أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - ربع ساعة في غرفة مدير المدرسة














المزيد.....

ربع ساعة في غرفة مدير المدرسة


محمد داود

الحوار المتمدن-العدد: 3023 - 2010 / 6 / 3 - 03:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


ربع ساعة في غرفة مدير المدرسة
كتب محمد داود
من باب التشجيع والاهتمام اعتدت أن أزور طفلي ذو الثمانية أعوام في مدرسته الابتدائية، فعندما دخلت إلى المدرسة قبل أسبوعين اصطحبني أحد المعلمين للجلوس في غرفة مدير المدرسة. وقد أوشك جرس المدرسة على أن يطرق استعداداً للتمرين في فناء المدرسة الذي يعج بالتلاميذ والفوضى العارمة الصاخبة التي يصدرونها.
لقد كانت الربع ساعة الأخيرة بمثابة اختبار وتقييم لسلوك التلاميذ لمعرفة مدى تقصير المعلمين الذين لا يأبهون لشدة الفوضى والعبث في ممتلكات المدرسة، وهي جسدت صورة صغيرة من المجتمع ككل، الذي يعاني الآخر من تفكك في نسيجه الاجتماعي والوطني وعلاقاته الأسرية، يمكن ملاحظتها من شدة العنف والعداء التي باتت على سلوك التلاميذ تجاه بعظهم.
ثلاثة حالات الواحدة تلو الأخرى خلال الربع ساعة التي جلست فيها في غرفة مدير المدرسة، وفي إحداها كانت بحاجة إلى التوجه إلى المستشفى لعمل ألازم. كانوا المعلمين شبه حاضرين في غرفة المدير يتبادلون الرأي والنقاش كعادتهم، بينما فواصل الأطفال المصابة التي ترد غرفة المدير لم تحرك ساكناً في نفوسهم أو تقطع حديثهم المتواصل، المدير من ناحيته بدأت عليه علامات الغضب والاستياء من كم وحجم الحالات فقرر أن يوجه كلمه للتلاميذ عبر الإذاعة المدرسية.
لكن الأمر في غاية البساطة، فبإمكان المعلمين أن ينتشروا في ساحة المدرسة ومراقبة تلاميذهم بدلاً أن يتركوا أحراراً يعيثون فساداً وعنفاً في المدرسة.وهو أبسط الوسائل مقارنة مع الدول الأخرى التي تخصص قاعات وأماكن ترفيه وتثقيف وتعليم يستثمر التلاميذ هذا الوقت فيعود عليه بالنفع والخير.
المشهد كان مأسوياً أمام تلاميذ لا يعرفون إلا لغة العنف والشر يعتدون على بعضهم بالأيدي والحصى، ليس فحسب بل تمكنت من تجريد آلة حادة من أحد التلاميذ كان يضعها على خاصرته خشيت أن يستخدمها فيلحق الأذى بالآخرين قد يكون طفلي أحد هؤلاء الضحايا فتمكنت تجريده من المنشتر وتعاملت مع نفسي معلماً وليس مربياً.
مشهد صراع التلاميذ كما أسلفنا لا يخرج عن السياق العام الذي يعيشه المجتمع الفلسطيني هناك في الجامعات الفلسطينية وبين العائلات حتى داخل الأسرة الواحدة وبين القوى الفلسطينية بين الباعة والمتجولين والسائقين في الطرقات حتى في المساجد، ألا من رحم ربي. نتيجة الصراع الذي بات يأكل الجسد الفلسطيني في جميع مرافقه كما تأكل النار الهشيم نتيجة ما أفرزه الانقسام وموجة الاقتتال والصراع الإعلامي البارز ورفض التوقيع على المصالحة الفلسطينية.
ندعو الأهالي مع بداية العام الدراسي الجديد أن يهتموا بأطفالهم ويتابعوهم ونتمنى أن تزول هذه الظاهرة وأن تستعاد اللحمة الوطنية والسياسية والاجتماعية والجغرافية والشعبية والدينية والأخلاقية للوطن والمواطن التي نحن بأمس الحاجة إليها من أي وقت مضى.
كاتب وباحث



#محمد_داود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك تهدئة أم إدارة صراع مع الاحتلال..؟
- هل ستدخل الجماعة السلفية النظام السياسي الفلسطيني.؟
- من المسؤول عن وفاة زايد في مستشفى الشفاء بغزة؟
- قنابل موقوتة تنفجر وسط غزة.!
- شريان الحياة 4 ستقوده فتح من الضفة إلى غزة
- الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطر !
- عام على حرب غزة والمأساة مستمرة.!
- كيف يمكن التغلب على الجدار الفولاذي مع مصر.؟
- وحشيتهم برزت يوم أن قتلوا أطفال بعلوشة ..!
- الجريمة في المجتمع الفلسطيني تدق ناقوس الخطر.!
- احذروا تصريحات هذا الشيطان الماكر..!
- في ذكرى استشهاده ..عرفات كما عباس لم ينجح في إقناع حماس.!
- إعلان استقلال فلسطين هو يوم وطني مقدس
- الجهاد وفتح علاقة تاريخية مظفرة بدماء الشهداء
- قناة الجزيرة تصنع الملهاة وتحارب المشروع الوطني الفلسطيني.!
- معركة وقف الاستيطان الرئيس يستغيث .!
- الشباب الفلسطيني ينتحر لماذا ومن المسؤول؟
- عمال غزة صمود وسط وعود رمضانية
- قادة فلسطينيون يعملون من أجل بناء الدولة الفلسطينية..؟
- قوة فتح الفتية برزت في المركزية


المزيد.....




- -ستعيشان حبًا عظيمًا-..بريطاني وأمريكية يجمعهما القدر على طا ...
- روسيا تعلن السيطرة على قريتين في دونيتسك.. وزخم الوساطة يترا ...
- نهاية الحرائق المدمرة في إسبانيا -أصبحت وشيكة-
- معاريف: نتنياهو مُصر على المضي في العملية العسكرية
- تأجيل الانتخابات البرلمانية في 3 محافظات سورية
- وزير الخارجية النرويجي: الوضع بغزة كارثة من صنع الإنسان
- ناج من الهولوكوست: وسائل الإعلام الغربية شريكة في إبادة غزة ...
- -تأثير أحمر الشفاه-.. لماذا لا نتخلى عن الرفاهية رغم ضيق الح ...
- شريكة جيفري إبستين عن ترامب: لم أر أي شيء غير لائق منه.. وكا ...
- كارثة جوية كادت تقع.. كاميرا توثّق انكسار جناح طائرة دلتا


المزيد.....

- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - ربع ساعة في غرفة مدير المدرسة