أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار والقوى العلمانية و الديمقراطية في العالم العربي - اسباب الضعف و التشتت - بدر الدين شنن - عن اليسار والقوى العلمانية والديمقراطية















المزيد.....

عن اليسار والقوى العلمانية والديمقراطية


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 957 - 2004 / 9 / 15 - 10:48
المحور: اليسار والقوى العلمانية و الديمقراطية في العالم العربي - اسباب الضعف و التشتت
    


بداية ، أعتقد أنه تسهيلاً لتناول الموضع المطروح الآن أن نوحد العنوان .. أن نسميه " تيار اليسار والعلمانية والديمقراطية " . وهذا لن يعدل في مضمونه .. وفي تعدديته النسبية ، مع الإحتفاظ بضرورة التركيز على اليسار الماركسي ، الذي لعب دوراً هاماً في حركة اليسار خاصة ، وفي الحراك العلماني والديمقراطي عامة ، ومازال معولاً عليه أن يعلب هذا الدور في أي نهوض جديد لليسار وللعلمانية والديمقراطية ، إذ أنه بذاته حمال أوجه السياسي والعلماني والديمقراطي ، التي توحده مع قوى العلمانية والديمقراطية الأخرى ، سيما وأن مرحلة نحو قرن من الزمن تؤكد أنه عندما كان اليسار يتمتع في مرحلة ما بحرية الحركة وتحقيق بعض النجاحات هنا أو هناك ، كانت الأنشطة العلمانية تزدهر ، ومناخات الديمقراطية تنتشر .. والعكس صحيح

قبل الحديث عن تيار القوى اليسارية والعلمانية والديمقراطية ، لابد من وقفة احترام وإجلال للشهداء وللتضحيات التي قدمها مناضلو هذا التيار ، من أجل الاستقلال الوطني ، ومن ثم دفاعاً عن الحريات العامة ، وعن حقوق ومصالح الفقراء ، والتقدم الحضاري والعلمي . ورغم كل الحملات الظالمة التي تعرض لها هذا التيار ورغم الأخطاء الكبيرة التي وقع فيها ، يبقى هو الجانب المضيء الواعد في نضال شعبنا من أجل عالم بلا فقر ولاظلم ولاحروب

من هذا المنطلق بالضبط .. من أجل معافاة اليسار وعودته لأداء دوره الكفاحي ، مع كل القوى التي اختارت الاصطفاف ، ضد التخلف والقهر والاستبداد والعدوان والإحتلال .. نفتح بعض صفحات التجارب التاريخية الهامة .. ونتعاطى معها بالقلب والعقل . للبحث عن أ سباب الضعف والتشتت في مسار هذا التيار ، الذي لا تيار غيره قادر على مليء الفراغ الذي أحدثه غيابه اوتغييبه

إن ضعف اليسار في العالم العربي ، جاء نتيجة موضوعية لسلسلة من الحملات التآمرية والقمعية المنظمة ، التي قامت بها قوى الإمبريالية ـ الصهيونية بالتحالف مع قوى وأنظمة عربية مفوتة .. متخلفة .. أوعميلة ، وفق مخططات الأحلاف الاستعمارية ، مثل حلف بغداد والمعاهدة المركزية ، وبواسطة الإنقلابات العسكرية والإغتيالات . وجاء من جهة ثانية نتيجة عملية تراكمية من الأخطاء الذاتية .. الفكرية والسياسية والتنظيمية . التي حجبت .. حيزاً غير بسيط من الذاكرة السياسية.. النضالات البطولية الي خاضها مناضلو هذا التيار ضد الاستعمار والدكتاتوريات ومن أجل حقوق الكادحين والحريات العامة . ولأننا لانملك أن نغير في مخططات وقرارات أعدائنا ، إلآ بالقدر الذي نتمكن فيه من التصدي لهم ومقارعتهم .. فإن الجانب الذاتي هو ما ينبغي التركيز عليه

في البدء كان الخطأ .. كان قراءة النظرية بعيون أجنبية في أماكن أخرى لها ظروفها وشروط تطورها المتميزة عن ظروفنا وشروط تطورنا . وجرى التعاطي مع النظرية بطرائق جامدة وضارة ، أهمها محاولات تفصيل واقعنا على النظرية . وكان الأسوأ في هذا السياق طرح قسم الفلسفة من النظرية بطريقة ا ستفزازية ، وعدم الإهتمام جديا بطرح الإقتصاد السياسي والتاريخ الإجتماعي . وكانت التبعية لبلاد السوفيييت والدفاع عن مصالحها الاستراتيجية في المجال العربي علىحساب المصالح الوطنية والقومية . وقد انعكس ذلك في الموافقة على قرار تقسيم فلسطين وإقامة كيان صهيوني فيها ، كما انعكس في الموقف المناهض للوحدة القومية ، وكذلك في التبني الآلي لأطروحات " التطور اللارأسمالي " و " والثورة الوطنية الديمقراطية " و " ودور الجيش في البلدان المتخلفة " في بلدان العالم الثالث . وقد مررت آليات تنظيمية إنبنت على " المركزية الديمقراطية والإنضباط الصارم وعبادة الفرد " هذا النهج الخاطيء . الأمر الذي أدى إلى ا ستفحال ظاهرة عبادة الفرد السيئة الذكر ، وعلى بلورة حالة تنظيمية شبه عسكرية بعيدة إلى حد كبير عن مواقعها الطبقية العمالية والفلاحية وعن جمهور المثقفين التقدميين ، وأدى إلى إبعاد أو إبتعاد الكثير من الكوادر العمالية النقابية والثقافية عن العمل التنظيمي ، ومن ثم ظهور حالات تمرد وانقسامات تم التعاطي معها بقسوة ، ودفعها للبحث عن مراكز نضالية أخرى توحد جهودها معها وهذا ما أدى بالتالي أيضاً إلى نشوء منظمات ماركسية منافسة ، وتشكل مناخ التشتت
ولعل أسوأ السلبيات في تاريخ التيار اليساري ، ما ظهر في مرحلة فتح المجال للتعاون مع السلطات " التقدمية " في بعض البلدان العربية ،والاشتراك بتحالفات سلطوية توصل عدداً من الرموز القيادية أو القريبة منها إلى المجالس الحكومية والتمثيلية . حيث أخذت مظاهر الإنتهاز تبرز في البدايات خجولة .. ثم صارت شطارة وامتيازات أفسدها وعفنها أ سلوب السلطات بانتقاء من تريدهم هي لمشاركتها هنا أو هناك في مراكز الحكومة أو مراكز التمثيل أو في الإدارات

وبعيد انهيار الاتحاد السوفييتي وتفرد الولايات المتحدة باكتساح العالم باسم " العولمة " و " التجارة الحرة " واقتصاد السوق " ، وبعد تغيير الأعداء والخنادق ، واستهدافها العالم العربي لوجوده في مركز التقاطع الجيوـ سياسي الدولي ولإمتلاكه أكبر احتياطي بترولي في العالم ، لإعادة ا ستعماره والإمعان في نهبه ، بادئة بتسعير حرب الإبادة للشعب الفلسطيني وباحتلال العراق وتدميره وإذلال شعبه ودفعه إلى مستويات القرون الوسطى ، تمهيداً للإنقضاض على سوريا ولبنان والأردن ومد الهيمنة " العولمية " إلى كل العالم العربي ، وثبت أن القوى التي تحاول التصدي لهذا الإكتساح ، غير مؤهلة ، وغير قادرة على إدارة الصراع ، لاعتبارات تصوراتها المتخلفة عن روح العصر ، ولتطرفها وعنفهاالأعمى ، الذي يحول دون مشاركة شعبية وا سعة ، ويقدم الخدمات المجانية للقوى الإمبريالية للإمعان والتعجيل في تنفيذ مخططاتها المعادية لبلداننا ، أضاء المشهد السياسي العربي الفراغ الذي أحدثه ضعف وتشتت التيار اليساري العلماني الديمقراطي

إن الواقع الضعيف المشتت الذي تراوح فيه قوى التيار اليساري بمفرداته المتعددة سؤال كبير بحق . إلاّ أنه مهما تعددت وجهات النظر للإجابة على السؤال ، فإن طريق النهوض يبدأ بمراجعة نقدية لسيرورة الماضي .. أولها .. إعادة قراءة النظرية وروافدها العلمية الدائمة التجدد بعيوننا نحن ، على خلفية دراسة واحترام موروثاتنا التاريخية ، والتعاطي معها بما يخدم مصالحنا نحن ، وآفاق التطور الاشتراكي ، والإعتذار لشعوب العالم العربي عن المواقف الخاطئة المتعلقة بفلسطين والوحدة القومية ، وبناء آليات تنظيمية ديمقراطية تحول دون ظهورعبادة الفرد وتكون مرنة وقادرة على تأدية المهام المطلوبة منها في مختلف الظروف ، والتوجه إلى الطبقة العاملة وخاصة في المعامل والمؤسسات الكبرى ومؤسساتها النقابية ، وإلى جماهير الفقراء في الأرياف والأطراف ، وإلى جمهور المثقفين العلمانيين والديمقراطيين، وإيجاد الحلول الديمقراطية العادلة للأقليات القومية ، وبناء مركز مرجعي ديمقراطي لقوى اليسار على المستوى المحلي وعلى مستوى العالم العربي ، والعمل على تأطير شامل لكل القوى الوطنية والعلمانية والديمقراطية المنخرطة أو المستعدة للإنخراط في صف المقاومة ضد الاستبداد والتخلف والإحتلال

إن رياح التغيير الامبريالي للعالم تسير بإيقاع سريع جداً .. وبصورة شاملة ومتشابكة ومعقدة ، وفي أجندتها تغيير خرائط قارات بكاملها ، والتلاعب بمصير وأنماط معيشة المليارات من البشر بالقوة والتدجيل والنصب ، وتتساقط أمام جبروتها قيادات وكيانات ، وبفعلها البربري تنمحي اتجاهات السمت بالنسبة للكثيرين وتحجب الآفاق فهل با ستطاعة قوى النضال الوطني والديمقراطي والعلماني في العالم العربي أن تواجه هذه الرياح ؟

إنهـا مسألة تحمل في طياتها الحل .. وهناك أنموذج .. هناك الجواب الحي الذي يقدمه الشعبان الفلسطيني والعراقي يومياً .. معمداً بالدم في مواجهة هذه الرياح



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثون عاماً على النقابية السياسية بديلاً للنضال المطلبي 2
- ثلاثون عاماً على النقابية السياسية بديلاً للنضال المطلبي
- متى ترفع حالة الطوارئ والأحكام العرفية في سورية
- إلى عاشق الحرية والحب والفرح .. عماد شيحا
- انتصار ميسلون
- مابين الأمير .. والجلاد .. والضحية
- الإصلاح في سورية .. والخيارات المفتوحـة
- نحو نهوض كفاحي ضد عالم الاستغلال والقهر


المزيد.....




- -ربما محاولة اغتيال- ثالثة.. القبض على مسلح قرب تجمع لترامب ...
- خيام نازحين تحترق، وقتلى وجرحى في قصف إسرائيلي طال محيط مستش ...
- غوتيريش يحذر من إمكانية -جريمة حرب- مع تزايد الاستهدافات الإ ...
- حزب الله يتوعد بتحويل حيفا إلى كريات شمونة بعد هجومه -النوعي ...
- -صدمت واشنطن-.. دبلوماسيان يعلقان على ظهور صورة السيستاني في ...
- بعثة مشتركة تزود مستشفيَين في شمال غزة بالإمدادات
- المتهم بمحاولة اغتيال ترامب -مصدوم- من التهمة الموجهة إليه
- الخارجية الروسية: نقل الولايات المتحدة منظومات -ثاد- إلى إسر ...
- دراسة مفاجئة عن عواقب شرب الحوامل للقهوة!
- الحمض النووي يحل لغز مكان دفن كريستوفر كولومبوس


المزيد.....

- القصور والعجز الذاتي في أحزاب وفصائل اليسار العربي ... دعوة ... / غازي الصوراني
- اليسار – الديمقراطية – العلمانية أو التلازم المستحيل في العا ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار والقوى العلمانية و الديمقراطية في العالم العربي - اسباب الضعف و التشتت - بدر الدين شنن - عن اليسار والقوى العلمانية والديمقراطية