أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الثورة السورية ومصير النظام














المزيد.....

الثورة السورية ومصير النظام


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3508 - 2011 / 10 / 6 - 09:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سوريا هي الجنة الخضراء في المشرق وقد تحولت لبستان دم. وإذا استطاعت آراءٌ معينةٌ أن تقارب الأسباب فإن المصير تنتزعه الجماهير الغاضبة ذات الرؤية الديمقراطية الوطنية.
طبقةٌ صغيرة هيمنتْ من خلال الأجهزة البيروقراطية والعسكرية والاقتصادية واستحوذت على أغلبية الثروة فيما أغلبية السكان في فقر مدقع.
خارج المدينتين الكبريين دمشق وحلب وخارج الطبقة الرأسمالية الحكومية والطبقة الخاصة المندمجة معها، تقع أغلب الجماهير الثائرة، مما يعبر عن طيف واسع من الكادحين والفئات الصغيرة والمتوسطة، فلم تظهر حتى الآن طبقة قائدة وإن كانت الفئات الوسطى هي الأقوى حضوراً كما يعبر عن ذلك المجلس الوطني المشكل كقيادة للمعارضة والحكم مستقبلاً.
إن سببياتَ الأزمة الاقتصادية هي هيمنة الرأسمالية الحكومية التي انهارت في علمانيتها وظهر الطابع الطائفي فيها مع بروز المضمون الطبقي الارستقراطي الفاشي.
تداخل الرأسمالية الحكومية الشمولية والفاشية هو توليفة معقدة برزت من خلال انهيار الوعي الوطني الديمقراطي في الحزب وما سُمي الجبهة الوطنية وتحولها كلها لأشكال من الوعي التابع للنظام وأجهزته القامعة.
من هنا يغدو المحور السوري الإيراني هو قفزة في هذا النمو السياسي للنظام، حيث يغدو استخدام الرعاعية العامية وحيونتها بالطائفية ودفعها للمجازر قمة دموية لهذا التحالف.
وإذا كانت المواد الفكرية التي تنامت عليها الفاشية في إيران مبادئ نيتشه وهيدجر والصوفية الغيبية وتوسيع حضور اللاعقلانية مقامة فوق كتل عامية محاصرة ومنقعة في الكراهية الطائفية، فإن الطبقة العسكرية المالية التي انتزعت أغلبية المال العام من الحرفيين والعمال والفئات المتوسطة في سوريا، سحقتْ موروثها العلماني السطحي وجعلته مجرد لافتات يابسة وتغور تحته اللاعقلانية العِرقية.
لهذا فإن القوى اليمينية المتطرفة في إسرائيل تجد من الضروري عدم تحطيم هذه الطبقة ومساعدتها على الوقوف أمام القوى الدينية كما تسميها، ولكنها القوى الشعبية ذات الأطياف المتعددة التي تمثل ديمقراطية موجهة ضد أنظمة الأقليات العنصرية الطائفية الفاشية.
إن قوى الأقليات توحدت مع العسكرية والهيمنة الطبقية الحادة الارستقراطية، وكسرها هو عودة للإنسانية الدينية وقد وضع حد لدمويتها وهيمنتها على السلطات، وانفتحت بوابة العلمانية الديمقراطية المقدرة لكل البشر والأديان والمذاهب والآراء.
ليس غريباً أن تظهر أنظمة الأقليات والطائفيات أشكالاً متقاربة من الفاشية، واعتماد العنف الجماهيري كوسيلة لسحق الجماهير العربية والإيرانية.
إن الهتاف السياسي واستخدام دور العبادة هما المتاح المحاصر أمام الدبابات في سوريا، لكن الوعي الديمقراطي الوطني المتبلور كبرنامج وتنظيم يظهر من خلال المجلس الوطني الذي يضم مختلف القوى السياسية المذهبية والقومية والماركسية والكردية، كما أن الجماهير السورية قفزت على الطائفية عبر اندماجها الواسع في التظاهرات وترحيبها بالمجلس كقيادة لها.
ليس ثمة سوى طريق واحد هو إسقاط النظام الدموي ومحاكمة مسئوليه الذين ارتكبوا كل هذه المجازر، ويجب دعم القوى الوطنية السورية بكل بقوة، وتوسيع المشاركة والتأييد والمقاطعة للنظام ومصالحه المختلفة حتى ينهار وليس ثمة طريق آخر.
أما الممانعون والرافضون لسقوط هذا الوحش السياسي فيجب نقد مواقفهم ومناشدة جماهيرهم للتحرك فالقضية الإنسانية واحدة.
إن الانتصار ليس لمذهب ديني بل لدول ديمقراطية، وما تطرحه الثورات العربية ليس دولاً دينية جديدة، بل هو انتصار دول التعددية والديمقراطية والمواطنة، وهو عكس ما تكرسه دولُ الهيمنات الدكتاتورية والعنصرية، المتقوقعة في مذاهبها وعنصريتها معتمدة على أشكال حادة من الرؤى الدينية، وقد وحدتها في خاتمة المطاف مع دول عسكرية ذات شهية للتوسع فوق أجساد الشعوب.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراعُ العالمي الرئيسي
- أفكارٌ تلتف على رقابِ الشعوبِ
- خيارُ الليبراليةِ المنتجة
- العصرُ البرونزي في البحرين
- الجزيرة العربية وقوانينها
- شعرةٌ بين الوطنيةِ والطابور الخامس
- إنتاج وعي نفعي مسيس
- هل يتمردون على ولاية الفقيه؟
- البُنى العربيةُ والثورات
- عواصف كونية على العرب
- اليسارُ العراقي يناضلُ بوطنيةٍ ديمقراطية
- مشروعان لا ثالثَ لهما في البحرين
- الأنواعُ الأدبية والفنية والديمقراطية
- سمة الثقافة الايرانية الرسمية
- الثورة السورية وغروب ولاية الفقيه
- المذهبيون بلا جذور طبقية
- الرأسمالية الحكومية والعلمانية
- الجمهورُ و(الغوغاء)
- منعطفٌ تاريخي للعرب
- الوعي البحريني وإشكاليات التقدم


المزيد.....




- أمريكيان يقفزان وسط مياه متجمّدة في قلب القطب الجنوبي.. هل ت ...
- -الفجر-: مناورة مفاجِئة للجيش الإسرائيلي لامتحان -الجاهزية ...
- -الأوروبيون جزء من الحل-.. قادة القارة يضعون خطوطا حمراء قبل ...
- قمة ترامب-بوتين: زيلينسكي يرفض التنازل عن أراضٍ أوكرانية ويط ...
- نقص الغذاء الحاد يودي بحياة عدد كبير من الأطفال في غزة
- متظاهرون في أمستردام يطالبون بوقف العدوان الإسرائيلي وإدخال ...
- حكم بالسجن 20 عاما للمعارض التشادي سكسيه ماسرا
- مظاهرة في إسطنبول تنديدا بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
- -أنقذوا الأطفال- تناشد العالم لمساعدة 11 ألف طفل نازح بالصوم ...
- مظاهرة في فرنسا ضد مخططات إسرائيل باحتلال قطاع غزة


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الثورة السورية ومصير النظام