أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - في ذكرى حرب الفرقان -الرصاص المصبوب-














المزيد.....

في ذكرى حرب الفرقان -الرصاص المصبوب-


محمد داود

الحوار المتمدن-العدد: 3228 - 2010 / 12 / 27 - 14:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


يصادف اليوم السابع والعشرون من ديسمبر 2010 الذكرى السنوية الثانية للحرب الصهيونية على قطاع غزة والتي استمرت اثنين وعشرين يوما اقترف خلالها العدو الصهيوني النازي جرائم إبادة بحق الإنسانية، ذهب ضحيتها ما يزيد عن ألف وخمسمائة شهيد وخمسة الآف جريح وأكثر من خمسمائة آخرين انضموا إلى جيش المعاقين بعد أن بُترت أعضاءٌ من أجسادهم قد سبقتهم إلى الجنة جراء القصف المركز للمدنيين الآمنين في بيوتهم، وقد استخدمت أنواعاً مختلفة من الأسلحة المحرمة دولياً عرف منها الفسفور الأبيض واليورانيوم فحرقت البشر والحجر والشجر، حتى الأجنة لم تسلم من التشوهات، وعاثت الآلة الإسرائيلية المدمرة فساداً في الأرض تقتل وتحرق وتقلع وتهدم حتى طالت الأخضر واليابس، و"البنية التحتية برمتها مدارس وجامعات ومستشفيات والآف البيوت وتدمير مساحات واسعة من الحقول الزراعية".

كانت جريمةً بشعةً بدأت لحظاتها بغارات غادرة لتحصد مئات الشهداء الذين تناثرت أشلاءهم، خلفت ورائها نساءً ثكلى أرامل وأيتام، وقد قدرت حجم القذائف التي سكبت على القطاع المنكوب والمقهور بما يزيد عن مليون كيلو جرام من المتفجرات فأبيدت على أثرها عائلات وأزيلت قرى وأحياء عن الخارطة الغزية فأعادتها عقوداً إلى الوراء.

لقد كان عدواناً شرساً في شتاء ملتهب بأيامه الثقيلة، الموحشة، والحزينة بفعل مئات الأطنان من حمم الدبابات والصواريخ التي أسقطت من الطائرات الحربية، وأحالت غزة إلى بؤرة من الجحيم والقهر استهدفت الأطفال والنساء والرجال والشيوخ على حد سواء لتهز كل ضمير ووجدان، حتى بات المشهد يروي قصصاً مع الموت والنجاة، مع الحزن والألم، والرهبة التي تسببت عن أصوات الانفجارات وهدير الطائرات التي غطت سماء القطاع، المحاصر جواً وبراً وبحراً في مشهد إرهابي مجنون من دولة الإرهاب الأولى في العالم، تشتد مع سكون الليل المعتم دون كهرباء فتضيء بريق قنابلها وصواريخها فتزلزل الأرض والجدران، يتبعها صراخ سيارات الإسعاف فيجافي النوم عيون الجميع، فندرك أن هناك شهداءٌ وجرحى وتناثر شظايا وأشلاء متفحمة على الجدران أو بين الركام والتراب تُعبقه الدماء فأصبغته باللون الأحمر.

غزة الدموع والآهات والآلام ، صرخات المصابين والعالقين من كتب لهم النجاة بين الركام تستغيث لتروي لنا حكايات ومعجزات إلهية عن الصمود والبقاء وإرادة الحياة، ازدادت الفاجعة بعد أن وضعت الحرب أوزارها لتنكشف معالم الجريمة عن شهداء بالجملة تُركوا أياماً في العراء نُهشت أجسادهم لتعيدنا الذاكرة إلى مجزرة صبرا وشاتيلا.
غزة رمز العزّة والشموخ، مضى عامان على المحرقة ولايزال الجرح الفلسطيني ينزف، ولايكاد يمضي يوماً إلا ونودع فيه شهيداً وقد أخذ الحصار الجائر والفقر مراحلاً من الشدة، ولا تزال العائلات مشردة في العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء لتقيهم برد الشتاء، وبضع خيام صنعوها وعلقوا عليها أمنيات الإعمار التي لا تزال حتى اليوم وعوداً وحبراً على ورق، ولم ترتقِ لمستوى المسؤولية التي تقع على عاتق العالم، خاصة العالم العربي والإسلامي الذي يقف متفرجاً. وبين الحصار والعدوان لايزال الجسد الفلسطيني يمزقه الانقسام الذي قتل مشروعنا الوطني.

لايكفينا في هذه المناسبة أن نتضامن ببعض العبارات المؤثرة وبيانات الشّجب ونطويها بعد لحظة ولكن يجب أن نحول هذه الكارثة التي طالت الإنسانية بفضح جرائم الاحتلال ومحاكمتهم كمجرمي حرب على جرائمهم الوحشية بحق البشرية وملاحقتهم من خلال إدراج هذه المجزرة وغيرها ضمن صلاحيات المحكمة الجنائية الدولية والعمل على إبقاء هذه المجزرة وغيرها حيه في أذهان العالم وأروقته المتآمرة لاسيما بعد إدانة الجريمة في تقرير غولدستين .

وفي الختام أناشدكم واستحلفكم بالله وتكريماً لدماء الشهداء، أستصرخ فيكم ضمائركم الحية بأن نقف دقيقة صمت نقرأ خلالها معاً وسوياً الفاتحة على أرواح شهدائنا الأبرار وفاءً لهم منا جميعاً أينما دفنوا.
كاتب وباحث



#محمد_داود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك حرب جديدة على غزة...؟
- غضب من الله .. أطلبوا الرحمة ..!
- نكتفي بالمهرجانات الحزبية في غزة
- الفصائل الفلسطينية تمتلك صواريخ نووية عابرة للقارات.!
- اغتيال ذكرى عرفات في غزة..!
- المجد يركع لهؤلاء الفلسطينيات !
- مرض خطير ينتشر في قطاع غزة..!
- ليبرمان ينطق على المكشوف
- حفل حمساوي في بيت فتحاوي
- التوك توك أصبح في مدارس تعليم قيادة المركبات
- ربع ساعة في غرفة مدير المدرسة
- هل هناك تهدئة أم إدارة صراع مع الاحتلال..؟
- هل ستدخل الجماعة السلفية النظام السياسي الفلسطيني.؟
- من المسؤول عن وفاة زايد في مستشفى الشفاء بغزة؟
- قنابل موقوتة تنفجر وسط غزة.!
- شريان الحياة 4 ستقوده فتح من الضفة إلى غزة
- الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطر !
- عام على حرب غزة والمأساة مستمرة.!
- كيف يمكن التغلب على الجدار الفولاذي مع مصر.؟
- وحشيتهم برزت يوم أن قتلوا أطفال بعلوشة ..!


المزيد.....




- أمريكا تعلن عن نشر -قدرات إضافية- في الشرق الأوسط
- الإسرائيليون يهرعون لتخزين الطعام والمؤن تحسبا لأيام صعبة بس ...
- لوس أنجلوس: تفريق الاحتجاجات ضد ترامب بقنابل الصوت والغازات ...
- قمة مجموعة ال7: كارني يحذّر من عالم منقسم وترامب يستذكر الحس ...
- -أكسيوس-: الولايات المتحدة تبلغ حلفاءها أنها لن تنضم إلى الح ...
- هل تتجه إيران وإسرائيل لحرب طويلة الأمد؟
- شاهد.. إسرائيل تدين إغلاق جناحها في -معرض باريس الجوي- على ط ...
- أغلقت جميع مرافقها.. شركة -بازان- الإسرائيلية تعلن مقتل 3 من ...
- ترامب: على الجميع مغادرة طهران على الفور
- +++ هجمات إيران وإسرائيل.. تطورات متلاحقة وتصعيد مستمر+++


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - في ذكرى حرب الفرقان -الرصاص المصبوب-