أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - حيرة الترمس والبطاطا بين العلمانية والاسلامية















المزيد.....

حيرة الترمس والبطاطا بين العلمانية والاسلامية


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 3542 - 2011 / 11 / 10 - 21:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علي كورنيش النيل بالعاصمة المصرية . أثناء النزهة . توقف الرجل , هو وزوجته وأولاده , أمام عربة بائع الترمس .
- الزوج : هات لهم يا عم كام قرطاس ترمس . بس علي مزاجدك .
بائع الترمس : يا سلام .. أجدع ترمس , بالحمص والليمون . عشان الحلوين ( ينظر للاولاد بابتسام أبوي ) .

بائع الترمس ( وهو ويقوم بتعبئة قراطيس الترمس , ينظر للرجل بمودة ) : أنا حاسس ان حضرتك رجل محترم وفاهم ؟ وعايز أسألك عن الانتخابات .

الزوج : تفضل , لا مانع .

بائع الترمس : دلوقتي الانتخابات علي الباب , ولازم نروح ننتخب , والا غرامة كبيرة , وبصراحة محتار أنتخب مين ؟. ناس تقول علمانية , وناس تقول اسلامية ؟ , واحنا عايزين اللي يصلح .. بالامانة كده , رأيك ايه يا أستاذ ؟ قصدي ايه الفرق ؟ , لأن الكلام بقي كتير من كل ناحية , والناس خلاص موش فاهم حاجة ؟

الزوجة ( تبادر بالكلام ) : جميع الدول العلمانية تلاقيها متقدمة وشعوبها مرتاحة .

بائع الترمس : كويس ..كتر خيرك يا هانم , وايه كمان ؟
الزوج : وجميع الدول غير العلمانية . اسلامية أو غير اسلامية , تلاقيها دول متأخرة وشعوبها تعبانة , مسروقة وفقرانة . وحكامها ناهبينها . والحاكم اللي بيقعد علي الكرسي بيلزق فيه , ولا بيشبع سرقة وظلم .

( ينضم اليهم بائع البطاطا . الذي يقف قريبا بعربته , ويتابع من البداية )
بائع البطاطا : وغير كده يا باشا , يبيقولوا حاجة كمان اسمها ( يحاول التذكر ) برا .. برالية ؟ موش كدة برضو ؟؟

الزوجة : ليبرالية ..

بائع البطاطا : أيوه .. ودي معناها ايه كمان ؟

الزوج : العلمانية والليبرالية أولاد عم . زي بعض . رجل علماني , رجل ليبرالي . ما تفرقش كتير . ولاد عم .

الزوجة : والعلمانية أو الليبرالية . لا تمنع أحد انه يكون مؤمن . ولا تجبر أحد علي انه يكون ملحد .

الزوج : حتلاقي بالدول العلمانية . المساجد مفتوحة والمعابد بأنواعها مفتوحة . اسلامية مسيحية يهودية بوذية زرادشتية هندوسية ... واللي عاوز يعبد هو حر , يعبد اللي يعبده , واللي موش عاوز يعبد حاجة . هو حر .

الزوجة : لكن الدولة الاسلامية ممكن , كما بالسعودية . تمنع أي معابد أخري غير الاسلامية بس . والا الضرب والسجن لمن يفتح معبد غير اسلامي . ودول اسلامية تانية , المعابد غير الاسلامية بتتحرق وتتهدم , قدام عين الحكومة . لأن الدولة موش مدنية . دولة موش علمانية .

بائع الترمس ( يصغي باهتمام , وتبدو لديه رغبة في استماع للمزيد ) . أيوه أيوه ..
بائع البطاطا : يهز رأسه بما يعني الفهم والمتابعة , وانتظار الزيادة ) .

الزوج : رئيس فرنسا " ساركوزي " . ما يقدرش يقول أنا رئيس مسيحي لدولة مسيحية , رغم ان اغلبية فرنسا مسيحيين . ولا يقدر يقول ان غالبية فرنسا مسيحيين . كما قالها السادات " أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة " ! . الدستور العلماني يمنع ساركوزي . انه يقول كده . لا خلط للدين بالسياسة .

الزوجة : لأن القانون والنظام العلماني . ما في عنده أغلبية وأقلية دينية . الدين حرية شخصية وعلاقة شخصية بين الانسان وما يعبده .. في العلمانية , الدين لا يتدخل في السياسة أبدا .

الزوج : و في البلد العلماني .. الرئيس لا يقدر يمد ايده ويحط مادة غير علمانية بالدستور بخط ايده علي مزاجه .. موش لعبة . دستور البلاد , غير دفتر محل البقالة , السادات عملها وكتب بايده المادة التانية بالدستور ! بمزاجة ,. ولسه عامل مشكلة لحد دلوقتي بسبب المادة التانية دي ! .

الزوجة : فرنسا كان لها رئيس ملحد . كان اسمه " ميتران " معروف انه ملحد . ولكن لم يقفل المعابد ... ما يقدرش . الدستور العلماني لفرنسا يقول له : لا. , والقوانين العلمانية تحمي كل الأديان , وتحمي من لا يؤمنون بالأديان . يعني تحمي الجميع . ملحد , ومؤمن , كلهم مواطنين , ولهم حق حريتهم .. واللي يعتدي علي دين غيره . يلاقي القانون عفقه من قفاه , وبسرعة . ويتحاكم .

الزوج : في الدولة العلمانية . المعابد بأنواعها كلها مفتوحة . والخمارات مفتوحة , وبيوت الدعارة مفتوحة .. وكل واحد عقله في راسه يعرف خلاصه , وهو حر .

الزوجة : لكن الدولة الاسلامية . لو انت ما صليت الفجر . جماعة الأمر بالمعروف . تسألك ليه ؟! . وتتحاكم وتنضرب . ولو ما صمت رمضان , وأكلت في الطريق لأي عذر . تنجلد وتتحبس ! كما في السعودية .

بائع الترمس ( يزوم و يغمغم , وهو يناول الأطفال بسرعة قراطيس الترمس , وأذناه واحدي عينيه تتابع الحديث ): هي الحاجات دي بالعافيه ؟!. صلاة بالعافية صوم بالضرب .. ازاي الكلام ده ؟!
بائع البطاطا : موش ممكن حد يقدر يجبر حد علي صوم ولا صلاة .. الحاجات دي لازم تكون طالعة من جوا ضمير البني آدم , موش من الخوف .. لا لا . دي حاجات موش مضبوطة ..
بائع البطاطا ( معاكم , سامع , اتفضلوا , ثم ينعطف تجاه عربته , يقطع . بسرعة عدة شرائح من البطاطا الساخنة . يقدمها للأطفال بابتسامة عريضة ) .

الزوجة ( لأولادها ) : ايه حتاكلوا ترمس وبطاطا مع بعض ؟!
الأطفال ( بمرح طفولي ) : أيوه ..
بائع البطاطا : دي تحية مني يا ست هانم .( ثم يواصل الاستماع باهتمام ) .
الزوج ( يستطرد ) : لكن في الدول العلمانية , تصلي أو ما تصلي انت حر , تصوم ولا ما تصوم انت حر , تروح خمارة ولا تروح بيت دعارة . انت حر .

الزوجة : ولحم الجمل ولحم البقر , و لحم الخنزير و لحم العفريت , جيع اللحوم كلها موجودة . وكل واحد يأكل اللي هو عاوزه . هو حر .
( يضحكواجميعا من قولها " ولحم العفريت ) .
بائع الترمس ( يقهقه ) ولحم العفريت كمان ؟! يا ريت الواحد يدوق لحم العفريت , ولو مرة ( يقهقه ) .

الزوج : كل واحد عقله في راسه , هو حر , وكمان ربنا حر , في انه يغفرلك ذنوبك أو يعذبك عليها . هو حر .. وانت حر , والكل حر .
الزوجة : لكن بالشريعة الاسلامية والدولة الاسلامية . مافيش حد حر . بالضرب وبالفضيحة . تصلي وتصوم غصبا عنك , وما تشرب خمرة , ولا تختلي بواحدة ست مهما كان لظروف بريئة .أو لدواعي انسانية ؟ والا تنضرب وتنفضح وتنجلد انت وهي .

بائع الترمس : يعني ما يسيبوا حاجة لربنا . يحاسب هو عليها ؟!.

الزوجة : ولا يسيبوا لربنا حاجة يغفر للناس عنها . !

بائع البطاطا : يعني بكده , يبقي ربنا كمان موش حر ! ( يقهقه ) .

بائع الترمس : ( منزعجا ) يا وقعة سودة ! . صحيح .. يعني بكده , يبقي ربنا كمان موش حر , مفيش حرية خالص لا لعبد ولا لرب ؟! با وقعة غبرة !

بائع البطاطا : ما هو في السعودية كدة يا معلم ! انت موش عارف والا ايه ؟!

بائع الترمس : ( يتذكر ) اي والله صحيح , بنسمع م اللي جايين م السعودية .. يا واقعة منيلة ! دا احنا نايمين – يتلفت حوله بحذر – : والمشايخ الضلالية . لخبطوا عقولنا , الله لا يكسبهم .

الزوج ( يخرج نقودا من جيبه , لدفع الثمن ) طيب شكرا شوفوا كده مطلوب كام ؟
بائع الترمس ( بشهامة ) يمين تلاتة أبدا . عيب يا أستاذ . كفاية وقفناكم معانا انت والهانم . وعطلناكم . دي عطلتكم ما تتقدرش بفلوس , وكمان فهمتونا , واتنورنا , كتر خيركم.

بائع البطاطا : انتوا ما طلبتوش مني حاجة , ودي تحية صغيرة , وعلي قدنا , ما تكسفوناش بقي ( يضحك بمودة ) .

الزوجة : المرة دي ح ندفع , المرة الجاية . تبقي زي ما تحسبوها :عزومة , تحية .. ماشي .
( الجميع يضحكون ) .
الزوج ( يشكرهما , و يصر علي دفع الحساب ) : موش ممكن , ما يصحش . المرة الجاية موش حندفع ..
( بائع الترمس , وبائع البطااطا , يشعران باستحياء عند أخذ الثمن .. ثم يودعوا الزوج والزوجة . بكثير من الشكر والدعوات , وبالتلويح المرح للأطفال , مداعبين اياهم ): كل انتخابات وأنتم بخير وطيبين يا حلوين . بس نحب نشوفكم علي طول .
الزوج والزوجة : وانتوا طيبين , ومصر طيبة , وشعبها بخير .

*****************************



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية تطبيق الشريعة الاسلامية
- وداعا.. أنيس منصور ..
- كلمتي لمؤتمر الجمعية المصرية للتغيير . بأمريكا . المزمع عقده ...
- مصر - الأديان تمزق الانسان والأوطان
- كاتب سوري قلبه مع الجزار , لا مع الشعب .
- ذكري رحيل عبد الناصر
- كلاكيت : تحية للرئيس التونسي الهارب
- لماذا استعجال حرق العلم وطرد السفير الاسرائيلي ؟
- غرام روسيا بديكتاتوريات الشرق الأوسط
- تطبيق الشريعة 3|3
- ليلة القدر
- مأساة شعب سوريا مع البعث والأسد والعلويين
- تطبيق الشريعة 2-3
- تطبيق الشريعة 1-3
- سرقة حقوق الموقع والكُتّاب
- قليل من الغناء والطرب في زمن الثورات والغضب 2-2
- قليل من الغناء والطرب في زمن الثورات والغضب 1-2
- ما هكذا الثورات والثوار 3-3
- ما هكذا الثورات والثوار 2-3
- ما هكذا الثورات والثوار 1-3


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - حيرة الترمس والبطاطا بين العلمانية والاسلامية