أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - المتضامن الإيطالي - أريجوني- فدائي عشق فلسطين أكثر من الفلسطينيين














المزيد.....

المتضامن الإيطالي - أريجوني- فدائي عشق فلسطين أكثر من الفلسطينيين


محمد داود

الحوار المتمدن-العدد: 3339 - 2011 / 4 / 17 - 06:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


خرج الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه وفئاته "قيادات وفصائل ومجتمع مدني" لتعبر عن مدى سخطها وإدانتها الشديدة للجريمة بقتل الصحفي الإيطالي افيتوريو أريجوني، إذ تعتبر الجريمة بشعة بحد ذاتها وصفحة سوداء في أصالة وتاريخ الشعب الفلسطيني الذي يرزخ تحت الاحتلال وعبر صيرورة تاريخية حافلة بكفاحه المرير ضد الاحتلال الإسرائيلي البغيض، فكان قتل المتضامن أريجوني صفعة للوطنية وللمواطنة الفلسطينية، وخيانة عظمى وإساءة للإسلام السمح الحنيف، يتحمل الجناة المسؤولية الكاملة فيه عن مقتل أريجوني بث في شريط مصور ظهر فيه المغدور منحني الرأس أمام الموت وهو معصوب العينين ومكبل وفي الخلفية تظهر شعارات الجماعة السلفية المختطفة ونشيد متزمت لايمت بصلة للإسلام، وكأن المشهد في أحد ضواحي العراق الذي نهشته فتنة الطائفية راح ضحيتها الملايين من أبناء الشعب العراقي الشقيق.

القتلة لم يعاملوا الرهينة بالحسنى ولم يحترموا حقوق الأسير، فضربوا بعرض الحائط كافة المواثيق والحقوق والأخلاق والقيم السمحة، فارتكبوا فعلتهم الآثمة الغريبة عن عادتنا وتقاليدنا وثقافتنا كشعب فلسطيني حر يثمن جهود الشرفاء، والمنافية للدين الإسلامي والقيم الحميدة، التي تدعو إلى وجوب احترام النفس الآمنة المدافعة عن التراب الوطني، بل تقديسها وتمجيدها لأهميتها كصوت يخترق أثير الشعوب الغربية لنصرة قضيتنا العادلة ويروي لهم قصص ومعاناة أهل فلسطين ويكشف جرائم العدو الإسرائيلي الذي يرتكب مجازر بحق الشعب الفلسطيني في حرب الفرقان وما قبلها إلى الآن، استخدمت إسرائيل خلالها أسلحة محرمة دولياً وقتلت الآلاف المدنيين الفلسطينيين العزل. كان المرحوم المغدور أريجوني فيها شاهداً وسفيراً وناقلاً للحقيقة فحمل الهم الوطني الفلسطيني والإنساني، وجعل من جسده مدونة ولوحة فنية عبر فيها عن مدى حبه لفلسطين فعشق حياة الإنسان الفلسطيني وقرر أن ينخرط ويمارس عمله الفدائي من موقعه إيماناً منه بالعدالة والحرية في مواجهة جرائم إسرائيل، في وقت تهرب المجتمع الدولي وتخلى عن مسؤولياته بل أخذ يبحث عن مخرج يسقط فيه قانونية الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، لشطب تقرير غولديستيون ومنعه من إدانة إسرائيل وقادتها كمجرمي حرب.

فقتل الصحفي أريجوني كان مفزعاً أساء للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية، ولم يكن الحل المناسب لتحقيق مطالب الجماعة الخاطفة لإيصال صوتهم، أو لتحقيق مطالبهم من إطلاق سراح قادة تنظيمها السلفي والمحتجزين في سجون الحكومة المقالة في قطاع غزة. وقد أمهل التنظيم حكومة غزة يوم وربع اليوم أي (30 ساعة) من أجل إطلاق سراح قادتها وإلاّ سينفذ حكم الإعدام بحق أريجوني، لكن الجماعة المختطفة لم تنتظر إلى حين نفاذ المدة فباشرت بإعدام الرهينة أريجوني بعد أن تسربت معلومات عن نية الأجهزة الأمنية في قطاع غزة معاقبة المختطفين وشن حملة اعتقالات في صفوف عناصرها ساعدت في كشف المكان انتهت بقتل الضحية.

في جريمة اختطاف أريجوني هذا المناضل الشريف الذي لا تكاد تخلوا صورة وإلا عبر خلالها عن حبه وانتمائه لفلسطين، حباً وعملاً فكان صادقاً وصديقاً ومتعاطفاً، جاء لفلسطين من وراء البحار متحدياً الموت من على سفن كسر الحصار وفي أكثر من موقف إلى غزة على وجه التحديد ليتضامن ليس بالحضور بل بالفعل، فرفع راية فلسطين عالية خفاقة واعتمر الكوفية الفلسطينية وقبل جبين الشهداء والجرحى والمصابين حتى كتب على أعضاء جسده شعارات المقاومة والاستقلال تيمنا وإعجاباً وفخراً بمقاومة الشعب الفلسطيني. فمنزلته لا تقل عن منزلة جوليانوا خميس الذي قتل في جنين قبل شهر. وكلاهما لا يقلان عن منزلة الشهيدة الأمريكية المتضامنة راشيل كوري التي داستها جرافات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح وهي تدافع عن كرامة الإنسان الفلسطيني وحقه في الحياة والثبات على أرضه.

لكن جريمة قتل أريجوني عبرت عنها الظروف المنحدرة التي يعيشها المواطن الفلسطيني في قطاع غزة لاسيما الصحفيين الذين باتوا تحت مقصلة النظام بعد سلسلة من الانتهاكات بحق الحريات الصحفية، خلال هذا الشهر الحافل بالاعتداءات والانتهاكات بحق الحريات الصحفية والصحفيين مارستها عناصر من الأجهزة الأمنية ومسلحين يتبعون لفصائل محسوبة على النظام. تلك مهدت وفتحت المجال أمام مزيد من الاعتداءات بدلاً من اعتماد ثقافة الحوار وحرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي .

لذلك نطالب بتحسين صورة الشعب الفلسطيني في المحال الدولية بمواصلة حملات الاستنكار للجريمة ونطالب بتنفيذ أشد العقوبات بحق الجناة .



#محمد_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هو زعيم ثورة أم سفاح وزعيم ثروة..؟
- خدعة إعلامية .. شهادة وفاة لزين العابدين.!
- يا شعب مصر أحذروا التجربة العراقية.!
- الفصائل الفلسطينية علمت بقرب الهجوم على غزة
- القصة القصيرة جدا عند مصطفى لغتيري
- المحاولات تفشل للوقيعة بين الرئيس ودحلان
- في انطلاقة الثورة .. كيف صنعت حركة فتح احترامها بين الجماهير ...
- في ذكرى حرب الفرقان -الرصاص المصبوب-
- هل هناك حرب جديدة على غزة...؟
- غضب من الله .. أطلبوا الرحمة ..!
- نكتفي بالمهرجانات الحزبية في غزة
- الفصائل الفلسطينية تمتلك صواريخ نووية عابرة للقارات.!
- اغتيال ذكرى عرفات في غزة..!
- المجد يركع لهؤلاء الفلسطينيات !
- مرض خطير ينتشر في قطاع غزة..!
- ليبرمان ينطق على المكشوف
- حفل حمساوي في بيت فتحاوي
- التوك توك أصبح في مدارس تعليم قيادة المركبات
- ربع ساعة في غرفة مدير المدرسة
- هل هناك تهدئة أم إدارة صراع مع الاحتلال..؟


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - المتضامن الإيطالي - أريجوني- فدائي عشق فلسطين أكثر من الفلسطينيين