهذا الجانب باعتبار إن ثقافة المجتمع تأتي من المطالعة والمتابعة للكتاب في جميع المجالات الثقافية والأدبية والفنون بجميع مجالاتها والعلوم بأنواعها , فالمكتبات وتوفير الكتاب هي مهمة الدولة أولاً وضرورة دعمها المستمر ورفدها بكل جديد ومتابعة الوسائل التقنية وضرورة توفيرها في المكتبات العامة والمكتبة المدرسية , إذ لا يمكن أن نبني الفرد ومن ثم المجتمع ما لم نهتم بهذا الجانب الحضاري , فقد اهتمت البلدان العربية ومنها الجزائر ومصر وتونس بالكتاب وتجربة المكتبة المتنقلة في الباصات هي خير دليل على هذا الإبداع , وأتمنى أن أراها يوماً ما في العراق.

المكتبة المدرسية:
ــــــــــــــــــــــــــــــ
تعتبر المكتبة المدرسية هي نظام لجعل مصادر المعلومات في متناول الفرد سواء كان(الإداري,المدرس أو المعلم, الطالب)وهذا النظام يعكس فلسفة المدرسة ويثري كل برنامجها التربوي , والمكتبة تعتبر المركز الفكري للمدرسة الذي يجب أن يتردد عليه كل شخص في المدرسة من أجل استشارة مواد التعليم , كما إنها من المرافق الحيوية التي تقوم بدور الشريان النابض في المدرسة, وذلك بتوفيرها المصادر التعليمية التي يعتمد عليها الطالب وأستاذه , فكلما تطور التعليم ورُفعت كفاءتهُ الداخلية والخارجية برز دور المكتبة في الإسهام في تحقيق هذا التطور, ثم النهوض بمجتمع يرنوا لمستقبل أفضل .
تعتبر المكتبة المدرسية إذا ما قورنت بالمكتبات الأخرى بكثرة عددها وسعة انتشارها بالإضافة إلى إنها أول ما يقابل القاريء في حياته التعليمية وكذلك المهارات التي يكتسبها من المكتبة المدرسية , وعلى هذا يمكن القول بان المكتبة المدرسية يقع عليها عبء تكوين المجتمع القاريء الذي يقود الحياة الثقافية والأدبية والعلمية في المستقبل , كما ويمكن اعتبارها وسيلة يستعين بها النظام التعليمي في التغلب على كثير من المشكلات التعليمية التي تنتج عن المتغيرات التي طرأت على الصعيدين الدولي والمحلي كالتطور التكنولوجي والاكتشافات العلمية وتطور وسائل الاتصال التي يسرّت نقل المعرفة والثقافة والمعلومات بين الأمم والشعوب.
رغم مرور ثمان سنوات على التغيير في العراق إلا أن القصور لا زال واضحاً في تطوير المكتبة المدرسية أو العناية بموجوداتها والتوجه نحو النهوض بمهامها , إضافة إلى افتقار غالبية المكتبات المدرسية إن وجدت إلى الكتب التي تتناسب والتوجهات العلمية الحديثة , كما إن من أسباب ضعف الاهتمام بالمكتبات المدرسية هو قلة التخصيصات المالية المرصودة لهذا الجانب وعدم كفايتها لسد النقص الحاصل في الكتب والمصادر العلمية الحديثة الواجب توفيرها في المكتبات المدرسية.

لو راجعنا فقرات قانون وزارة التربية رقم(124) لسنة 1971 فقد ذكرت المادة رقم(1) :-
أولا- تؤسس في كل مدرسة ومتوسطة وثانوية ومهنية, وفي كل معهد ودار معلمين , مكتبة رئيسة تزود باستمرار بالكتب والمجلات والوثائق وغيرها من المطبوعات , وبالوسائل التعليمية المناسبة ويجب حفظ هذه المحتويات وصيانتها وتنظيمها وتصنيفها وتيسير الانتفاع بها للأغراض التربوية والثقافية المتوخات, وعلى الصورة المذكورة في المادة الخامسة من هذا النظام.
ولو راجعنا المادة رقم (4) من قانون وزارة التربية أعلاه نلاحظ مايلي :( يتم تمويل المكتبات المدرسية لأغراض البناء وتزويدها بالآثاث واللوازم وبالمحتويات من المطبوعات والوسائل التعليمية وغيرها بما يكفل مهمات تأسيسها وتطويرها باستمرار وتحقيق أغراضها التربوية والثقافية , بكون مصادر التمويل على الوجه الآتي:
1)اعتماد الميزانية العامة للإدارة المحلية لوزارة التربية.
2) اعتماد خطة التنمية القومية , وبرامجها السنوية الاستثمارية.
3) الهدايا( التبرعات من التلاميذ والطلاب وأولياء أمورهم, ومن المعلمين والمدرسين والمشرفين التربويين, ومن المؤلفين والمترجمين , ومن المنظمات الشعبية والجمعيات) .
أما المادة العاشرة فتذكر : ( تضع وزارة التربية خططاً لتطوير المكتبات المدرسية , تتفرع من خططها لتطوير التعليم الابتدائي والتعليم الثانوي بأنواعه وتحدد فيها المرامي وسبل التطوير وتحقيق الكفاية لنشاطها , كما تضع التعليمات والتوجيهات لتنظيم شؤون المكتبات المدرسية بما يكفل وفاءها , ولها أن تؤلف لجنة مركزية للمكتبات للنظر في شؤون المكتبات عامة ومتابعتها وتزويدها بالكتب التي تستجيب للمقتضيات المدرسية التعليمية والتربوية).

ولكن نلاحظ ضعف الاهتمام بهذا الجانب وعدم الالتزام بالمواصفات القياسية الخاصة بمباني المكتبات المدرسية إن وجدت في بعض المكتبات , والبعض قد انعدم وجود مكتبة مدرسية كما هو الحال في التعليم المهني في اغلب المحافظات, وبعض المكتبات عبارة عن صف من صفوف المدرسة , أو غرفة من غرف الإدارة المدرسية , إذ لم تصمم لتكون مكتبة مدرسية , كما تفتقر بعض المكتبات المدرسية إلى الآثاث والتجهيزات المتكاملة من حيث عدد الرفوف والمناضد والكراسي , وتعاني بعض المكتبات المدرسية من قدم الآثاث الموجود لديها, وعدم توفر الخدمات الحديثة في المكتبات المدرسية الموجودة مثل خدمة الحاسوب والانترنيت حيث معظم الخدمات المتوفرة هي خدمات تقليدية وليست آلية , وهنالك نسبة كبيرة من المكتبات المدرسية تعاني من قلة المبالغ المخصصة لها من وزارة التربية لتطوير مكتباتها وجعلها تواكب التطورات الحديثة, إضافة إلى قلة عدد أمناء المكتبات المدرسية الذين لديهم الخبرة والتأهيل العلمي في مجال المكتبات والمعلومات.

تجربة دولة الدنمارك في مجال المكتبات:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد تميزت الدنمارك في جانب المكتبات بتجربة التنقل بين الأحياء والقرى بباص تم تحوير داخلهُ كمتبة عامة تماماُ مليئاَ بالكتب والمجلات والأفلام وأقراس الموسيقى وخصص هذا الباص لمن لا يستطيع الذهاب للمكتبة العامة وقد ذكرت إحصائية عام 2007 عن عدد المكتبات في الدنمارك وعدد روادها من خلال صديقي المقيم هذه الدولة(السيد محمد قاسم السعدي) فقد بلغ عدد المكتبات ما يقارب (545) مكتبة عامة وأضعاف هذا العدد في المدارس والمعاهد والجامعات , فقد دعمت وزارة الثقافة الدنماركية المكتبات عام 2008 مبلغاً ما يقارب (149800000) دولار, وقد بلغ عدد من تخصص في المكتبات (8181) متخصصاً , وإن الإحصائية الرسمية لعدد الكتب التي تم استعارتها من قبل المواطنين بلغ (72874000) كتاب , علماً إن عدد نفوس دولة الدنمارك هو(5400000) نسمة, وإن عدد الكتب في المكتبات التي تسمى( مكتبات الشعب) هو (30761000) كتاب.
كما دعت وزارة الثقافة الدنماركية إلى ترجمة الكتب من اللغات الأخرى إلى اللغة الدنماركية مقابل مبلغ (40000) كرونة لكل كتاب يترجم أي مايقارب (8000) دولار , ولو قارنا هذا مع المكتبات في العراق لكان الحال يدعو إلى التشاؤم واليأس بسبب الإهمال العام في هذا الجانب من قبل الدولة والمؤسسات المشرفة على المكتبات وكذلك منظمات المجتمع المدني , حيث وصل الحال إلى إغلاق المكتبات المدرسية في بعض المحافظات , وخزن الكتب التي تمتلكها بعض المدارس مع الكتب المنهجية والقرطاسية والآثاث , إضافة إلى عدم متابعة المشرفين التربويين لهذا الجانب عند زياراتهم للمدارس, فأنا أدعوا من خلال هذه المقالة المسؤولين في هذا الجانب إلى إعادة الاهتمام بالكتاب والمكتبات العامة والمكتبات المدرسية لتنهض وتزدهر كما كانت في فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي , الذي كانت المكتبة المدرسية السبب في اهتماماتنا بالكتاب وبالجانب الثقافي والأدبي والعلمي, وللنهوض بالواقع الثقافي والتعليمي بالعراق الجديد وليقدر المسؤولين قيمة هذا الجانب المهم , ويعتبر جانب من وسائل التنمية للفكر وبناءه وتسليحه بالثقافة والعلوم والفنون والآداب لأعداد الجيل الشبابي المقبل لبناء العراق الجديد.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- 1-من تأريخ المكتبات في البلدان العربية- د. خيال الجواهري



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصب اللاعنف....( المسدس المعقوف )للفنان السويدي كارل فريدريك ...
- الفنان التشكيلي سعد الطائي.. دمج أكثر من أسلوب فني في أسلوب ...
- إبراهيم عوبديا... شاعر بغدادي النشأة والهوى
- كوكب الباحث الفلكي العراقي الدكتور عبد العظيم السبتي
- شالوم درويش..القاص العراقي الذي تميزت قصصهُ بالواقعية
- الروائي الراحل غائب طعمه فرمان.. جسد في الغربة وفكر ووجدان ف ...
- عصابات الجريمة في العراق و تجارة الرقيق الأبيض(الجسد النسائي ...
- يهود كردستان العراق بين السبيً الآشوري والتهجيًر القسري
- صالح وداود الكويتي .......ملحنا الأغنية العراقية الأصيلة
- الأديب والشاعر اليهودي العراقي شمؤيل سامي موريه
- إلى شهيد الحرية ..هادي المهدي
- من ذاكرة الديوانية...شخصيات خدمة المدينة(الشيخ جعفر الأسدي)
- الباحث الاقتصادي والاديب والصحفي مير بصري
- من ذاكرة الديوانية.... شخصيات خدمة المدينة( 2)
- من ذاكرة الديوانية.... شخصيات خدمة المدينة(الشيخ سلمان الجبا ...
- من ذاكرة الديوانية...... الكشافة المدرسية بين الماضي والحاضر
- إسقاط الجنسية العراقية والصراع بين المواطن والدولة
- الأديب والمربي والصحفي.... شاؤول حداد
- من ذاكرة الديوانية.....الختًان سعادة عكرم
- من ذاكرة الديوانية.. مرقد السيد أبو شميلة


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - نبيل عبد الأمير الربيعي - أهمية المكتبة العامة والمكتبة المدرسية في وعي الفرد العراقي