أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - زائر من زمن غابر














المزيد.....

زائر من زمن غابر


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3528 - 2011 / 10 / 27 - 14:50
المحور: سيرة ذاتية
    


( ماذا عن كل هؤلاء الرجال
الذين ضحوا بحياتهم ليفتحوا الطريق)*

لقد أشغلتني، خلال عملي كمدير لدائرة خدمية خلال الفترة من النصف الثاني من عام 1978 لغاية بداية عام 1984، فكرة: كيف يكون المدير فعالا؟ ولا أًخفي عليكم بأنني كنت مدرك تماما بأن المعلومات الأوليه والشحيحة عن الأدارة الصناعية التي تلقيتها في السنه الأخيرة(الخامسة عام 1969) من الدراسة الجامعية كانت مسخرة ومضحكة، لأن (الدكتور) المكلف بالقاء المحاضرات حول هذا الموضوع لم يحضر إلى قاعة المحاضرات إلا مرات محدودة، (لمشاغلة) العديدة، حيث كان قياديا بعثيا بارزا، و رئيسا للجهاز المركزي للإحصاء، ولم تكن لدى أية معلومات عن مهامه الأخرى. يصح أن نقول على ضوء تصرف مثل هذا (الأستاذ): إذا أصبح الحزبى أستاذا في الجامعة أفرغها من المعرفة تماما. لكن، ولحسن الحظ إشتركت، بعد مضي أشهر قليلة من مباشرتي بهذا العمل، في دورة مكثفة في بغداد بعنوان (دورة لتطوير قيادات الحكم المحلي)، رغم قصرها إلا أنها فتحت أمامي شباكا يَطِلُ على حقول معرفية ذات أهمية فائقة للمكلف بالأشراف وتوجيه نشاطات من هم يعملون بمعيته، ومن خلالها تلقيت معارف يتعلق ب: أنماط المديرين ، الأدارة بالأهداف والنتائج، من هو المدير الفعال، هرم ماسلو للأحتياجات الأنسانية، إدارة الوقت وطريقة المسار الحرج .......!!!!لقد أعطتني كلُ هذه المعارف الجديدة، بالنسبة لي، القدرة والحافزعلى إعادة النظر في أساليب العمل المتبع في الدائرة خطوة بعد خطوة. أول ما بدأت به هو إبقاء باب مكتبي مفتوحا طوال الوقت، بهذا أستغنيت عن وجود مستخدم(فراش) جالس على كرسي أمام مكتبي ليُنظم حركة المراجعين والضيوف بمزاجه، مما يعني إلغاء (سُلطة فضولية) من جانب و كل مايتعلق ب (هيبة) المدير من جانب أخر. هكذا أصبح بامكاني ملاحظة ملامح وسمات من يراجعنى أو يزورني من الحذاء الذي يلبسه إلى ما يضعه على رأسه قبل دخوله إلى الغرفة، لأن فتحة الباب تقع على خط مستقيم مع إتجاه نظرى، وبالمقابل أعطى الطرف المقابل الفرصة نفسها بالأضافة إلى إختيار الوقت الذى يجده مناسبا لمراجعتي أو زيارتي بحرية. بمرور الأيام شعرت بأنني (أدمنت) على التفرس في وجوه الأخرين قبل تقربهم مني، هذا و بالأضافة إلى موقع الغرفة في مدخل الدائرة ومن مكاني كنت أُشاهد كل من يدخل أو يغادر الدائرة ومن بينهم حركة الموظفين، ولكنني أدركت بعد وقت بأن ذلك قد يُشعر زملائي في الدائرة بأنني أراقبهم في الوقت الذي كنت مهتما بأن يسود روح الزمالة الحقيقية بيننا جميعا، قد يأتي أحدهم إلى الدائرة متأخرا أو يُغادرها مبكرا كما كانت تحدث معي أحيانا. لهذا تحولت إلى الغرفة التى كانت في المقابل لأن بابها كان على الجانب بحيث لا أرى أحدا إلا بعد دخوله إلى الغرفة.
في أحد الأيام لمحت رجلا (غريبا) على بكل معاني الكلمة، كبير في العمر يدخل إلى الغرفة بكل هدوء ورزانة، لم أدرى ما الذى دفعني أن أنهض من مكاني بسرعة لأستقبله بعيدا عن المكتب، وبعد أن رحبت بمقدمه دعوته إلى الجلوس على صدر الأريكة، وجلست بدورى على نهايتها القريبة من الباب. كلما تأملت، بطرف عينى، في ملامح هذا الزائر (الغريب) وطريقة جلوسه، وهدوئه، وإستقراره في مكانه، وطريقة مسكه السيكاير أو قدح الشاي إزدادت حيرتي وترددي في فتح أي موضوع معه، بإستثناء إعادة كلمات الترحيب الأصولية، أنتظره يتكلم ويفتح موضوعا ولكنه لا يُبادر، كان الوقت يمضى بطيئا لا يُحتمل لولا حضور المراجعين، بين أونة وأخرى، لأضع توقيعي على معاملاتهم. وبعد مرور نصف ساعة من الزمن أو أكثر سألني الزائر: هل تعرفُني؟
الجواب: لا لم أتشرف بمعرفتكم سابقا .
الزائر: إذا لماذا إستقبلتني بكل هذا الأحترام والتقدير؟
الجواب: أعتقد إنكم لاحظتم، أثناء وجودكم، بأننى أحترم الجميع كما يجب وهذا من صميم واجبى، وقد يكون تقديرى لكم أكثر من الأخرين بقليل.
الزائر:لماذا؟
الجواب: قد يكون السبب في هيأتكم أو ملامحكم، و في الحقيقة لا أستطيع أن أحدد الأسباب الحقيقية والدوافع لتصرفي هذا، وقد تكون مختبئة فى اللاشعور عندي، ولكن خلال معاشرتي مع الناس، خلال عملي الوظيفي، أدركت حساسية التعامل مع الأخرين.
الزائر، وهو يتحرك من مكانه ليُغادر قائلا: أنا هادى جاوشلي، جئت لأتأكد بنفسى فيما إذا كُنتَ إبن أبيك فعلا، أو لا.
بهذا الكلام غير المتوقع دفعني الزائر، فجأة، إلى بحر عميق من الحيرة لدرجة لم أتمكن من أنبس بكلمة أكثر من عبارات توديعية أكثر حرارة بما إستقبلته بها. وبعدها قلت لنفسي: إذا هذا الرجل الرزين بكل معنى الكلمة هو المحامي هادي رشيد جاوشلي الذي سمعت، قبل سنوات، بأنه قد عاقب نفسه بسبب تأخره عن الدوام الرسمي بدون عذر مبرر عندما كان قائمقاما لقضاء كويسنجق في العهد الملكي.



*مقطع من أغنية فرقة أبا: ماذا عن ليفنغستون
http://www.youtube.com/watch?v=509nNNOJXB0&feature=BFa&list=AVGxdCwVVULXfF2jImPPHDy55m7vSAs7Gw&index=97



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عالم إلى أخر 10/ 7
- من عالم إلى أخر10/6
- من عالم إلى أخر 106
- كانت لمزاياهم نكهة خاصة بهم1/2
- من عالم إلى أخر 10/5
- من عالم إلى أخر 10/4
- كانت لمزاياهم نَكْهة خاصة بهم 11
- من عالم إلى أخر 10/3
- من عا لم ألى أخر 10/2
- كانت لمزاياهم نَكْهة خاصة بهم 1
- من عالم إلى أخر 10/1
- من عالم إلى أخر 10
- من عالم إلى أخر 9/5
- من عالم إلى أخر9 /4
- من عالم إاى أخر 9/3
- من عالم إلى إخر 9/2
- من عالم إلى أخر 9/1
- من عالم إلى أخر9
- من عالم إلى أخر 8
- كان لدينا من أمثالهم أيضا!


المزيد.....




- في ظل الحرب.. النفايات مصدر طاقة لطهي الطعام بغزة
- احتجاجات طلابية بجامعة أسترالية ضد حرب غزة وحماس تتهم واشنطن ...
- -تعدد المهام-.. مهارة ضرورية أم مجرد خدعة ضارة؟
- لماذا يسعى اللوبي الإسرائيلي لإسقاط رئيس الشرطة البريطانية؟ ...
- بايدن بعد توقيع مساعدات أوكرانيا وإسرائيل: القرار يحفظ أمن أ ...
- حراك طلابي أميركي دعما لغزة.. ما تداعياته؟ ولماذا يثير قلق ن ...
- المتحدث العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عملية هجومية بالمسيرا ...
- برسالة لنتنياهو.. حماس تنشر مقطعا مصورا لرهينة في غزة
- عملية رفح.. -كتائب حماس- رهان إسرائيل في المعركة
- بطريقة سرية.. أميركا منحت أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - زائر من زمن غابر