أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - كيف يمكن التغلب على الجدار الفولاذي مع مصر.؟














المزيد.....

كيف يمكن التغلب على الجدار الفولاذي مع مصر.؟


محمد داود

الحوار المتمدن-العدد: 2867 - 2009 / 12 / 24 - 00:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما أن أخذت الأنباء التي كشفت عنها وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية، بأن مصر تقوم ببناء جدار من الفولاذ الحديدي على حدودها مع قطاع غزة؛ في خطوة منها لوضع نهاية حازمة لمسألة التهريب عبر الأنفاق؛ حتى أصيبت القيادة المسيطرة في قطاع غزة بالقلق وخيبة الأمل؛ فسارعت إلى عقد الجلسات التشاورية الداخلية وبين الكتل البرلمانية لبحث السبل الكفيلة لمحاربة الجدار وأخذت تكيل سيل من الاتهامات لمصر، بينما أخذ التجار والمستنفعين إلى رفع أسعار السلع واحتكارها. فمصر من حقها الطبيعي أن تحمي حدودها وأن تحفظ أمنها ومواطنيها من أية مخاطر‏,‏ ‏في أي جهة كانت بما فيها حدودها مع الكيان الصهيوني وتنحي في هذه الحالة وغيرها العواطف.

فبعد أن انتهى الهجوم الإسرائيلي الكاسح على قطاع غزة قبل عام والتي تعرف بعملية "الرصاص المصبوب" وقعت وزيرة الخارجية الأمريكية رايس مع وزيرة خارجية إسرائيل ليفني على اتفاق مشترك يعرف بالعابر للقارات أعطى لإسرائيل الضوء الأخضر بأن تمنع أي صفقة تهريب للعتاد والسلاح إلى قطاع غزة، وقد أقرت خطة لمكافحة هذا التهريب، الذي يسمح لإسرائيل أن تفتش السفن المبحرة واعتراضها في عرض البحر المتوسط حتى خارج المياه الإقليمية؛ كما منح الاتفاق إسرائيل بمهاجمة أي دولة عربية أو إسلامية تهرب العتاد لقطاع غزة، وقد شاهدنا تدمير القافلة المحملة بالعتاد في السودان وأخرى في عرض البحر الأحمر، والقرصنة على السفينة في عرض البحر المتوسط قبل شهر، وغداً سنكتشف المزيد من المفاجآت التي أقرها اتفاق رايس ليفني.
أما الشقيقة مصر فهي لن تتخلي عن مسئولياتها نحو تأمين كافة الاحتياجات الأساسية لأهالي غزة بإعتبارها العمق الاستراتيجي للقضية الفلسطينية، إذ بذلت جهداً مستفيضاً وما زالت تعمل من أجل رأب الصدع الفلسطيني وإنجاح المصالحة الفلسطينية التي خلصت إلى ضرورة توقيع الأطراف الفلسطينية على ورقة المصالحة التي صنعتها، كمخرج وحيد يمكن من خلاله إنقاذ المشروع الوطني الفلسطيني التي وقع بها النظام السياسي الفلسطيني برمته نتيجة الصراع السياسي الدائر على السلطة. وتقدم أيضاً الورقة المصرية مخرجاً يسمح بفتح المعابر وفكفكة الحصار وتشكيل حكومة وفاق وطني.
أما بخصوص الأنفاق التي استغلها التجار من منظور ربحي ومادي وليس وطني لكسر الحصار؛ يحقق المهربون والقائمون علي هذه الأنفاق السرية مكاسب خيالية تقدر في الشهر بمئات الألوف من الدولارات‏,‏ دفعت تلك الأرقام الخيالية معظم شباب غزة للعمل في أعمال التهريب عبر الأنفاق‏,‏ فقاموا بتهريب البضائع الفاسدة والعقاقير والمخدرات التي أفسدت أبناء الشعب الفلسطيني، وسقط خلالها عشرات الضحايا نتيجة انهيار الأنفاق عليهم وآخرين تعرضوا إلى النصب والمصادرة.
إننا لايمكن أن نعتبر الأنفاق هي الشريان الوحيد الأبدي في حياتنا والاعتماد عليها كسبيل دون البحث عن خيار أخر أو التسليم به كخيار جيوسياسي وحيد طوال الدهر. فمن حقنا أن يبقى لنا حدود مفتوحة مع العالم ومن حقنا استيراد و تصدير البضائع من وإلى قطاع غزة متى وكيف نشاء، ومن حقنا أن يخرج طلابنا ومرضانا ومسافرينا بحُرية وكرامة وهو حق وطني وقانوني وإنساني مشروع ومكفول محلياً وإقليمياً ودولياً .
لذلك نرى باب المصالحة والتوقيع على الورقة المصرية هي أقل جهداً وتكلفة وأكثر أمناً من سياسة الانغلاق و البحث عن الأنفاق التي تعتبر عالمياً طرق غير مشروعة ومجحفة دفعتنا إسرائيل نحوه.
كاتب وباحث





#محمد_داود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحشيتهم برزت يوم أن قتلوا أطفال بعلوشة ..!
- الجريمة في المجتمع الفلسطيني تدق ناقوس الخطر.!
- احذروا تصريحات هذا الشيطان الماكر..!
- في ذكرى استشهاده ..عرفات كما عباس لم ينجح في إقناع حماس.!
- إعلان استقلال فلسطين هو يوم وطني مقدس
- الجهاد وفتح علاقة تاريخية مظفرة بدماء الشهداء
- قناة الجزيرة تصنع الملهاة وتحارب المشروع الوطني الفلسطيني.!
- معركة وقف الاستيطان الرئيس يستغيث .!
- الشباب الفلسطيني ينتحر لماذا ومن المسؤول؟
- عمال غزة صمود وسط وعود رمضانية
- قادة فلسطينيون يعملون من أجل بناء الدولة الفلسطينية..؟
- قوة فتح الفتية برزت في المركزية
- أمريكا تتحدى إسرائيل وتعلن انقلاباً عليها..!
- المؤامرة على حركة فتح تشتد
- وهل ستضرب إسرائيل إيران ؟
- كفاكم استنزافاً لقطاع غزة وأهله.!
- لا نريد أن نخسر مصر ولا نصر الله !
- عواصم عربية انتهكتها طائرات عسكرية إسرائيلية .!
- ما السر وراء رفض الرئيس عباس القبول ب 93% من أراضي الضفة..؟
- المصالحة الفلسطينية واجب وطني ديني مقدس


المزيد.....




- لغز يحيّر المحققين.. رضيعة تنجو من مجزرة عائلية مروعة والقات ...
- حماس ترد على تصريح ويتكوف حول استعدادها لنزع سلاحها
- أكسيوس تجذب الجمهور بأسلوب تحريري فريد
- تقرير بريطاني: إسرائيل تفعل في غزة ما لم تفعله ألمانيا بالحر ...
- بسبب -صوت مصر-.. شيرين عبد الوهاب تلجأ إلى القضاء ردا على تص ...
- إعلام إسرائيلي: العالم يتكتل ضدنا بعد أن اتحد لدعمنا في 7 أك ...
- 4 أسئلة تشرح سبب الأزمة الحدودية بين أوغندا وجنوب السودان
- كاتب أميركي: على ترامب إدراك ألا أحد يفوز في حرب تجارية
- -أحفر قبري بيدي-.. أسير إسرائيلي بغزة يوجه رسالة لنتنياهو
- الإخفاء القسري.. الانتظار القاتل لأسر الضحايا في عدن


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - كيف يمكن التغلب على الجدار الفولاذي مع مصر.؟