أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - التشكيلةُ والسياسةُ الإصلاحية














المزيد.....

التشكيلةُ والسياسةُ الإصلاحية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 06:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتشابك مصطلحا السياسةِ الرأسمالية والتشكيلة الرأسمالية، ففيما يمثلُ مصطلحُ السياسة الاتجاهاتَ المتعددةَ في إدارةِ الحياة في المجتمع الصناعي، يعبرُ مصطلحُ التشكيلة عن التركيبةِ الاقتصادية الاجتماعية التي تمتد إلى قرون لأي نظام إنتاجي.
إن إزالة التشكيلة أمر خارق لأنه يعتمد على علاقات إنتاجية تلف الكرة الأرضية كلها، كما كانت الأساليب الإنتاجية السابقة.
فنحن نعرف جذور الرأسمالية الأولى في الحضارات القديمة كاليونانية والعربية، ونعرف ظهورها كنظام اقتصادي حر، تسودهُ الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، لكننا لا نعرف امتداداته الزمنية وطبيعة تطوراته المركبة، وهذا الالتباس أصاب روادَ الفكر الاشتراكي نفسه، لكنهم كانوا يقصدون حقيقة سياسة إصلاحية لأنظمة سابقة ولأشكال من التخلف الاقتصادي في بلدانهم. ولكن هذا الفهم أضعف الاشتراكية على المدى البعيد وأضعف الحريات الديمقراطية، وهكذا غدا إصلاح المُلكيات العامة في الدول الشرقية صعباً، وتداخلت الملكيةُ العامةُ مع الجيوش والمافيا وصارت تهددُ بحروب عالمية جديدة.
كان التباسُ المصطلحين هو التباس ماركسي أدى إلى انقسام عالمي، لكن الأنظمة الرأسمالية الحكومية الشرقية أخذت تنسحب من إطلاقياتها الايديولوجية وتدخل مقاربات متعددة، متخليةً أحياناً عن كل ميراثها أو متجمدة فيه، أو مطورة إياه في توليفة جدلية توسع الإصلاح الاقتصادي وتوسع حضور الديمقراطية.
وبغض النظر عن كل ذلك فقد لعبت القطاعاتُ العامةُ دورا حيويا كبيرا، فتجاوزت الدولُ بسببها معدلاتَ التطورِ الاقتصادية التقليدية الغربية عبر تاريخها، وأحدثت قفزات عبر تشكيل هذه القطاعات التي غدت ركائز للاقتصاد والحياة الاجتماعية.
وفي حين أن الدولَ الغربية اعتمدتْ على الشكل المطلق للمُلكية الخاصة لوسائل الإنتاج، فقد راحتْ تعاني هيمناتٍ هائلة للشركات الخاصة التي غدت متمردةً حتى على الحكومات الغربية وغدتْ دولاً مستقلة في الفضاء العالمي، فهي لديها كل قوى الاتصال والتقنية وتحريك الرساميل واستغلال المنتجين أينما كانوا بشروط أسوأ، فيما الحكومات الغربية تعاني الركض والبحث عن أرباح الشركات للحصول على الضرائب.
وفيما الدول الشرقية لديها ملكيات عامة هائلة تنفذُ تحولات اقتصادية ديناميكية تختنقُ الرأسماليةُ الخاصة الغربية وتتوسع وتشكل اتحادات قارية من دون تغييرات نوعية جوهرية.
الأضرار التي تشكلت في الدول الشرقية من نقص الديمقراطية أو من أضرار الحروب الأهلية يتم تعويضها، وإذا تطورت أشكال الوعي الشعبية للمزيد من التطورات الرأسمالية العامة والخاصة الإنتاجية والتقنية والعلمية، فإن المسافات الفارقة بين النوعين من الاقتصادات الشرقية والغربية تتقلص.
كل هذا يعتمد على ذكاء القوى السياسية والاجتماعية في كل منظومة قومية، فالعرب لديهم على سبيل المثال إمكانيات كبيرة لكي يشكلوا سوقاً قومية كبرى، خاصة مع ارتفاعهم عن الخلافات الايديولوجية والسياسية وقيام الحكومات المختلفة بالتركيز في خطط الإنتاج وتثوير الهياكل العامة والخاصة.
وتعطي تجربة القرن العشرين الخصبة فوائدها في تجاوز الصراع بين الرأسمالية والاشتراكية، رغم التباين الاجتماعي بين الطبقات المختلفة التي لها مصالح مختلفة، وبضرورة توجيه الطاقات الاقتصادية والفكرية والسياسية نحو ثورات الإنتاج.
إن مناظر المظاهرات الشعبية في الولايات المتحدة من أجل تخفيض الأسعار وتغيير حياة العمال والفقراء، تري بقية العالم كيف أدت المُلكية الخاصة المطلقة وغياب دعم الدول والقطاعات العامة، إلى هذا الغلاء الفاحش حيث يخرج الأمريكي ليرى جنات الأسعار في جنوب شرقي آسيا.
فكم من الممكن أن تصير رافعات الدول جبارة إذا خدمت أغلبيات الشعوب بأشكال ديمقراطية، وتحقق معدلات تنمية وطنية من دون تراكم أولي مجحف مستمر، وهذا هو التركيب الذي أوصله إلينا التطور الموضوعي للإنتاج
التطرفُ المطلق عبر المُلكية العامة أو عبر المُلكية الخاصة، ونشوء الجدلية التعاونية هو ما يجب أن يركز فيه صناعُ الثورات العرب، عبر تشكيلة رأسمالية إجبارية لا نعرف متى سوف يتخلص البشر منها.
فمن الممكن السيطرة على عاصفة الرأسمالية المنفلتة عبر سياسات اجتماعية ديمقراطية تؤدي الانجازات فيها إلى عالم مختلف.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغامرات الإيرانية وتحديات السلام
- الثورة السورية ومصير النظام
- الصراعُ العالمي الرئيسي
- أفكارٌ تلتف على رقابِ الشعوبِ
- خيارُ الليبراليةِ المنتجة
- العصرُ البرونزي في البحرين
- الجزيرة العربية وقوانينها
- شعرةٌ بين الوطنيةِ والطابور الخامس
- إنتاج وعي نفعي مسيس
- هل يتمردون على ولاية الفقيه؟
- البُنى العربيةُ والثورات
- عواصف كونية على العرب
- اليسارُ العراقي يناضلُ بوطنيةٍ ديمقراطية
- مشروعان لا ثالثَ لهما في البحرين
- الأنواعُ الأدبية والفنية والديمقراطية
- سمة الثقافة الايرانية الرسمية
- الثورة السورية وغروب ولاية الفقيه
- المذهبيون بلا جذور طبقية
- الرأسمالية الحكومية والعلمانية
- الجمهورُ و(الغوغاء)


المزيد.....




- ترامب يكشف سبب -صعوبة- مطالبة إسرائيل بوقف ضرباتها على إيران ...
- تظاهرة في ماليزيا دعماً لإيران وفلسطين ورفضاً للدعم الأميركي ...
- مظاهرات حاشدة في بغداد دعمًا لإيران ورفضًا للحرب
- ليفربول يضم الألماني فيرتس في أغلى صفقة في تاريخه
- المحكمة العليا الأمريكية تجيز قانونا يسمح بمقاضاة السلطات ال ...
- هل تحمل رؤية -صمود- لسلام السودان تحولا في موقف التحالف؟
- انتهاء محادثات جنيف بلا اختراق وإيران تتمسك بشروطها
- عقوبات أميركية جديدة تستهدف مزودي إيران بمعدات -حساسة-
- إسرائيل تتوعد إيران بمعركة طويلة وتتحدث عن أيام صعبة
- بوتين قلق من اتجاه العالم نحو حرب عالمية ثالثة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - التشكيلةُ والسياسةُ الإصلاحية