مصر - الأديان تمزق الانسان والأوطان

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 19:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

المذبحة التي جرت في مصر . منذ يومين . في 9 من أكتوبر الجاري ( قتل العشرات بوحشية , وحرائق مروعة . ) في مظاهرات القبط . أما مبني التليفزيون بالقاهرة .
لا يمكن أبدا أن تحدث .. في وجود حكام أهلا للمقاعد التي يجلسون فوقها .

ففي عهد عبد النصر – رغم تحفظاتنا عليه وعلي زمنه – لم يكن ممكنا حدوث مثل تلك الكارثة .. ولما وقعت سلسلة من الكوارث الطائفية المتواصلة . منذ قبل وبعد تنحي الرئيس السابق " مبارك " .

ما حدث يوم 9 أكتوبر كان متوقعا , ويجب توقع المزيد , ما لم يتم ايقاف الحرب التي يشنها دين ضد دين آخر ..
والسلطة لا تتحرك . ففي كل جريمة طائفية , لا أحد يعرف ماذا فعلت السلطات مع الجناة . , وان قبضت علي بعضهم في بعض الحوادث , فتتضيع الحق والحقيقة , نتيجة نهائية – باستثناءات قليلة - . مما يقطع بأن ما يحدث , علي اقل تقدير : الحكومة راضية عنه . ما لم تكن هي المخطط والمدبر , أو المتواطيء مع الفعلة ..
لقد كانت كلمة السيد رئيس الوزراء – دكتور عصام شرف -. باهتة , شاحبة . ولا جديد فيها . لا من ناحية صياغتها , ولا فعاليتها . كلمة لا حزم فيها ولا عزم ولا حسم .
فهل العسكريون – حكام مصر – مصرون علي حرق وطنهم بكافة السبل , وتمزيق مصر بالفتن الطائفية . وترك الأمور لرجال الأديان يلعبون بمستقبل وارواح ودماء أبناء الشعب , وتعريض وحدة الوطن للخطر ؟

ما يشغل رجال الأديان .لا صلة له بحاجات الشعب المصري , ولا بمعاناته ..!
الشعب يحتاج لمساكن تأوي الملايين من أبنائه , ورجال دين , يريدون بناء معابد , ورجال دين آخر , يريدون معابدا لدينهم فقط , وحرق معابد وبيوت الأديان الأخري ..

الشعب المصري في حاجة لفرص عمل لملايين العاطلين , ومدارس تعلم علما نافعا , ومستشفيات يجد فيها علاجا , و ماء صالح للشرب , وشوارع نظيفة خالية من
الزبالة ...
بينما رجال الدين .. ما يشغل رؤوسهم هو : زراعة 80 مليون لحية في وجوه المصريين , وفرض الحجاب والنقاب , وتطبيق عقوبات قطع الآذن , والرجم والجلد , وغيرها من العقوبات المنتمية لعصر غير عصرنا ولزمان غير زماننا..! . هذا هو برنامجهم الاول وغالبا هو الاول والاخير ..! فلا يكاد يوجد شيء غير ذلك يمكن العثور عليه بداخل عقولهم . عند محاورتهم . بالاضافة لبناء معابد أو هدم معابد ! وقتل واحراق البيوت لأجل المكائد والكراهية الدينية .

وجيش مصر.. السياسة ليست تخصصه , وادارة مصالح الشعب ليست شغلته , ويصر علي الاستمرار في القبض علي السلطة لاعتلاء المناصب بلا شرعية , ولالتهام مزايا بدون حق ..

وثورة قادها شباب . لا يعرفون أن الثورة هي انقضاض علي الفساد والمفسدين واقتلاعهم اقتلاعا من جذورهم .. و لم يفرق هؤلاء الشباب بين التظاهرات وبين الثورة . وكأن مظاهراتهم وهتافات موجهة ضد الجنرال الديموقراطي المتحضر " ديجول " في فرنسا .. وكأنها ليست ضد الجنرال الديكتاتور " حسني مبارك " , ومجلسه العسكري . ولجنة سياسات ابنه. في مصر ..! .

ومعارضون سياسيون عواجيز - أو غير ذلك - لا يعرفون واجبهم نحو ارشاد ودعم غضبة الشباب لتتحول مظاهراتهم التاريخية الي ثورة حقيقية , تكمل دورتها بنجاح , وتعيد صناعة التاريخ وتصحح مساره .

ورجال النظام ( الساقط , القائم . في نفس الوقت) , لا يريدون الاسراع بالمصالحة مع الوطن والشعب , واظهار الاتعاظ مما حدث ( في 25 يناير 2011) , بتغيير سياسياتهم وتصرفاتهم . وانما هم علي نفس عهدهم اللا أخلاقي , وبنفس ديدنهم في الشر والفساد .

= الشعب قد تعب , أشد التعب , والوطن معرض للتقسيم بسبب الأديان . كما حدث للسودان . فالي متي ؟
والي أين ستسير الأمور ؟
وكيف ستكون النهاية ..؟
هذه الأسئلة نوجهها للأفاضل : رجال الأديان المتناحرة , وللمجلس العسكري , وللاعبي الأكروبات السياسية , الحالمين بالجلوس فوق كراسي الحكم , بأكثر مما يحلمون بدور الأطباء الرحماء , الذين سيعالجون أوجاع شعب ويضمدون جراح وطن .
***************

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل