أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - أين دور الإعلام الفلسطيني والعربي من استحقاق الدولة الفلسطينية..؟!















المزيد.....

أين دور الإعلام الفلسطيني والعربي من استحقاق الدولة الفلسطينية..؟!


محمد داود

الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 15:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


أدى الإعلام الفلسطيني خلال انتفاضتي الحجارة 1987 و الأقصى 2000، دوراً مشرفاً كفاحياً رغم بساطة إمكاناته في شحذ الهمم والتعبئة الجماهيرية الثورية ضد الاحتلال الإسرائيلي متحدياً سياسة الرقيب المحتل، إلا أنه شهد تراجعاً عقب سيطرة حماس على قطاع غزة وانحراف بوصلة الإعلام عن مساره الصحيح في النضال وفضح جرائم الاحتلال وممارساته بحق المدنيين الفلسطينيين. هذا التراجع كان نتيجة المناكفات السياسية والردح المتبادل فأساء للقضية الفلسطينية ولصورتها النظيفة الناصعة، وأضعف من دور الإعلام الفلسطيني الثوري والوحدوي، وبالفعل كان توجه الإعلام الفلسطيني بعد قطيعة متبادلة في شطري الوطن الذي مزقه الانقسام وانفراد كل ساحة بإعلامها الحزبي الخاص، تزامنت مع موجة كبيرة من الانتهاكات الصارمة والفاضحة التي مست الجسم الصحفي وحرية الصحافة والتعبير بحق الصحفيين ووسائل الإعلام من اعتقالات وإغلاق مؤسسات ومصادرة أدوات وأجهزة إعلامية حتى وصلت المرحلة إلى حد الشروع في قتل وتعذيب صحفيين.
وبانشغال الإعلام الفلسطيني خلال هذه الفترة بعرض وفضح ممارسات الطرف الفلسطيني الآخر تاركاً الساحة الخارجية كأرضية خصبة يعمل بها الإعلام الإسرائيلي، مما أفلح خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة بأن ينقل الصورة السيئة لنضال شعبنا ومقاومته المشروعة وتصويرها أنها غير مشروعة، واعتداء على حدود الآخرين، بل وأنها جلبت الدمار لشعبها لإيوائها منظمات مسلحة وإرهابية معادية ويجب محاربتها، تبين ذلك من خلال تقرير غولدستيون الذي أدان الطرفين "إسرائيل وحركة حماس" رغم أن الاحتلال الإسرائيلي هو من هاجم المدنيين في قطاع غزة بالطائرات والدبابات وأطلق صواريخه وحمم دباباته التي قدرت بمئات الأطنان، وتسبب بمحرقة، تناثرت فيها أشلاء الشهداء، ودمرت البيوت على نطاق واسع.
إن الإعلام الفلسطيني اليوم يقف أمام دور بارز ومسؤول في نقل مجريات استحقاق سبتمبر "إعلان الدولة الفلسطينية" وهي محطة تاريخية مفصلية سيسطرها الشعب الفلسطيني ليحظى بمكانة عالمية مميزة في إطار حدود دولية معترف بها وكيان وطني مستقل يسقط من خلاله المخططات الصهيونية القائمة على الاستيطان وتهويد الأراضي والمقدسات الفلسطينية. فالإعلام الفلسطيني مطالب بأن ينحى مسار تعبوي ويقدم الصورة النموذجية من إعلان الاستقلال الوطني الذي جرى منذ تشرين الأول عام 1948 من قبل حكومة عموم فلسطين في غزة خلال انعقاد مؤتمر المجلس الوطني. إلى أن تأسست منظمة التحرير الفلسطينية بهدف تحرير كل فلسطين، فألقت على عاتقها المسؤولية وأتى ميثاقها القومي الفلسطيني لتثبيت هذا الهدف الذي نشأت من أجله، وأكد عليه ميثاقها الوطني الفلسطيني الذي أقر سنة 1968. ثم تبنت المنظمة سنة1974 البرنامج المرحلي، والقائم على فكرة إنشاء دولة فلسطينية على أي بقعة محررة من أرض فلسطين، وقد فتح هذا التحول الجوهري الباب أمام المنظمة للدخول في الأمم المتحدة كمراقب، حيث أكمل الشهيد ياسر عرفات عام 1988 من الجزائر حلم الدولة وأعلن قيام دولة فلسطين وبدأت حيثيات المعركة تترجل بخطى ثابتة حتى قيام السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994 .. واليوم من أجل أن يكتمل الحلم الفلسطيني، فإن الرئيس عباس سيتوجه الشهر المقبل "أيلول – سبتمبر 2011" ليحقق الانتصار الدولي بأن تصبح فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة. وهنا يأتي دور الأمم المتحدة في إنهاء الاحتلال، وتحظى فلسطين باعتراف باقي الأمم ويكون لها مكانة عالمية واحترام أسوة بدول العالم الحر .. ليكون لفلسطين خارطتها السياسية والجغرافية على الخارطة الدولية بما تمتلكه من مؤسسات وإمكانات متواضعة، لها ما عليها من التزامات تجاه نفسها وتجاه الآخرين. هذا الاستحقاق الكبير هو محطة تاريخية تستدعي التنسيق الكامل لوسائل الإعلام الفلسطينية والعربية المحلية والدولية لنفوز بهذا الاستحقاق الكبير. وبانضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة بعضوية كاملة يشكل أحد الفرص المتاحة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وسيمنح الفلسطينيين امتيازات إضافية منها إمكانية التوجه إلى المحافل الحقوقية الدولية حيث بإمكانهم رفع قضية للطعن بشرعية الاحتلال.
فمن المعيب أن تطالعنا بعض وسائل الإعلام الفلسطينية بتصريحات ومقالات وأخبار معلبة محبطة تنقد أنفسنا وتقلل من سقف هذا الاستحقاق الوطني، أو الاستهتار والاستهزاء والتقليل من شأنه وتصوير مطالبنا بالحدث العابر، وأنه مجرد مناورة سياسية أو شخصية لتلميع جهات، دون إبداء أي اهتمام لحراك سفراء فلسطين والسلطة الفلسطينية، في العالم الذين يجوبون أرجاء المعمورة في حملة دبلوماسية منظمة، متخذين غصن الزيتون سلاحهم وهم يهتفون باسم الدولة الفلسطينية لنيل الاعتراف من أكبر عدد ممكن من دول العالم، وحشد التأييد في الجمعية العامة للأمم المتحدة لضمان أكثرية الثلثين فيها؛ حيث أمكن حتى كتابة هذه السطور أخذ اعتراف 123 بلداً من أصل 193 بلداً. وهو ما يعني الحاجة فقط إلى أخذ موافقة ست دول إضافية لتحقيق الثلثين. وقد نجحت القيادة الفلسطينية في زيادة العزلة الإسرائيلية وزيادة معارضة الرأي العام العالمي للممارسات الإسرائيلية.
ومن المعيب أيضاً أن نحمل ذات الرواية المعارضة الأساسية التي مصدرها إسرائيل بالدرجة الأولى والمتخبطة عبر فضائياته ومحطاته وصحفه ودبلوماسييه، ونأتي ونتداولها ونسوقها في صحفنا المختلفة الحزبية والرسمية والخاصة ونعطيها الأولوية والاهتمام، والتي تركز في مجملها على خطوات تكتيكية ودعائية مفرغة وباطلة، مطلقة سلسلة من التخمينات باحتمالية نشوب حرب ومهددة بإلغاء اتفاق أوسلو، ومحاولة ثانية داخل أروقة المنظمة الدولية، تمهيداً لتعكير صف التصويت على مشروع الاقتراح المزمع طرحه في أيلول - سبتمبر المقبل على الجمعية العامة. إن الخطورة من كل ذلك بأنه يندرج في إطار الحرب النفسية والدعاية المحبطة التي تحطم حلمنا الوطني حلم الشهداء والجرحى والأسرى حلم الأجيال القادمة ومستقبلنا النير.
إن الاحتلال في وقت ماضي جعل من تصريح بلفور وعداً، كذلك جعل من المؤتمر الأول في بازل نواة لقيام كيانه على أرض فلسطين ولعب إعلامه نحو استمالة عقول رؤساء العالم وكسب تعاطفهم لاسيما بعد مزاعمهم بالمحرقة النازية. فكم من محرقة أصابت الشعب الفلسطيني ولم تحرك ساكناً في نفوس وضمير هذا المجتمع الدولي الأصم، فوقفوا موقف المتفرج بل المتحيز للكيان وقدموا صك براءة لجرائمه ليواصل مجازره بعد بحق المدنيين الفلسطينيين .
إننا على مشارف يوم إعلان الدولة المستقلة .. يوم العرس الوطني كبير .. يوم الكرامة والتحرير لكل فلسطيني .. والذي سيجمع شعبنا بكافة أطيافه في دولة فلسطينية مستقلة تعزز فيها سيادة القانون والمساواة والأمن, وتحترم فيها حقوق الإنسان وحريات جميع الأفراد بكرامة. لذلك نحن بحاجة ماسة لأن يلعب الإعلام الفلسطيني على مختلف أشكاله واتجاهاته، دوراً وطنياً مسؤولاً، وعلى الفلسطينيين والعرب أن يكونوا جاهزين أمام الاستحقاقات القادمة، وأن يحاولوا التأثير بشكل أو بآخر على مجرى الأحداث. فالمصالحة بين الفلسطينيين يجب أن تتعمق ويتوحد الخطاب الوطني الفلسطيني والعربي والدولي، فعلاً لا قولاً. أما الدول العربية التي تمر بهذه المرحلة "الربيعية" الانتقالية فقد يكون من الصعب عليها توحيد كلمتها ومواقفها اليوم، لكنها قادرة أن تتفق على تدعيم وحدة الصف الفلسطيني، وتشديد موقفها أو علاقاتها بإسرائيل. وهذا يتبين بالفعل من السلوك الإسرائيلي الذي يسير باتجاه مأزق حقيقي، فقدرتها على صوغ مبررات مقنعة لسبب التعطيل المتعمد لعملية التسوية أصبحت ضعيفة، كما أن حجم التأييد لممارساتها القمعية في تراجع مستمر، مقابل ارتفاع رصيد التأييد الجماهيري للقضية الفلسطينية في العالم، وهو مؤشر بأننا حتما سننتصر وسنعلن الدولة الفلسطينية المستقلة أخيراً على أرض فلسطين وسيكون لنا سيادتنا وجيشنا الوطني على ترابه الحر الطاهر.
كاتب وباحث



#محمد_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعات الفلسطينية تنافس وتعدد في الاختصاصات
- حتى تنجح المصالحة الفلسطينية
- المتضامن الإيطالي - أريجوني- فدائي عشق فلسطين أكثر من الفلسط ...
- هل هو زعيم ثورة أم سفاح وزعيم ثروة..؟
- خدعة إعلامية .. شهادة وفاة لزين العابدين.!
- يا شعب مصر أحذروا التجربة العراقية.!
- الفصائل الفلسطينية علمت بقرب الهجوم على غزة
- القصة القصيرة جدا عند مصطفى لغتيري
- المحاولات تفشل للوقيعة بين الرئيس ودحلان
- في انطلاقة الثورة .. كيف صنعت حركة فتح احترامها بين الجماهير ...
- في ذكرى حرب الفرقان -الرصاص المصبوب-
- هل هناك حرب جديدة على غزة...؟
- غضب من الله .. أطلبوا الرحمة ..!
- نكتفي بالمهرجانات الحزبية في غزة
- الفصائل الفلسطينية تمتلك صواريخ نووية عابرة للقارات.!
- اغتيال ذكرى عرفات في غزة..!
- المجد يركع لهؤلاء الفلسطينيات !
- مرض خطير ينتشر في قطاع غزة..!
- ليبرمان ينطق على المكشوف
- حفل حمساوي في بيت فتحاوي


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - أين دور الإعلام الفلسطيني والعربي من استحقاق الدولة الفلسطينية..؟!