أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد القادر أنيس - هل كان يجب أن تعتذر قناة نسمة؟















المزيد.....

هل كان يجب أن تعتذر قناة نسمة؟


عبد القادر أنيس

الحوار المتمدن-العدد: 3519 - 2011 / 10 / 17 - 01:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وهل أساء هذا الفيلم للذات الإلهية؟
http://www.youtube.com/watch?v=Dl8vZ995uJ8&feature=related
تقديري أن ما أثار الإسلاميين لا يمثل أية إساءة للذات الإلهية، ففي شوارعنا ولكما تشاجر اثنان حتى تنهال على هذه الذات وابل من الشتائم أمام مسمع ومرأى الناس الذين يكتفون بالاستغفار والابتعاد. أما فهم لا يتوقفون عن تذكيرنا بأن الله غني عن العالمين، لا يضره كفر ولا ينفعه إيمان، وهو ليس في حاجة إلينا ليكتمل كماله، بل نحن من في حاجة إليه لنسد النقص الكامن فينا بإرادته. وعليه، فلماذا ينزعج الإسلاميون؟
من المؤكد أن المتضرر من الفيلم ليس الله إطلاقا كما أسلفنا القول. بل الإسلاميون، أو بالأحرى هو خوفهم من أن ينهد كل هذا البناء الأيديولوجي الذي يحتمون تحته ويتاجرون به ويتخذونه وسيلة لإبقاء الناس تابعين لهذا الدين وتعاليمه العتيقة بوصفهم وكلاءه على الأرض. ومن هنا نكتشف مدى الخداع الذي يلجأ إليه الإسلاميون وهم يدعون إلى دولة مدنية يزعمون أنهم ضد الدولة الدينية الثيوقراطية التي يتولى رجال الدين إدارتها، أما هم فقد يكونون من الحيلة بحيث لا يتولون تسيير دواليبها مباشرة لجهلهم بأساليب التسيير الحديثة أو لحاجتهم إلى من يمسحون فيه الموسى كلما فشل مشروعهم وتبخرت وعودهم، ليقولوا للناس ليس هذا هو الإسلام، الإسلام شيء آخر لم يفهموه أو لم يطبقوه. لهذا يكلفون غيرهم بذلك على أن تبقى الكلمة الأولى والأخيرة لهم في رسم معالمها في حدود ما يرونه حلالا وحراما لأنهم يعتبرون أنفسهم أدرى الناس بالدين وبالله وبما يريده الله.
من هنا يظهر الوجه القبيح للإسلام السياسي في تونس البعيد جدا عن أي سلوك متمدن كان يمكن أن يحكم القضاء التونسي في هذه القضية بدل الدفع بشباب مسعور مستعد لارتكاب الجرائم لولا وقوف أجهزة الأمن له بالمرصاد.
هي 40 ثانية من الرسوم المتحركة في فيلم مدته ساعة ونصف، حول تصورات بريئة لطفلة صغيرة تطمح لتكون نبية تحلم أنها في اتصال حميم مع الله، ولكنها لم تستطع أن تفهم الحجج التي قدمها لها هذا الله بعد أن أعدم نظام الخميني عزيزا عليها كانت تراه مثال الوفاء والإخلاص للوطن، بعد أن قضى سنوات في سجون الشاه ولاقى فيها من العذاب ما جعلها تتبنى قضيته بطريقتها الساذجة ولا تتقبل إطلاقا أن يُعْدَم مثل مجرم حقير.
لنستمع إلى هذا الحوار:
http://www.youtube.com/watch?v=_3jJXoTn5vU&feature=related
الله: مرجانة، أش جرى لك؟ هذا سلوك ما يليقش بوحدة (شخص) تحب تَوَلِّي (تكون) نبية.
مرجان: لكن يا ربي، بُو رَمِينْ (أبو الطفل رمين) قتل البشر.
الله: مارجانة، لكن رمين صغير مسكين خاطيه (بريء)، ما يلزمش نْحَمّْلُوهْ غلط بوه (أبيه). الأشرار يدفعوا ثمن شرورهم عاجلا أو آجلا. يلزم عندك ثقة في عدالتي. مش واجبك تحقيق العدالة، واجبك أنك تسامح.

جرى هذا الحوار قبل إعدام المناضل الشيوعي عم الطفلة والعزيز عليها بحيث كانت آخر من يراه في زنزانته بناء على طلبه بعد أن أتاحوا له رؤية شخص واحد فقط من أقاربه قبل الإعدام.
لنستمع مرة أخرى لحوار الطفلة مع الله بعد الإعدام:
الله: أش ثمه (ما الأمر)، يابنيتي، يزيك (يكفيك) من الحزن.
مرجانة: أنت تسكت، قتلوه وما عملت شي.
الله: أنا خاطيني (لست مسؤولا)، البشر هم..
مرجانة: اسكت، معدش نحب (لم أعد أحب) نشوفك بالكل (كليا)، امشي، امشي، امشي (ويتفهم الله مشاعر الطفلة وينسحب في هدوء).
الله، إذن، جرى تصويره هنا شيخا وقورا متزنا متفهما عاقلا متواضعا، يستمع لطفلة صغيرة ويتفهم محنتها، ويختلف كليا عن إله الإسلاميين الذي باسمه وباسم تعاليمه كفروا وأرهبوا واغتالوا وأعدموا مئات الآلات، عدا المليون الذي سقط في حرب عبثية بين إيران والعراق.
الإسلاميون أبعد الناس عن الفن وعن تفهم التجاوزات اللفظية والمعنوية التي قد يلجأ إليها الفنان للتعبير بحرية عما يعتمل في نفسه من غضب واحتجاج وثورة. ألا يجوز للشاعر (الفنان) ما لا يجوز لغيره، كما قرأنا في الأدب العربي؟
لنعد إلى الوراء قليلا ونقارن ما سبق بما قال الشاعر محمود درويش في قصيدة "مديح الظل العالي" مما يمكن تصنيفه ضمن الإساءة للذات الإلهية، في ظروف مشابهة تقريبا، فمحمود درويش نظم هذه القصيدة بعد الهجوم الإسرائيلي على لبنان وإخراج فصائل منظمة التحرير منها بعد حرب دامية انتهت بمجازر صبرا وشتيلة:
"بيروتُ قصَّتُنا
"بيروتُ غُصَّتُنا
"وبيروتُ اختبارُ اللهِ . جرَّبناكَ جرَّبناكَ
"من أَعطاكَ هذا اللُّغز؟ من سَمَّاكَ؟
"من أَعلاكَ فوق جراحنا ليراكَ؟
"فاظهرْ مثل عنقاءِ الرماد من الدمارِ !
ونقرأ له مزيدا من (الإساءة للذات الإلهية) في نفس القصيدة:
"الله أَكبرْ
"هذه آياتنا، فاقرأُ
"باسم الفدائيَّ الذي خَلَقَا
"مِن جُرْحِهِ شَفَقا
"باسم الفدائيَّ الذي يَرحَلْ
"من وقتِكم.. لندائِهِ الأوِّلْ
ونقرأ له أيضا من (الإساءة للذات الإلهية):
"والله غَمَّسَ باسمك البحريِّ أَسبوعَ الولادةِ واستراحَ الى الأَبَدْ
"كُنْ أنتَ. كُنْ حتى تكونْ !
"لا ... لا أَحَدْ
"يا خالقي في هذه الساعاتِ من عَدَمٍ تَجَلَّ!
"لعلَّ لي حُلُماً لأَعْبدَهُ
"لَعَلَّ!
لنعد إلى الوراء في الزمن العربي، وفي تونس مع أبي القاسم الشابي وهذه (الإساءة للذات الإلهية) التي نرى الجماهير ترددها من المحيط إلى الخليج:
"إذا الشعب يوما أراد الحياة--- فلا بد أن يستجيب القدر"
وفي لبنان يقول جبران خليل جبران من قبيل (الإساءة للذات الإلهية) أيضا:
"لقد مات ربي عندما أمات أختي سلطانة!
ولنعد إلى الوراء أكثر مع رباعيات عمر الخيام و(الإساءة للذات الإلهية):
"كان الذي صورني يعلم
"في الغيب ما أجني وما آثم
"فكيف يجزيني على أنني
"أجرمت والجرم قضا مبرم
ويقول أيضا:
"ما استطعتَ كن لبني الخلاعة تابعاً
"واهدِم بناء الصـوم والصـلوات
"واسمع عن الخيَّـام خيـر مقالة
"اشرب وغنِّ وسِر إلى الخـيرات
لنعد أكثر إلى الوراء مع قول الشاعر ابن هانئ الأندلسي في مدح المعز لدين الله الفاطمي وهذه (الإساءة للذات الإلهية):
"ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ--- فاحكُمْ فأنتَ الواحد القهّارُ
"وكأنّما أنتَ النبيُّ محمّدٌ --- وكأنّما أنصاركَ الانصارُ
"أنتَ الذي كانتْ تُبشِّرنَا بهِ --- في كُتْبِها الأحبارُ والأخبارُ
ومع قول ابن خفاجة الأندلسي مسحورا بطبيعة البلد إلى حد الكفر:
"يا أهيـل أندلـس للـه درُّكمُ --- مـاءٌ وظـــــــــلٌ وأنهار وأشجار
"ما جنة الخـلد إلاّ في دياركمُ --- ولو تخيرت هــــــــذا كنت أختار
أي أنه يفضل الأندلس على جنة الله.
هل يجب علينا أن نعود أكثر إلى الوراء في التاريخ حتى نجد ما يدحض دعاوى الإخوان المسلمين وهم يصادرون حرية التعبير ويخلطون بين ما يقتضيه الإبداع الفني وبين ما يقتضيه الدين؟
نعم من يبحث سوف يجد في تاريخنا ما يسند مواقفهم، ولكنها عينات تعود كلها لفترات الانغلاق والتخلف والانحسار الحضاري، وهذا ما يريدون ربطنا به:
ما جرى في تونس ليس استثناء من القاعدة التي تتحكم في مواقف الإسلاميين بل هو القاعدة العامة بقضها وقضيضها، لنقرأ في موقع القرضاوي أيضا تحت عنوان ((الإسلام والفن: قيود و شروط لابد من مراعاته)).
((و لا ننسى أن نضيف إلى هذا الحكم : قيوداً لا بد من مراعاتها في سماع الغناء :
نؤكد : ما أشرنا إليه أنه ليس كل غناء مباحاً،‌ فلا بد أن يكون موضوعة متفقاً مع أدب الإسلام و تعاليمه .
فلا يجوز التغني بقول أبي نواس :
دع عنك لومي، فإن اللوم إغراء و داوني بالتي كانت هي الداء !
ولا بقول شوقي :
رمضان ولي هاتها يا ساقي مشتاقة تسعى إلى مشتاق
و أخطرها منها : قول إيليا أبي ماضي في قصيدته « الطلاسم » :
جئت لا أعلم من أين، و لكنى أتيت !
و لقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت !
كيف جئت ؟ كيف أبصرت طريقي ؟ لست أدري !
لأنها تشكيك في أصول الإيمان : المبدأ،‌ والمعاد، ‌والنبوة...
و مثل ذلك الأغنية التي تقول : « الدنيا سيجارة و كاس » . فكل هذه مخالفة لتعاليم الإسلام الذي يجعل الخمر رجساً من عمل الشيطان، ويلعن شارب « الكأس » و عاصرها و بائعها وحاملها و كل من أعان فيها بعمل. والتدخين أيضاً آفة ليس وراءها إلا ضرر الجسم و النفس و المال)) . انتهى
http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=3826&version=1&template_id=74&parent_id=1
وطبعا سوف تتحول، في رحاب الدولة الإسلامية، كلمة "لا يجوز" عند القرضاوي، إلا قمع وبطش وترهيب وجماعات من البلطجية تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.
في رحاب الدولة الإسلامية سوف تموت الحياة، يموت الإبداع، تموت الحريات، يموت الحق في الاختلاف، بينما يزدهر النفاق والرياء والكذب تحقيقا لحديث محمد الصحيح هذه المرة: "أخوف ما أخافه على أمتي: رياء ظاهر وشهوة خفية".




#عبد_القادر_أنيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة حول حق الأكراد والأمازيغ والصحراء الغربية في تقرير ال ...
- حق تقرير المصير في العالم العربي: 2
- حق تقرير المصير في العالم العربي: 1
- لهذا يجب إبعاد الإسلام عن السياسة
- من ذكرياتي مع الأسماء
- هل يتغير الإسلاميون؟
- أردوغان علماني رغم أنفه
- مقالة وُلِدَت على شاطئ البحر
- أيهما سقط: الجزيرة أم نظرية دارون؟
- الجزيرة تسخّر العلم والتقدم لخدمة الخرافة والتجهيل 4
- الجزيرة تسخر العلم والتقدم لخدمة الخرافة والتخلف 3
- الجزيرة تسخر العلم والتقدم لخدمة الخرافة والتخلف 2
- الجزيرة تسخّر العلم والتقدم لخدمة الخرافة والتجهيل
- عن المؤامرة مرة ومرة ومرة
- دينهم سياسة وسياستهم دين
- هل نتعرض فعلا لمؤامرة غربية؟
- القرضاوي ومكيافللي
- السياسة في الإسلام: ساس الدابة يسوسها
- لماذا نقد الدين؟
- تمخض الجبل فولد فأرا


المزيد.....




- “أحلى أغاني البيبي الصغير” ضبط الآن تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- لماذا تحتفل الطوائف المسيحية بالفصح في تواريخ مختلفة؟
- هل يستفيد الإسلاميون من التجربة السنغالية؟
- عمارة الأرض.. -القيم الإسلامية وتأثيرها على الأمن الاجتماعي- ...
- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد القادر أنيس - هل كان يجب أن تعتذر قناة نسمة؟