أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - المجد يركع لهؤلاء الفلسطينيات !














المزيد.....

المجد يركع لهؤلاء الفلسطينيات !


محمد داود

الحوار المتمدن-العدد: 3179 - 2010 / 11 / 8 - 23:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


كأنهم حفارو الأنفاق .. أو عمالٌ للمناجم، فمع حلول الظلام كانت النساء الثلاثة يستلون سلاحهم الشخصي والمتمثل في الفأس والدلو؛ مستقلين عربتهم الكارو، تساءلت عن أمرهم لعدة أسباب رئيسة، الأول منها أنهم يعملون في منطقة تعتبر من أكثر المناطق خطورة وحظراً لأنها في مرمى دبابات الاحتلال ونيرانه، فيما تعرف بمنطقة "الخط الشرقي"، سقط فيها عدداً من الشهداء في وقت سابق، والثانية أنهم نسوة يمكثن في منطقة منفردة (مقطوعة الأوصال) والظلام الدامس قد حل دون وجود رجل بجانبهم يزيل عنهم هاجس الخوف أو القلق على الأقل.
المشهد يستدعي الدهشة، مما أثار بداخلي العديد من الأسئلة، فاقتربت من المكان لدراسة الحالة؛ فتبين أن النساء الثلاثة لم تتجاوز أعمارهن العشرين والثلاثين، وقد قرأت ذلك من الجد والعزيمة وسرعة أدائهم ونشاطهم في العمل، فالوجوه صحيح أنها مستورة، لكن في هذا العمل أصبح الغطاء لإزالة نزيف العرق المنهمر، وقد طُبع على وجوهن شقاء ممزوج بمجتمع غيب حقوقهن، بل هضم وأعدم طبقة برمتها هي طبقة "العمال"، حتى باتت النساء تصهر روحها، وتكسر عظمها، وتشل جذعها وهي تسعى لانجاز واجباتها التي أصبحت فريضة راسخة وعقيدة ثانية بالإضافة لعقيدتها المؤمنة بوجود الله .. الله الذي منحها العطاء والقوة .. والكثير.... باختصار كان طبيعة العمل هو جمع الحصى من أكوام الأتربة الملقاة على جانبي الطريق، فالمهنة شاقة وصعبة وقاسية بالنسبة لهن؛ لكن بررن ذلك أنهن مجبرات على العمل لأن خلف كل واحدة منهن أفواه جائعة تريد إطعامها.
بينما أبو مسعود الذي بلغ من الكبر عتيا يستحق أيضاً نيل وسام الشرف والتكريم على صدورنا، ولا خير إلا في العمل الشريف، فرغم كبر سنه الذي تجاوز الرابعة والسبعين هو وزوجته، فلن ينحني لغير خالقه؛ رغم الفقر والجوع وشدة العوز، فأصر على ألا يمد يده لأحد أو يطلب صدقة ويضمن عيشة الكريم، ولا يسأل الناس شيئاً، سواء أعطوه، أو منعوه، فقرر أن يبحث عن مصدر رزق وإن كان وسط الركام والغبار أو تحت أشعة الشمس الحارقة والتي لا تتناسب مع كبر سنه، فوجد في جمع الحصى لقمة عيش كريمة، وقد أفصح عن ذلك قائلاً : يكفيني فخراً أنني أكسب قوتي أنا وزوجتي من عرق جبيننا، فنقلة أو اثنتين من الحصى على عربتي تكفيني للمصروف والحمد الله. وعندما أوشك أبو مسعود على الانتهاء من تعبئة عربته بالحجارة وقطع الطوب صعد على العربة بعناء، بينما قررت الحجة أم مسعود التي لم تتمكن من الصعود بجانب زوجها، لأن تركض خلف العربة.
هذه بعض الصور الكتابية بعد أن رفض أصحابها أن نلتقط لهم صور فوتوغرافية، رغم أنني على قناعة تامة بشرف العمل أياً كان نوعه، ولكن العيب أن يمد المرء يده ويتسول. لأن هدفنا العيش بكرامة والأمان في هذا الوطن، دون أن نسأل الآخرين عن مال، أو سلفة أو ماشابه ذلك واضعين أمامنا هدفاً سامياً هو تحقيق المردود المادي الصحيح لحياة سليمة، فالعمل وسام شرف على صدور الساعين لبناء الوطن الغالي رغم الحصار والفقر والجوع .‏
كاتب وباحث



#محمد_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرض خطير ينتشر في قطاع غزة..!
- ليبرمان ينطق على المكشوف
- حفل حمساوي في بيت فتحاوي
- التوك توك أصبح في مدارس تعليم قيادة المركبات
- ربع ساعة في غرفة مدير المدرسة
- هل هناك تهدئة أم إدارة صراع مع الاحتلال..؟
- هل ستدخل الجماعة السلفية النظام السياسي الفلسطيني.؟
- من المسؤول عن وفاة زايد في مستشفى الشفاء بغزة؟
- قنابل موقوتة تنفجر وسط غزة.!
- شريان الحياة 4 ستقوده فتح من الضفة إلى غزة
- الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطر !
- عام على حرب غزة والمأساة مستمرة.!
- كيف يمكن التغلب على الجدار الفولاذي مع مصر.؟
- وحشيتهم برزت يوم أن قتلوا أطفال بعلوشة ..!
- الجريمة في المجتمع الفلسطيني تدق ناقوس الخطر.!
- احذروا تصريحات هذا الشيطان الماكر..!
- في ذكرى استشهاده ..عرفات كما عباس لم ينجح في إقناع حماس.!
- إعلان استقلال فلسطين هو يوم وطني مقدس
- الجهاد وفتح علاقة تاريخية مظفرة بدماء الشهداء
- قناة الجزيرة تصنع الملهاة وتحارب المشروع الوطني الفلسطيني.!


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - المجد يركع لهؤلاء الفلسطينيات !