أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد داود - عمال غزة صمود وسط وعود رمضانية














المزيد.....

عمال غزة صمود وسط وعود رمضانية


محمد داود

الحوار المتمدن-العدد: 2767 - 2009 / 9 / 12 - 13:34
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


عندما يستيقظ الضمير البشري على مأساة إنسانية أو انتهاك للقانون الدولي الإنساني؛ لابد أن ندرك أن هناك دوراً رئيسياً لوسائل الإعلام قامت بتحريك هذا الضمير وإظهار الحقائق وترجمتها أمام الرأي العام ومؤسساته الدولية، لأنه عندما يختلط وميض الكاميرا بنبض الأحداث وصرخات العمال الذين يستغيثون؛ وبأحبار الطباعة وبدماء الضحايا تكون الصورة والكلمة قد اكتملت الوصف وهي أقرب إلى الواقع والانحياز للحق والإنسانية، ونحن هنا يقع على كاهلنا حمل الأمانة وإيصالها لذوي الشأن والاختصاص ليقوموا بواجبهم الوطني والأخلاقي والديني المنوط بهم.

وهنا إذ استبشر عمالنا البواسل في قطاع غزة خيراً، وقالوا بأنهم غير منسيون بعد تصريح وزراء حكومة غزة المقالة بأنه سيتم صرف مبلغ مائة دولار على الأقل لكل عامل في قطاع غزة؛ قد تبرعت بها دولة قطر ودول عربية شقيقة نصرةً للعمال المكلومين، وتم الإعلان عن ذلك سلفاً بأنه سيتم صرفها في أول أسبوع من شهر رمضان المبارك، ولكن لم يتم صرفها حتى هذه اللحظة، مما يثير الشكوك حول نية الصرف.
بلا شك أن للصراع السياسي الفلسطيني تداعيات كبيرة وخطيرة لاسيما أنه المتسبب الرئيس في عوز العمال لكل مساعدة أو صدقة وحسنة، لما تركه من أثر على البنية التحتية الأساسية والاجتماعية والاقتصادية والمؤسسات الحكومية العاملة، وأضعفت التضامن على مستوى المجتمع المحلي وتماسكه وتحول دون تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وعمالنا البواسل هم الخاسر الأكبر لأنهم فقدوا أعمالهم بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن قطاع غزة إقليماً معادياً عقب سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في الرابع عشر من حزيران 2007م، وعلى إثره أغلق الاحتلال المعابر التجارية ومنع إدخال البضائع والسلع على اختلاف أنواعها للقطاع، مما ذاق شعبنا الفلسطيني الحرمان والأمرين وأصبح يمثل لهم كابوساً إنسانيا؛ً لاسيما بعد منع تزويد القطاع بالوقود والغاز ألازم والسلع الأساسية ومواد البناء، فعاش شعبنا على اختلاف شرائحه عصوراً في القدم.

وهكذا عامين ويزيد وأهلنا في القطاع يعيشون أوضاعاً إنسانية وحياتية صعبة متقشفة،كان نصيب العمال الفلسطينيين الضرر الأكبر جراء الحصار الجائر، حاول البعض التغلب عليه وكسره من خلال إدخال السلع عبر الأنفاق من جنوب القطاع، رغم الكلفة الباهظة التي نتكبدها بشرياً ومادياً، لكنها تبقى محدودة ومحفوفة بالمخاطر كما أسفلنا الذكر ولا تؤدي الغرض.
العمال بقي حالهم المأساوي يراوح مكانه، وحكايتهم تقشعر منها الأبدان بعد أن تحولوا إلى متسولين يبحثون عن لقمة العيش، التي تحارب في إقليم فقير يفتقر لكل مقومات الحياة وسط صراع وانشغال سياسي لقادته على الحكم متناسين أن هناك طبقة وشعب يموت ويتضور جوعاً. فاستبدل دور وأداء هؤلاء العمال الذين عودونا بكفاحهم المرير بأن يكونوا أداة تطور وبناء للدولة، ليصبحوا عبئاً على المجتمع؛ فمنهم من أصبح متسولاً والآخر يبحث عن كابونة هنا أو هناك والآخر مل من تصريحات ووعود الأوهام التي تستغل لشراء الذمم لشحذ الهمم، وهي عوامل تفتح المجال أم تداعيات خطيرة لسمح الله مستقبلاً، من دخول مجتمعنا في عالم الجريمة من أجل البقاء.

إن انتصار إرادة الحياة في قطاع غزة ليس مرده أن عمال غزة بخير وأحوالهم ميسورة، بل لأنهم مسكونون بحب الوطن والحياة، وهم يبقون ألآمهم مكبوتة في الذاكرة ليتمسكوا بصنع الحياة المختلفة على الرغم من كل العناصر وآثار الحرب والعدوان الصهيوني ومخلفاته من حصار ودمار خلال الأعوام الماضية، وهو نوع من الصمود والتحدي.ويستدل ذلك بالتسليم بأن هناك جيلاً كاملاً نشأ وترعرع وسط الحرب والقذائف والموت والدمار من كل جانب، لاسيما أثناء الحرب الشرسة على قطاع غزة مطلع هذا العام، إلا أن الحياة مازالت مستمرة وإرادة هذا الشعب أقوى بكثير من كل الأحزان والجرم والفقر، لكن المسألة تحتاج إلى مؤازرة ودعم بأن يتوفر لهم مقومات الصمود والتحدي حتى نحظى بعطائهم وشموخهم.
كاتب وباحث





#محمد_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قادة فلسطينيون يعملون من أجل بناء الدولة الفلسطينية..؟
- قوة فتح الفتية برزت في المركزية
- أمريكا تتحدى إسرائيل وتعلن انقلاباً عليها..!
- المؤامرة على حركة فتح تشتد
- وهل ستضرب إسرائيل إيران ؟
- كفاكم استنزافاً لقطاع غزة وأهله.!
- لا نريد أن نخسر مصر ولا نصر الله !
- عواصم عربية انتهكتها طائرات عسكرية إسرائيلية .!
- ما السر وراء رفض الرئيس عباس القبول ب 93% من أراضي الضفة..؟
- المصالحة الفلسطينية واجب وطني ديني مقدس
- الكابونة هاجس المواطن الغزي ..!
- لماذا فشل الانقلاب في انتخابات الكنيست الإسرائيلي ..؟
- أختطاف القرار الفلسطيني والعربي والدولي
- صرخة مواطن -أتركوني أعيش-
- الشرق الأوسط أمام اختبار حقيقي ...
- أطفال غزة قصف وحرق وشهداء نهشت ..!؟
- حتى الكلمة والكاميرا تقصف بالصواريخ الإسرائيلية ..!
- أنقذوا أهل غزة من المجزرة والدمار البشع..!!!
- مؤمن قريقع وخنساء فلسطين .؟
- إرهاب المستوطنين -الخليل نموذجاً-


المزيد.....




- موعد صرف رواتب المتقاعدين وكيفية الاستعلام عن رواتب التقاعد ...
- ” استعلم عن موعد الصرف واستفيد من الزيادة” الاستعلام عن روات ...
- “متاح الان” موقع التسجيل في منحة البطالة الكترونيا 2024 بالج ...
- بُشرى سارة للجميع زيادة رواتب الموظفين في العراق! 2.400.000 ...
- “عاجل بشرى سارة اتحدد أخيرا” موعد صرف رواتب المتقاعدين في ا ...
- مد سن المعاش لـ 65 لجميع موظفين الدولة بالقطاع الحكومي والخا ...
- زيادة الأجور تتصدر مطالب المغاربة قبيل عيد العمّال والنقابات ...
- حماس تدعو عمال العالم لأسبوع تضامن مع الشعب الفلسطيني
- “وزارة المالية 100 ألف دينار مصرف الرافدين“ موعد صرف رواتب ا ...
- جددها الان من هنا.. اليكم رابط تجديد منحة البطالة في الجزائر ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد داود - عمال غزة صمود وسط وعود رمضانية