أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - ماذا بعد الرقم - 137 - في سورية؟














المزيد.....

ماذا بعد الرقم - 137 - في سورية؟


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1049 - 2004 / 12 / 16 - 12:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


سيظل الرقم " 137 " علامة مميزة في مسار العملية السياسية التغييرية في سورية . فهذا الرقم المرتبط بالمادة التي تجيز ، حسب قانون العاملين الأساسي ، تسريح العاملين في الدولة بصورة تعسفية ، أي قبل ا ستحقاق التقاعد ، شكل محور حوار علني غير مباشر بين المعارضة والنظام . وانتهى بصيغة تفاهمية ضمنية على حدود جديدة في لعبة السياسة بين الطرفين ، ما يدفع المراقب إلى السؤال ، وماذا بعد الرقم " 137 " في الأفق السياسي السوري ؟

فالمعارضة إذ تقدمت إلى قمة النظام بعريضتها ، الموقعة من قبل معظم رموزها بصفتهم المهنية كمحامين ، تطالبه فيها بالعدل والإنصاف بتعديل المادة " 137 " السيئة الذكر ، اعترفت بشرعية النظام " الدكتاتوري " وبمقوماته الدستورية والمؤسستية ، الذي تخوض ضده حرب معارضة مديدة دامية لتغييره بنظام ديمقراطي. والرئيس ا ستجاب لمطالب مواطنيه المعترضين المعارضين ، وحذف ما هو الأسوأ في المادة المذكورة ، وأعادها إلى مجلس الشعب لإقرارها بصيغة أقل سوءاً

الطلب والاستجابة .. بين المعارضة وقمة النظام حققا شروط التفاهم السياسي الجديد ، الذي وضع الأحرف الأولى ، لعقد سياسي يشرعن المعارضة من قبل النظام ويشرعن النظام من قبل المعارضة ، دون حاجة إلى منشئ أو كاتب عدل . أما لماذا اختارت المعارضة مضمون عريضتها للرئيس مسألة المادة " 137 " من قانون العاملين الأساسي وليس قانون الطوارئ والأحكام العرفية ، فهنا تكمن الرغبة في الحوار وبناء حدود جديدة . وقد فهم الطرف الآخر الرسالة وأجاب عليها بالإيجاب ، واحتفل كل على طريقته بالإنتقال إلى المر حلة الجديدة .. لتركيب معادلة سياسية .. سوريي الصنع .. غربي الهوى

والسؤال المشروع في هذا السياق ، هل هناك اتجاه عام لدى الطبقة السياسية في سورية لولوج الطريق المغربي مثلاً ، الذي حقق توليفة سياسية في أواخر القرن الماضي ، تقوم على اعتراف المعارضة بالمؤسسة الملكية مصدراً للشرعية والسلطات ، مقابل ترخيص الملك للمعارضة ، ما أدى إلى تشكيل الإتحاد الاشتراكي اولى حكومات التناوب ؟ بصيغة أخرى ، هل ستشهد سورية مرحلة سياسية جديدة تنتقل فيها أطراف الفعل السياسي ، حكماً ومعارضة ، إلى الإعتراف المتبادل المباشر ، مشروطاً بولاية مؤسسة النظام بصيغة جديدة تحت عنوان جديد ، ومن ثم يجري لاحقاً البحث عن حلول توافقية للمسائل ، التي تشكل محور الصراع بين النظام والمعارضة؟

يبدو أن موازين القوى الداخلية ، والمنعكسات الخارجية السلبية والإيجابية ، هي التي تدفع الأمور في سورية بهذا الإتجاه . بيد أن هذا الإتجاه ، عدا عن أنه لايضمن مطابقة الاستجابات مع الرغبات ، إلاّ بقدر مايخدم مضاعفة مصالح النظام ، فإنه يتجاهل عدم تماثل الشروط في البلد المثال وفي سورية من جهة ، ومن جهة ثانية ، يتجاهل أن هذا الطريق لم يحظ بالنجاح الذي كان مأمولاً، إذ أفضى إلى تدجين المعارضة هناك ، وإلى ثبات المؤسسة الملكية بل وزيادة رسوخها

وعلى افتراض أن الرمـد خير من العمى ، فإن التسليم بهكذا خيار ، سوف تكون له نتائج أكثر سوءاً من أي تقدير يخطر الآن على بال . فالشعب الذي ظل طويلاً مفتوح الجراح نازفاً , ينتظر يوم الخلاص من الاستبداد والفساد والقهر ورد المظالم إلى أهلها ، لن يستجيب إلى مثل هذه التوجهات المعبرة ، في أحسن الأحوال ، عن عدم قناعة بقدرات الشعب . ولن يقبل بعد أربعين عاماً من الصبر على الجمر ، أن يتحول إلى موضوع إنتخابي ، تتوزعه الطبقة السياسية وفق مصالحها



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لهفي
- صيرورة
- تضامناً . . مع المعتقلين الأكراد
- الصحافة الالكترونية .. والحوار المتمدن
- حين لاوطن
- مازال هناك المزيد
- لن نقول وداعاً
- الحوار والهدف
- حين يفقد الحوار الإحترام
- صرخات الهامس في - مثلث الاستبداد المقنن
- من أجل أن يستمر الحلم
- بالونات اختبار .. دمقرطة الاستبداد
- الحقوق العمالية .. ومعوقات حركة التغيير الديمقراطي
- وسام حرية على صدر الحوار المتمدن
- الصفقـة الخاسرة .. السؤال الملح الآن
- عن اليسار والقوى العلمانية والديمقراطية
- ثلاثون عاماً على النقابية السياسية بديلاً للنضال المطلبي 2
- ثلاثون عاماً على النقابية السياسية بديلاً للنضال المطلبي
- متى ترفع حالة الطوارئ والأحكام العرفية في سورية
- إلى عاشق الحرية والحب والفرح .. عماد شيحا


المزيد.....




- لحظة انقلاب مروحية أثناء محاولتها الهبوط في أمريكا.. شاهد ما ...
- إيران تقصف قاعدة العديد في قطر وترامب يشكر طهران على إنذاره ...
- ترامب يجهر بكلمة بذيئة بعد خرق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و ...
- منعه من شن ضربات على إيران.. ماذا حصل في الاتصال بين ترامب و ...
- جي دي فانس: مخزون إيران من اليورانيوم لم يتضرر لكن هذا ليس م ...
- إيران مستعدة لحل الخلافات بـ-التفاوض وفق الأطر الدولية-
- الجزائر: محكمة الاستئناف تطلب السجن عشر سنوات للكاتب بوعلام ...
- ما قصة المثل القائل: -بعت داري ولم أبع جاري-؟
- كيف سينعكس وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل على الحرب في غ ...
- الفلاحي: عملية القسام الأخيرة نوعية وتعكس استخداما محكما للق ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - ماذا بعد الرقم - 137 - في سورية؟