أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - مؤمن قريقع وخنساء فلسطين .؟














المزيد.....

مؤمن قريقع وخنساء فلسطين .؟


محمد داود

الحوار المتمدن-العدد: 2495 - 2008 / 12 / 14 - 03:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


معذرة إليكم أيها الأحبة القراء والمستمعين، فما أصعب الكتابة عن هذا الحدث الجلل وما أقسى كلماته، فالحبر كاد أن يجف خشية وهيبة ووقاراً، وتالله اللسان يرتعش خوفاً وإجلالاً في كنف هذا الحدث، فقد سمعت وشاهدت وكتبت الكثير عن الشهداء والجرحى والأسرى والشعب والقضية وفلسطين،... أما هنا فالأمر استثنائي؛ يختلف كلياً عن غيره لأننا أمام عائلة مثالية من الطراز الأول؛ هي عائلة الشهيد "فايز حامد قريقع"، وفي هذا الإطار استحضرت النية للكتابة معتمداً على الله أولاً، مستذكراً حياة الشهيد "زهدي قريقع وولده بلال" وأمام رحاب صدر الجريح "مؤمن" الذي حدثنا وهو بين رحمة الخالق الشافي؛ مبتسماً رغم شدة الجراح النازفة منه؛ مؤمناً تتجلى فيه الأنوار الإيمانية والبركات الربانية في حركة دائبة بين الملأ الأعلى والأكف المتضرعة والأعين الدامعة الساجدة والقلوب المتذللة والنفوس الخاشعة والألسن الذاكرة، ... وكعادته مثل كل العظماء كان مؤمناً صلباً عنيداً صامداً شامخاً قوياً ثورياً منتصراً، اليوم تغادر أقدامه هذه الدنيا الفانية لتسبقه صوب الجنة والخلد نحو أنصع صفحات التاريخ والمجد والخلود؛ نعم غادرت أقدامه الاثنتين في يوم مبارك "يوم عرفه" وهو مازال يرفع شارة النصر والمصحف لنا، ممثلاً ألوان الطيف الفلسطيني فصائلاً وأحزاباً في ساحات الوغى محطماً حصون المحتل؛ منادياً بالوحدة الوطنية، فتارة تجده سرايا القدس وتارة ثانية تجده بين مقاتلين كتائب شهداء الأقصى وتارة أخرى للقسام وتارة رابعة تجده ألوية أو أبو على مصطفى، وهم الآن يدعون الله أكف الدعاء و الضراعة والابتهال إلى المولى عز وجل أن يمنَّ بالشفاء العاجل وأن يرفع عنك الآم جرحك ولكل الجرحى الأبطال، لا سيما ونحن في زمن جاوز الظالمون فيه المدى فعمت فيه جرائم الاحتلال الإسرائيلي أرضنا المباركة لتطول كل بيت وأسرة.
مؤمن المحتسب إلى الله، طلبت العوض أمام ربعك وأهلك وأنت تحتضن قدميك، حتى تخفف وتهون عليهم هول الصدمة، وأدركتنا أن الأجساد ترضت بالقارضين لما ذلك من ثواب أهل البلاء، متغلباً على مأساوية اللحظة ووقعها الأليم، لتقول لنا أن الله يمتحن عباده ليعلم المؤمن الصادق الذي غفر الله له ذنبه وستر عيوبه وأعد له في دار النعيم الدرجات الرفيعة والمنازل العليا ، فقذف في قلبك الإيمان فكنت قبس من نوره مؤمناً بربك واثقاً بصبرك؛ مرحاً تحب الدنيا وتسعى إلى الآخرة وتتمنى الاستشهاد، كيف لا وهو تعالى القائل "ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ، وأصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون"، فقد كتبت أسرة الـ ياسر أعظم آيات الصبر وأفدح البلاء كما صبر بلال على ما يطاق وصبر عائشة وغيرهم من أولئك الأفذاذ العظماء.
حقاً إن الله تعالى يبتلي أحب الناس إليه وأكرمهم وأقربهم عنده؛ فهي سنة جارية وطريقة ماضية لرفعة الدرجة وإعلاء المنزلة وتمحيص الحب وتصفية القصد وامتحان الولاء واختبار الوفاء، والنفس التواقة للجنة، وهذه طريق صعبة وضريبتها الدماء والأشلاء، وأسمح لي أن أقول أنك لا تقل قدراً عن أنبياء الله تعالى رغم ذلك ما ازدادوا إلا صبراً وما أفعموا إلا يقيناً وما أعلنوا إلا رضا، قال تعالى بعد أن أثنى على أيوب وصبره وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين "وأدخلناهم في رحمتنا وإنهم من الصالحين"،.. وها أنت يا "مؤمن" اليوم تضرب لنا المثل الأعلى في الإصرار وإعلاماً في التضحية وآية في العزائم، تتقبل الأمر في غاية من الصبر والاحتساب وتتلقاه بالرضا والنصيب وتستقبله بالتسليم ، ليكون ذلك أعظم في ميزانك وأرفع في درجاتك وأطيب لخاطرك وأسكن وأطيب لفؤادك، ففي ذلك حسن العاقبة وراحة الدنيا والآخرة، وقد قالها ابن مسعود "الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله"
حقاً يا مؤمن أيها الشاب المؤمن المهذب يا من تملك روحاً في غاية الشفافية والإباء؛ تحافظ على صلواتك خاصة صلاة العشاء والفجر منها؛ وتقوم الليل والعشرة الأواخر من رمضان حتى تتوارم قدماك التي تشهد عليك الآن عند بارئك، عن صدقها وعن قوتها التي لن تستكين .. تشهد عن حيويتك الفياضة لتكشف عن شجاعتك، وأنت تحارب كالعاصفة، ميدانياً متخصصاً في ساحات الوغى من الطراز الفريد، قدوة ونموذج يحتذى في حياة الصغير والكبير، صادق الانتماء ومتجرداً من هوى النفس؛ راسخاً كالطود، لا يردك شيء ولا تعرف الهزيمة أو التقهقر.
نعلم أن أقدامك رحلت عنك، لكنها ذهبت لتلحق بشقيقك "بلال سيد شباب أهل الجنة" ووالدك الفدائي الأول مفجر ثورة الشعب الفلسطيني "انتفاضة الحجارة عام 87" هناك بجوار الذين سبقوها إلى الجنة، فهنيئاً لك سيدي "مؤمن" يا ذو القلب الذي يفوح بالإيمان وروح التضحية الذي غرسته فيك والدتك الخنساء "أم أسامة" يوم أن أستشهد والدك، فكنت عوض الله لها،.. فهنيئاً لك وقدميك سبقتك مع النبيين وبرفقة الأحباء ، هنيئاً وهم في رحمة مولانا.
وأخيراً إلى خالتي خنساء فلسطين العظيمة صانعة الرجال التي سطرت بتضحياتها البطولية أروع أمثله في البطولة التي قلما نجدها في زمن الأنانية وإيثار المصالح الشخصية على الدين والصالح العام ، هذه الأم العظيمة الصابرة التي شجعت أبنائها على الثبات ومواجهة الأعداء تجدها تسأل وتقف بجوار ذوي الشهداء والجرحى والمنكوبين بالمواساة؛ وتربي أبنائها على حب الجهاد والاستشهاد في سبيل الله والوطن، وقفت مع زوجها وأبنائها في خندق واحد تحمي العقيدة والكرامة والديار حتى تستنشق عبير الكرامة ورحيق الحرية والاستقلال وعشق المجد المنبعث من حنايا لواعج الأم الرؤوم التي تبني معاني الكرامة وتسعى للفخر وتشيد العز والسؤدد في دنيا الخلود، ولسان حال الجميع نردد مع الدموع المنهمرة من العيون حباً وشوقاً وعشقاً لك (نحبك يا مؤمن وننتظرك فلا تطل علينا الغياب)
ولا نقول وداعاً بل إلى اللقاء
رحم الله الشهيد فايز قريقع وولده بلال؛ والشفاء العاجل لشقيقه مؤمن
كاتب وباحث






#محمد_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرهاب المستوطنين -الخليل نموذجاً-
- غزة الشهداء بالجملة ولا محروقات ولا كهرباء ولا ماء ولا خبز
- ماذا لو فقدنا شاليط فجأة ؟
- هل انتهت التهدئة قبل موعدها.؟!
- راديو القدس والخطاب الوحدوي المقاوم
- مواطنو غزة : المعابر شبه مغلقة وقطاعات عديدة متوقفة
- أعيدوا للإعلام الفلسطيني هيبته المسلوبة...!
- أغلقوا وزارة الأنفاق في قطاع غزة
- الانقسام السياسي الفلسطيني وحسم الشرعية
- شكراً للرئيس عباس ومبروك لفلسطين والشعب ولأسرانا
- التعليم في غزة بدون زي ولا دفاتر ولا معلمين ..!
- مؤتمر فتح السادس آمال وتحديات
- على أعتاب حرب وهجرة يهودية إلى فلسطين..!
- من المسئول عن تفجيرات غزة..؟
- هزات أرضية أم هي تفجيرات نووية ..
- غنائم تجتاز المعابر....!
- في غزة المواطنون يلجئون للاستجمام في برك الري بدل البحر
- إسرائيل تحاصر منزل النائب دحلان..!
- ثمن التهدئة ..!؟
- هل تصمد التهدئة ..؟


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - مؤمن قريقع وخنساء فلسطين .؟