أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رائدة الغرباوي - الفلسفة والتنوير














المزيد.....

الفلسفة والتنوير


رائدة الغرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 3533 - 2011 / 11 / 1 - 08:03
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    




الفلسفة والتنوير
استفزني احدهم عندما جادلته بهدوء وتحليل منطقي وصولا الى عقلنة الفكرة التي تجادلنا حولها بان انهى حديثة بكلمة بدت لي وصف رائع لكنها كانت بالنسبة له شتيمة يطلقها فيرتاح قلبه عندما قال لي بانك تتفلسفين مما دفعني ان اكتب مقالتي هذه احقاقا للحق وانصافا للفلسفة التي كانت يوما من الايام العلم الوحيد الموجود والعارف بها له مكانة مرموقة في المجتمع سحبت له شهرة ,وجعلته صاحب فضل ليومنا هذا وهذا هو ارسطو مثالا على ذلك فمازلت فلسفته تدرس في مشارق الارض ومغاربها, لكن في مجتمعاتنا حولها البعض الى جعلها صفة تعيب الموصوف بها , وشاءت الصدف وبنفس اليوم وبينما اشعر بحالة من الياس والاحباط قد من الله علي بان يسألني احد شبابنا المتنورين عن, اين يمكنه ان يجد موقع خاص لكتب الفلسفة, فرجع لي الامل بان نور المعرفة لن ينطفىء ابدا .

كانت الفلسفة يوما من الايام ام العلوم بمختلف ميادينها من ميتافيزيقيا ومعرفة ومنطق واخلاق ومع تطور الانتاج وتراكم المعرفة ونتيجة التخصص المعرفي بدأت العلوم تنفصل عن الشجرة الام ( الفلسفة ) مما يؤكد ان العلم نشأ من الفلسفة وهنا تفتح ذهن الانسان امام افاق ذلك المجهول الذي يمتد وراء كل معرفة موضوعية وأنها لم تقم الا حينما ادرك الانسان ان وجوده نفسه هو في صميمه سر لابد له من ان يعمل على كشفه مما فسح المجال امام المفكرين والفلاسفة لممارسة التفلسف التي هي عملية مهمة وضرورية وطبيعية في الحياة الاجتماعية وهي موجودة في الحس العام عند الناس .
يرى الفيلسوف الالماني هيجل ان الانشقاقات والانكسارات والتحولات الكبرى التي تمثلت في الانتقال من العصور الوسطى في اوربا الى العصور الحديثة , قد ولدت قلقا ذهنيا يعتبر هو مصدر الحاجة الى الفلسفة وأستشهد هيجل بفترته الزمنية ليثبت ان للفلسفة فضل للتنوير والخروج من ظلام القرون الوسطى .
ان المعرفة الفلسفية تشارك مشاركة اساسية في صياغة وعي الناس للواقع الذي يعيشونه ولذواتهم التي تشكلت داخل فعل هذا الواقع . المعرفة الفلسفية هنا متميزة عن المعارف الاخرى فهي بألاساس معرفة نقدية قادرة على التوجه للمشاكل مباشرة .
الفلسفة تنظر للانسان وتعالجه وتبنيه وتوضح طرائقه في المعرفة والمجتمع والقيم انها ما تحتاجه الذات في الحاضر المحتمل والمستقبل المأمول . انها تقدم لنا منافع جلية ودروسا في الدقة والوضوح والصرامة والتحليل وأثراء رأسمالنا الفلسفي ورصيدنا من الحكمة وتعميقها . انها دعوة لاعطاء العقل دوره الخلاق في قيادة السلوك وتطوير الوعي وتطهيره وطرح الاساطير والخرافة والتبعية والتقليد والجهل انها لبلوغ هدف وتحقيق رغبة وغاية بنائية للفكر بعيدا عن الانفعال والتوتر انها تطلع نحو التقدم والعقلانية حتى يكون العقل متبوعا وليس تابعا مبدعا وليس مبتدعا .
ان الفكر الانساني لايستطيع الاستغناء عن الفكر الفلسفي وذلك لآرتباطها وضرورتها لباقي العلوم الرياضية والطبيعية اما التطبيق الاكثر تماسا بحياتنا اليومية هو العلاقة الحميمة بين الفلسفة والديمقراطية فهي من الموضوعات التي تطرق اليها الفلاسفة عبر التاريخ . وأن تنظيم حياة الناس الاجتماعية يحتاج الى منطلقات عقلية تجريدية يستضاء بها وهي منطلقات فلسفية . بالاضافة الى ان المبادئ النظرية التي ترتكز عليها الديمقراطية لاتصاغ الا على اساس فلسفي جدلي اساسه العدالة الاجتماعية . وان مبادئ الحرية والعدالة والمساواة هي مواضيع فلسفية لايمكن دونها بحث الديمقراطية .ان المهم في الامر ان التفلسف قديما اعتبر جهدا عقليا يستهدف الكشف عن معارف جديدة او نزوعا لطلب المعرفة والباعث له اللذة العقلية من اجل كشف الحقيقة منزها عن المطالب الملية او العقائد الدينية لقد طرح الفلاسفة القدامى اسئلة كثيرة وشكلت الاجوبة عنها اسس علومنا الحاضرة . ان الفلسفة ضرورية للانسان لآن الفكر الانساني يسعى دائما ويشغف للوصول الى الحقيقة اما للضرورة او للذة . وان اي مجال من اهتمامات الانسان يمكن ان يصبح موضوعا للنشاط الفلسفي .
ان الفلسفة هي منطق العقل وهي نشاط انساني شامل فأنها تدخل في حياة الناس وخبراته اليومية المتعددة الجوانب ان اي انسان لايمكنه ان يتأمل تجربته الذاتية الخاصة ويصل الى نتائج مقبولة الا باللاعتماد على مذهب فلسفي معين بسعفه في حل المشكلات التي تواجهه وتعينه على اكتساب البصيرة الشاملة والبحث عن المعنى الشامل للعالم الواسع المعقد الذي يعيش فيه تعيننا الفلسفة على التعرف على حقيقة وضعنا في هذا العالم من مختلف مجالاته فكان التفلسف منهجا متبعا في الحياة يفسر به الانسان ظواهر الوجود المختلفة .
ان الفلسفة موجودة منذ القدم في الاساطير والحكايات والحكم والامثال على اختلاف اشكالها وانواعها واتصفت بالشمول والتكامل والعمومية وهي صفات تؤهلها لآداء المهام الثقافية المتعددة في المجتمعات البشرية . ان اهمية الفلسفة لاتعني التخلي عن المسؤوليات تجاه العلم والمنجزات التقنية فأن الفلسفة في المجتمع وثقافته ونظامه التربوي لصلة التربية واعتماده على الفلسفة لبناء منهج تربوي يعطي احسن الفرص لآبنائنا مستقبلا وهذا بدوره ينعكس على الثقافة بشكل عام .


يتبع



#رائدة_الغرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب المياه .. الحرب القادمة / الجزء التاسع
- حرب المياه .. الحرب القادمة / الجزء الثامن / لامعاهدات تركية
- حرب المياه ..الحرب القادمة / الجزء السابع ..التوظيف السياسي ...
- حرب المياه ..الحرب القادمة / الجزء السادس
- حرب المياه..الحرب القادمة / الجزء الخامس
- حرب المياه ..الحرب القادمة / الجزء الرابع
- حرب المياه ..الحرب القادمة / الجزء الثالث
- حرب المياه ..الحرب القادمة / الجزء الاول
- حرب المياه .. الحرب القادمة / الجزء الثاني
- هل المؤسسة الدينية مجتمع مدني ؟
- هل هي صحوة ام غفوة ؟
- المجتمع المدني في العراق
- مابين الفلسفة والديمقراطية
- العلمانية وفكرة الفصل بين الدين والدولة
- بيان تاسيس البرلمان الشعبي للمرأة العراقية
- العمامة العلمانية


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رائدة الغرباوي - الفلسفة والتنوير