أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - في هذا المكان كان الجندي شاليت محتجزاً














المزيد.....

في هذا المكان كان الجندي شاليت محتجزاً


محمد داود

الحوار المتمدن-العدد: 3534 - 2011 / 11 / 2 - 22:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


في هذا المكان كان الجندي شاليت محتجزاً
كتب محمد داود
هنا أحتجز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت والذي أسرته فصائل المقاومة الفلسطينية استجابة لوفاء الأحرار بفك القيود وتحطيم أبواب الزنازين وانقشاع عتمة الظلام نحو شمس الحرية... هنا في قطاع غزة ذو المساحة الضيقة والمحاط بالأسلاك الشائكة وأجهزة الرقابة الصهيونية طوال خمسة أعوام، أحتجز شاليت وفشلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من استعادته بعد أن استنفذت كافة الوسائل والإمكانات الهائلة لديها، بدأته بالعمل العسكري وارتكاب المحارق والاعتقال بحق المدنيين الفلسطينيين وتدمير بنيته التحتية كوسيلة ضغط، ولجأت إلى الأسلوب الإستخباراتي والأمني والرصد، وعرضت مبالغ مالية طائلة ومغرية تلقاها المواطنين الفلسطينيين على هواتفهم "الجوال" أكثر من مرة أو عبر المنشورات التي ألقتها الطائرات الإسرائيلية، وتارة أخرى وجدت أسلوب الحرب النفسية والشائعات وسيلة ضغط، ثم نهاية المطاف النشاط الدبلوماسي عبر وسطاء مصريين وألمان وأتراك لإطلاق سراح الجندي شاليت.
اليوم أنجزت صفة وفاء الأحرار وتنسم مناضلينا الأبطال طعم الحرية بعد أعوام طويلة قضوها خلف القضبان والأسلاك الشائكة، عاشوا مع العتمة سنوات طوال ونهشت كل خلايا جسدهم برودة الجدران ولكن القلب بقي دافئاً عامراً ينبض بحب الوطن والقضية والشعب، فخرجوا اليوم وهم أكثر صلابة وعنفوان وإصرارا بأن يواصلوا مسيرة العطاء والتضحية رغم التهديدات الصهيونية بتصفيتهم جسدياً. لكن بقي السؤال الذي يشغل أذهان الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ويقض مضاجع زعمائها بأن تستمر الجهود لمعرفة المكان والمجموعة التي احتفظت بالجندي شاليت. حتى اللحظات الأخيرة من مراحل تسليمه، إذ كثفت طائرات الاستطلاع من طلعاتها والمراقبة الإلكترونية والبشرية في محاولة يائسة أن ترصد تحركات مشبوهة أو تعثر على طرف خيط أو معلومة تفيد بمكان الاحتجاز، فالملف لم ينطوي بعد، حتى يفتك أسرار هذا اللغز المهين للأمن الإسرائيلي في بقعة جغرافية صغيرة ومزدحمة، هي ساقطة أمنياً وجغرافيا، فقد زعموا بأن شاليت سجن في مكان جنوب قطاع غزة ثم قالت أن المكان مكتظاً وتحت الأرض، ومحاصر بالقنابل، أو كما أفاد به شاليت للمحققين الإسرائيليين بعد.
الفصائل قامت بخدعة مميز للتمويه لحظة الإفراج عن شاليت وتسليمه، مما وضع الأجهزة الأمنية والمحللين الإسرائيليين في حالة من التيه والتشكيك والظن، فشاهدوا في كل ركن من قطاع غزة يختبئ فيه شاليت، ثم زعموا أنه سلم عبر الأنفاق للجانب المصري وأخذت وسائل الإعلام العبرية تدلو بدلوها في هذا الشأن.
الفلسطينيون من جهتهم بدئوا يحتفلون بكافة أطيافهم بالعرس الوطني الكبير بعد نجاح الفصائل الفلسطينية المقاومة في معركتها الأمنية والعقلية وإرغام العدو الإسرائيلي للخضوع لشروط الفصائل الفلسطينية من صفقة وفاء الأحرار مقابل تحرير 1027 أسيرا وأسيرة مناضلة من سجون الاحتلال، من مجموع ما يقارب ستة الآف أسير يرزحون في السجون الصهيونية، ليتنسموا عبق الحرية بعد أن سطروا أدب المقاومة والفداء بصمودهم وعطاءهم النوعي خارج وداخل السجون متحدين سياسته القمعية والتعسفية، لاسيما بحق الأسيرات والأطفال القاصرين متجاوزة كل المحرمات وتبقيهم في سجونها، وتشن عليهم حربا ممنهجة ومقصودة وتسلب حقوقهم وإنسانيتهم، بإتباعها أساليب وحشية بشعة من تعذيب ومساومة وعمليات ردع وانتقام وتحقير في زنازينها بالعزل الانفرادي والحرمان بما يتنافى وحقوق الطفل والأسيرة والإنسان والسجين، يمارس بحقهم كل وسائل القهر والتعذيب والقسوة والتنكيل بعيداً عن أية رقابة دولية لما يجري من انتهاكات في غرف التحقيق والزنازين.
يحاول الاحتلال جاهداً إفساد فرحة شعبنا بتحرير الأسرى بالتصعيد العسكري المقصود، في محاولة للتراجع عن صفقة وفاء الأحرار. لأن قضية الأسرى هي محور هام في صياغة وتشكيل ملامح المستقبل الفلسطيني، إذ أرسوا محطات التوقف والانطلاق، وهم من صنعوا الغد المشرق والحلم الوطني بكفاحهم، وجسدوا ملاحم الوحدة الوطنية الفلسطينية، وسطروا بجراحهم البطولات في التأكيد على محور الصراع ومشروعية النضال الفلسطيني وعدالة قضيتنا بزوال الاحتلال .. والعيش بكرامة وعزة. وانطلاقا من هذا الدور الجليل فإن للحركة الأسيرة الدور الرئيس والمباشر في تحديد ملامح الحرية والاستقلال... فحرية الوطن هي من حريتكم وحرية الوطن لن تكتمل إلا بتبييض السجون، فالمسيرة مستمرة والخلاص من الاحتلال لم ينتهي إلا بالإفراج الكامل عن جميع الأسرى الذين شكلوا طليعة واعتزاز هذا الشعب المناضل، وهو حقنا جميعاً باعتبارها القضية المركزية وأحد الثوابت الوطنية.
الحرية لأسرانا البواسل الصامدين خلف القضبان الصهيونية
كاتب وباحث



#محمد_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراجيح العيد هم جديد
- الشهداء د.منذر ومعتز وإسلام قريقع كتبوا التاريخ بدمهم
- أين دور الإعلام الفلسطيني والعربي من استحقاق الدولة الفلسطين ...
- الجامعات الفلسطينية تنافس وتعدد في الاختصاصات
- حتى تنجح المصالحة الفلسطينية
- المتضامن الإيطالي - أريجوني- فدائي عشق فلسطين أكثر من الفلسط ...
- هل هو زعيم ثورة أم سفاح وزعيم ثروة..؟
- خدعة إعلامية .. شهادة وفاة لزين العابدين.!
- يا شعب مصر أحذروا التجربة العراقية.!
- الفصائل الفلسطينية علمت بقرب الهجوم على غزة
- القصة القصيرة جدا عند مصطفى لغتيري
- المحاولات تفشل للوقيعة بين الرئيس ودحلان
- في انطلاقة الثورة .. كيف صنعت حركة فتح احترامها بين الجماهير ...
- في ذكرى حرب الفرقان -الرصاص المصبوب-
- هل هناك حرب جديدة على غزة...؟
- غضب من الله .. أطلبوا الرحمة ..!
- نكتفي بالمهرجانات الحزبية في غزة
- الفصائل الفلسطينية تمتلك صواريخ نووية عابرة للقارات.!
- اغتيال ذكرى عرفات في غزة..!
- المجد يركع لهؤلاء الفلسطينيات !


المزيد.....




- تراشق كلامي بين ترمب وبايدن وحشد على أفواه البنادق
- -إنها تمطر علينا-.. ركاب طائرة يصلون وجهتهم مبللين كليا 
- -عدم وجود فرنسا انحراف-.. رئيسة جورجيا تدعو ماكرون لزيارة بل ...
- على وقع مظاهرات حاشدة.. نتنياهو يواجه مهلة غانتس ودعوة لبيد ...
- -صندوق أسود مظلم-.. عائلة في تكساس تكشف مصير -الأب- في سوريا ...
- بالفيديو.. الأمطار تتساقط داخل طائرة متجهة إلى نيويورك
- ما تأثير الحيوانات الأليفة على الإصابة بالخرف؟
- أطعمة ومشروبات تسبب التورم
- استخباراتي أمريكي سابق يحلل ما سيفعله ترامب بعد فوزه لرأب ال ...
- تركيا.. أردوغان يصدر عفوا عن جنرالات متقاعدين مدانين في انقل ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - في هذا المكان كان الجندي شاليت محتجزاً