أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد القادر أنيس - لماذا لا يتعظ الحكام العرب؟















المزيد.....

لماذا لا يتعظ الحكام العرب؟


عبد القادر أنيس

الحوار المتمدن-العدد: 3522 - 2011 / 10 / 21 - 21:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتابني الكثير من الخواطر والأشجان والمرارات وأنا أرى القذافي مقبوضا عليه قبل موته والدماء تسيل وتغطي وجهه بينما راح الشباب الذين قبضوا عليه يتحركون حوله ويهزونه ويصورونه في مشهد كافكاوي مثير، بعد أن تسبب في نكبة أسرته ومقتل أبنائه بعد أن تسبب في وضع بلاده طوال 42 سنة بين قوسين زمانيين وتسبب في تخريج هذا الجيل الذي ثار عليه بهذه الطريقة.
هل يعتبر الحكام المستبدون في بيئاتنا البائسة بهذا المشهد؟
لا أعتقد. الإنسان طبعه التوحش وإذا لم يجد من يضعه عند حده فلن يضع، بمحض إرادته، حدا لنزواته وشهواته وأطماعه إلا الراسخون في التحضر والتمدن والثقافة.
فقبل القذافي ألقي القبض على صدام حسين خارجا من جحر بعد أن أطلق العنان للحيته، ثم شاهدناها كالأبله فاعرا فاه للطبيب الأمريكي الذي كلف بفحصه، ثم شاهدناها يتدلى وحبل المشنقة في رقبته.
وقبله هرب شاه إيران ناجيا بجلده ولم يجد في الأرض، بما رحبت، من يستضيفه ويحميه عدا السادات وكأنه جاء ليأخذه معه إلى مزبلة التاريخ.
وبعده شاهدنا أنور السادات يسقط صريع رصاصات أطلقها عليه جنود من جيشه الذي حكم به البلاد بلا منازع بعد أن قام بآخر حماقة له وهي الزج بالنخبة السياسية والفكرية والدينية المصرية في السجون عقابا لها على معارضته، حقا أو باطلا.
وقبلهم تاريخ طويل عريض من الحكام الذين نكبوا في أرواحهم وأبنائهم وبلدانهم.
وبعد هؤلاء فر دكتاتور تونس زين العابدين بن علي بجلده بسرعة لم تتوقعها أفضل المخابر العلمية لرصد الظواهر السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بعد أن هب شعبه ليعبر له عن أن صبره قد نفد وأنه لم يعد يستطيع تحمل حكمه بعد اليوم.
ثم جاء دور خليفة السادات، حسني مبارك، ليلقى نفس مصير زين العابدين بن علي لنراه في مشهد تراجيكوميدي محمولا على سرير إلى المحكمة بينما راح نجلاه في مشهد أكثر هزلية ودرامية يتفقدانه بين الدقيقة والأخرى ومصحفي القرآن في يديهما.
في سوريا واليمن تدور منازلة وحشية دامية لإسقاط الحاكمين المستبدين. ولا يبدو حتى الآن أنهما يعتبران بما حدث ويحدث في محيطهما.
في الجزائر لم يكتف الرئيس بوتفليقة بعهدتين كان الدستور السابق يبيحهما له، فأوعز لدماه في البرلمان أن تعدل الدستور حتى يتمكن من الترشح لعهدة ثالثة، وكان له ما أراد، وها هو لا يكاد يكملها بسبب المرض. بوتفليقة في الحكم منذ 1962، وباستثناء الفترة التي حكم فيها الرئيس الشاذلي بن جديد الذي أطيح به وهو يستعد لتسليم البلاد للإسلاميين بعد أن عاث فيها، هو وصحبه، فسادا. باستثناء هذه الفترة حيث انسحب إلى منفاه الذهبي في سويسرة والإمارات، نراه وقد عاد إلى الحكم سنة 1999 ومازال ينوي البقاء حتى سنة 2014.
في السعودية نقرأ في هذا المصدر :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2_%D8%A2%D9%84_%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF
بأن الملك عبد الله بن عبد العزيز يبلغ من العمر 88 سنة، تزوج 18 امرأة (أميرة) وأنجب 35 ولدا وبنتا وله ثروة تقدر بـ 18 مليار دولا. ورغم ضعف صحته مازال ممسكا بالسلطة بيد من حديد.
في المغرب نقرأ في هذا المصدر:
http://okdriss.elaphblog.com/posts.aspx?U=2489&A=27337
((وإذا كانت العائلة الحاكمة بالمملكة السعودية، تملك حسب مصدر من الرياض، أزيد من 15 ألف سيارة فاخرة، موزعة بين الملك عبد الله بن عبد العزيز وباقي الأمراء، فإن عدد السيارات التي بحوزة العائلة الملكية بالمغرب، يظل مجهولا، كما لو أنه يندرج في خانة أسرار الدولة، غير أنه مقابل ذلك، هناك رقما تقريبيا حصر على الأقل سيارات الملك محمد السادس في عدد معين، ولو ظل سوى مجرد رقم تقريبي للعدد الهائل من السيارات التي يقتنيها الملك حسب رغباته وأذواقه، فقد طفا مؤخرا إلى سطح التداول، أن الملك محمد السادس الذي دخل لأول مرة سنة 2007 بورصة أغنى ملوك ورؤساء دول العالم، المنظمة من طرف مجلة "فوربس" الأمريكية، والتي احتل فيها المرتبة السابعة متقدما على أمير دولة قطر وأمير دولة الكويت وملوك الدول الأوروبية، يمتلك أزيد من 800 سيارة فاخرة، لينتقل الرقم حسب مصدر آخر إلى 600 سيارة، غير انه انطلاقا مما أفصح عنه مصدر مقرب من القصر، إن الملك محمد السادس يمتلك لوحده حوالي 500 أو ما يزيد عن ذلك من السيارات الفاخرة، الرياضية منها أو رباعية الدفع أو حتى النادرة، بيد أن الرقم مرشح للارتفاع، سيما وأن الملك يعد من هواة اقتناء آخر الصيحات في عالم السيارات.))
ونقرأ في نفس الموقع أيضا: ((يوظف المرآب حسب مصادر رباطية، مئات العمال، بعضهم مكلف بالصيانة والميكانيك، وآخرون، يشتغلون في الحراسة والسياقة، هؤلاء حسب نفس المصدر، يعتبرون موظفون تابعون لإحدى أجهزة القصر الملكي بالرباط، حيث تقتصر وظيفتهم على صيانة سيارات الملك محمد السادس، وكذا الحفاظ على لياقتها من خلال تشغيلها على الأقل أربع مرات في الشهر، أي بمعدل مرة كل أسبوع.
((ذات صباح باكر من سنة 2008، وقف جموع الناس ـ مارة وسائقين ـ أزيد من عشرين دقيقة في انتظار خروج سيارات الملك محمد السادس للقيام باستعراضها الخيالي غير المعلن عنه، حيث توقفت حركة السير بالمحيط الدائر حوله، غير أن هذا التوقف الاضطراري لم يدفع المواطنين المتجهين نحو عملهم أو لقضاء مآربهم إلى التذمر والاحتجاج، مثلما كان يحصل عادة خلال بعض زيارات الملك الراحل الحسن الثاني وكذا محمد السادس مع بداية استئناسه بالحكم، حيث تُشلُّ حركة المرور نهائيا لأزيد من ساعة ونصف ريثما يمر الموكب الملكي، لكن خلافا لذلك، لم يتذمر المارة والسائقون كما كان يحدث من قبل، لكون توقفهم ذاك، سيمكنهم من الاطلاع، أو بالأحرى التفرج على عرض "خيالي" أبدعته سيارات الملك، التي تعتبر آخر ما جادت به التكنولوجيا الصناعية الحديثة في عالم السيارات.)).
ولا يشذ الآخرون عن هؤلاء.
بعض الحكام العرب عاصر حوالي عشر رؤساء أمريكيين وإسرائيليين وفرنسيين وغيرهم. وليتهم مجتمعين حققوا واحدا في المائة مما حققه أحد هؤلاء الرؤساء الغربيين لبلده من حيث التنمية والبحث العلمي والاختراعات وطيب الحياة لشعوبهم والرضا عنهم.
لماذا لا يتعظ هؤلاء من عبر التاريخ؟ لماذا لا يتعظون من رؤساء الغرب الذين يحترمون مدد عهدتهم وينسحبون تاركين تسيير شؤون البلاد إلى غيرهم ممن هم أصغر منهم، ويتفرغون للمهمات الخيرية أو المساعي الحميدة، أو يعتكفون لكتابة مذكراتهم علها تنفع غيرهم؟
ولكن، مثلما يستدرك فيصل القاسم دائما بعد أن يورط شخصا أو نظاما أو موقفا، ولكن، ألا يجب أن تتحمل شعوبنا ونخبنا ومنظوماتنا الدينية والقبلية والطائفية والقومية، مسؤولية أكبر عن هذه الدراما الكافكاوية؟ هل العيب فيهم أم فينا؟ وهل الخير في رؤساء الغرب فقط أم في شعوبهم ونخبهم أيضا؟



#عبد_القادر_أنيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان يجب أن تعتذر قناة نسمة؟
- مقاربة حول حق الأكراد والأمازيغ والصحراء الغربية في تقرير ال ...
- حق تقرير المصير في العالم العربي: 2
- حق تقرير المصير في العالم العربي: 1
- لهذا يجب إبعاد الإسلام عن السياسة
- من ذكرياتي مع الأسماء
- هل يتغير الإسلاميون؟
- أردوغان علماني رغم أنفه
- مقالة وُلِدَت على شاطئ البحر
- أيهما سقط: الجزيرة أم نظرية دارون؟
- الجزيرة تسخّر العلم والتقدم لخدمة الخرافة والتجهيل 4
- الجزيرة تسخر العلم والتقدم لخدمة الخرافة والتخلف 3
- الجزيرة تسخر العلم والتقدم لخدمة الخرافة والتخلف 2
- الجزيرة تسخّر العلم والتقدم لخدمة الخرافة والتجهيل
- عن المؤامرة مرة ومرة ومرة
- دينهم سياسة وسياستهم دين
- هل نتعرض فعلا لمؤامرة غربية؟
- القرضاوي ومكيافللي
- السياسة في الإسلام: ساس الدابة يسوسها
- لماذا نقد الدين؟


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد القادر أنيس - لماذا لا يتعظ الحكام العرب؟