أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد يوسف - إلى خ - ب .... أو ما يسمّونه أديباً ..؟!















المزيد.....

إلى خ - ب .... أو ما يسمّونه أديباً ..؟!


عماد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3536 - 2011 / 11 / 4 - 19:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لطالما تعففت عن الدخول في مهاترات من باب السجال العقيم حول الأزمات العميقة، أو في الخلافات البنيوية الجوهرية. وذلك لأسباب عديدة، تبدأ بإيماني بتباينات الخلفية الثقافي، ولا تنتهي بالتأثير البيئي والتربوي والمذهبي الذي يترك ارهاصاته على الكثير من الذين يتصنعون دور المثقف النخبوي، والذي يعتقد نفسه، أنه إذا نطقَ صدَقَ، وإذا تكلمَ تمنطقَ، وإذا ناقشَ أفصحَ. وهو في حقيقة الأمر وليد ثقافة طفيلية هامشية تمَّ جمعها من موهبة بدائية، تلامس قشور الثقافة ولا تصل بحال من الأحوال إلى عمقها، إلى بعض المؤئرات من هنا وهناك. وبعض القراءات لمستويات من الأدب أقل ما يُقال فيها بأنها " بنتُ زمانها وتكوينها، وهي بالضرورة تفقد مبررات وجودها لحظة مغادرتها بيئتها المرضية الحاضنة التي نبتت وترعرعت فيها. ولكن؛ ماذا نقول في نظام شمولي، استبدادي اقصائي، همّشَ كل ما له علاقة بالأدب الحقيقي الذي ينتمي إلى الفكر والوجدان الإنساني النبيل والعظيم الذي كان من سمات بدايات القرن العشرين وما تلاه من تطور نوعي عظيم في هذا الاتجاه الأدبي الذي عكس صورة الحياة والواقع العربي بمعانيه الحقيقية. في مرحلة لاحقة تطور هذا الأدب وتطورت مدارسه، ولكن من طوَّر هذا الأدب وارتقى به لم يستطع التعايش مع الأنظمة القمعية الديكتاتورية التي تقتل كل فكر حر ونبيل. لذلك رحل العظام، أو حُييدوا، أو ُزجّوا في السجون، أو هُجّروا. وبقي في الساحة من جاءوا متطفلين على هذا الفن العظيم وعلى روّاده. فشكلوا جوقة المنشدين الطفيليين لديماغوجيا النظام، وخطابه على مدى عشرات السنين المنصرمة. كان هؤلاء " رائحة العفَن التي نتجت عن الأدب ومدارسه بعد أن تمت تصفية المُبدع منه من قبل السلطات الحاكمة، وأوجدت لها أدباء على مقاسها، ونمطها، وشكلها، وخصوصيتها، والأهم من هذا وذاك، على شاكلة فكرها ونتاجه الذهني والعقلي..؟!
ثمَّ جاءت لحظة التغيير، الضغط الذي تشكّل عبر سنوات طويلة من القهر والقمع الاجتماعيين، وجد شرارته أخيراً، فتمَّ الانفجار محققاً بذلك نظريات الانفجار الفيزيائي الطبيعي. في لحظة كهذه يكون دور المثقف الحقيقي، هو في التحليل الموضوعي والعقلاني لما يحصل، وللتطورات الاجتماعية، وصراع المتناقضات، وعمق الأزمة وبنيتها وبعدها السوسيولوجي. والنفسي، والديني. والقوى المتصارعة، أبعادها، خلفيتاها ركائزها. وما إلى هنالك من أبعاد عميقة نستند فيها إلى تقديم رؤيتنا المنهجية في التوصيف والتحليل.
لكن هذا الشرط الآنف الذكر لم يتحقق عند أي من مثقفينا الطفيليين، الإنهزاميين، الوضيعين، الذي يتصنّعون الثقافة ويتعايشون عليها حيث تميل الكفّة هنا أو هناك. وهم الذين أمضوا جلّ سنوات عمرهم وأكبر عطاءاتها في مؤسسات النظام يدعمون نهجه، ويطبّلون لديكتاتوريته ومشروعه الموارب. وها هم اليوم يتنطحّون لزعامة " الفرص الانتهازية "، وويح لمن يحاول التذكير بتاريخهم، ينتفضون ويزأرون هائجين لأنَّ هذا التاريخ في حال ذكره من قبل البعض ستفوح رائحته القذرة وتزكم أنوف الناس الذي لا يدركون حقيقة ضحالتهم الفكرية والثقافية التي جعلتهم يومها في ذلك الموقع مع السلطة، وهي نفس الضحالة والانحطاط الفكري الذي يجعلهم اليوم يقفون مواقف لا تختلف عن الرعاع والغوغائيين الذين يحملون السيوف والخناجر والبنادق ويخرجون إلى الشارع لقتل المدنيين وتقطيع أوصالهم. وهذا يمكن أن أغفر له، لأنه من العّامة، والعوام عقولهم في عيونهم كما يقول الكواكبي، أمّا أن يأتي من يدّعي أنه أديب من أمثال : خ- ب، وينتقد مسيرات مؤيدة هنا، ومظاهرات موالية هناك، ويتهمها بأنها تخرج بسبب الخوف، وهو الذي عانى منه عشرات السنين وجعله هذا الخوف أسير أسياده ومعلّميه في السلطة، لا يخرج عن طوعهم، ولا يعصي لهم أمراّ. فقط ينفذّ. ومن تأصل فيه عامل الخوف سيظنُّ أنَّ الناس كلها تشترك معه في نفس الاحساس المرضي والرهاب النفسي الذي عانى منه ما عانى. بالرغم من أنَّ المدينة التي يسخر منها، كان فيها أكبر عدد من المعتقلين السياسيين قضوا أجمل سنين عمرهم في معتقلات الأمن والمخابرات التي كان هو يومها، يكتب ويطبّل لها. ثمّ، إذا ما تناوله أحدهم بنقد، أو حاول تحليل ما يحدث، أو أن يصّوب رأي يحتمل الصح والخطأ، نراه يهاجمه مستشرساً، ويدّعي أنه يبغي الشهرة من وراء ذلك. بالرغم من أنَّ ع - س- ع، الذي هاجمه هو دكتور محترم، وشاعر ومن عائلة محترمة، وزوجته صيدليانية. وجميع أفراد عائلته ينتمون لمهن علمية وثقافية عالية ومحترمة. هي على الأقل أرقى بكثير من البيئة التي خرج منها صاحبنا الذي يهاجمه وينصحه بأن يقترب من جرّة الماء. والتي يشبّه نفسه بها.
إذا كانت طرطوس تخرج خوفاً، فالرقة تخرج فزعاً، وحلب تخرج خشوعاً، والسويداء تخرج تضّرعاً، واللاذقية تخرج رعباً؟! لله درّك يا حزب البعث كيف تُخرج الناس جيوشاً ليقدّمون فروض الطاعة والغفران لك ولسلطتك. يا أخي إذا كانت السلطة بهذه الربوبية وهذه القوة، فأهلاً بها دوناً عن هؤلاء الذين يقطّعون الناس ويرمون أوصالهم هنا وهناك. ويصطادون أفراد الجيش كما العصافير بذنب أو من غير ذنب.
ما هكذا تُورد الإبل يا أيها الأديب الذي صنعه تصحّر ساحات الأدب من روّادها. هناك وطنُ على المحك. وهناك مصير بلاد وعباد تملؤهم روح الفتنة والكره الذي تنضح به أفئدتكم. وهناك من يخاف على وطنه كما لا تخافون. وهناك من يريد التغيير أكثر مما تريدون. لا بمذهببتك وأمثالك، وصراعكم وشعاراتكم الطائفية والتي لولاها ولولا أعمال القتل والتنكيل التي اتبعتموها منذ البداية لكانت طرطوس وغيرها من مدن سبّاقة للمطالبة بالحرّية والتغيير، وهي اليوم تُطالب أكثرمن غيرها. وكذلك الرّقة وحلب الشهباء، وأهل حماه، والسويداء والحسكة ودير الزور وغيرها من مدن. ولكنهم يُطالبون بالعقل والسلم، لا بثقافة الدم والقتل. حتى لو ارتكب النظام الفظاعات فالرد يكون بالسلم وتعميق أواصر الحبّ بين أفراد المجتمع ومحاولة استمالته لنصرة قضيتهم الواحدة.. والمصيرية ..؟!
- مثال ليس عن الجرّة، وإنما عن آل نهرو غاندي: قرر آل نهرو غاندي أن يحرر الهند من الاستعمار الإنكليزي بالكلمة السلمية لا بالحرب، سخر منه جميع رفاقه حينها. واتهموه بالتخاذل. ولكن في النهاية انتصر غاندي على أعداءه وحرر بلاده من نير الاستعمار الإنكليزي المتوحش.
- الثورة المصرية: دفعت في 18 يوم من عمرها 840 قتيلاً ذهبوا شهداء الثورة ولم يُضرب شرطي مصري كف واحد. ولم تُوجه شتيمة واحدة للرئيس الخائن السافل الذي باع اسرائيل ومون الديزل للدبابات التي تقتل أطفال فلسطين في حرب غزة. لم توجه له شتيمة واحدة أثناء الثورة.
- نيلسون منديلا، قضى 17 عشر عاماً في السجن وناضل سلمياً حتى تحرير بلاده من نظام م التمييز العنصري الذي كان يحكمها.

اتعظ يا أيها " الأديب " مع تحفظي الشديد ..؟؟؟!!

عماد يوسف
كاتب سوري



#عماد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مآلات الخارطة- الجيو- بوليتيكية- في الشرق الأوسط
- ايجابية الأزمات الوطنية ..!
- تحية طيبة للجميع
- الصراع على سوريا عبر الاحتجاجات الفئوية .؟!
- الحراك السوري، والارتكاسات المذهبية المضّادة.؟!
- العرب وسوق العهر السياسي
- سوريا يا حبيبتي ؟ سأترك الحديث في السياسة ( 1& 2)
- حزب البعث العربي الاشتراكي -بين النظرية والتطبيق-
- مزايدة علنية بالظرف الجماهيري المفتوح
- سوريا؛ ونزعات السياسة والنفاق
- المعارضة السورية، واحتجاجات الأشهر الثلاث ؟
- سوريا وإرهاصات الأزمة الطائفية ؟!
- إلى أصحاب الرهان الخاسر
- مملكة للصمت
- سوريا؛ آخر المعاقل العلمانية..؟
- -الشرط المجتمعي السوري للتغيير- لم ينضج بعد!
- ممنوع من السفر
- واقع التغيير السياسي العربي
- سقوط مفهوم النخب السياسية العربية
- دعاء إلى الفيس بوك والتويتر


المزيد.....




- انجرفت وغرق ركابها أمام الناس.. فيديو مرعب يظهر ما حدث لشاحن ...
- رئيس الوزراء المصري يطلق تحذيرات بشأن الوضع في رفح.. ويدين - ...
- مسؤولون يرسمون المستقبل.. كيف ستبدو غزة بعد الحرب؟
- كائن فضائي أم ماذا.. جسم غامض يظهر في سماء 3 محافظات تركية و ...
- هكذا خدعوهنّ.. إجبار نساء أجنبيات على ممارسة الدعارة في إسطن ...
- رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يقرر البقاء في منصبه
- هجوم إسرائيلي على مصر بعد فيديو طريقة تدمير دبابة -ميركافا- ...
- -حتى إشعار آخر-.. بوركينا فاسو تعلق عمل وسائل إعلام أجنبية
- أبراج غزة.. دمار يتعمده الجيش الإسرائيلي
- مصر.. تحركات بعد الاستيلاء على أموال وزير كويتي سابق


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد يوسف - إلى خ - ب .... أو ما يسمّونه أديباً ..؟!