أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - خيارُ الليبراليةِ المنتجة














المزيد.....

خيارُ الليبراليةِ المنتجة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3505 - 2011 / 10 / 3 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت خلاصةُ سماتِ القرن العشرين هي انتصارٌ حاسمٌ لليبرالية خلافاً لسماتِها في بداية القرن.
أغلب الفرقاء في بداية القرن في العالم الثالث كانوا يؤكدون طرائقهم المختلفة عن التطور الغربي، وها هم الآن في أغلبيتهم الكاسحة يقبلونه، وهذا الخيار الليبرالي الرأسمالي الآن يعاني الكثير في قلاعهِ التاريخية الكبرى، وثمة بلدان على هاوية الإفلاس الاقتصادي.
جدليةُ التاريخ تتكون بطرائق متلوية صعبة والأممُ تبرزُ سماتها الغائرة عبر قرون، وطرائ القفز والثورات الحمراء التي طُرحت وزلزلتْ في أوائل القرن تتمادى في الرجوع إلى الوراء والتماهي مع أشكال رثة من الرأسمالية وتغدو واجهات لاستبداديات عسكرية بيروقراطية.
والرأسمالياتُ الحكوميةُ في هذه البلدان كنمطٍ تنموي مرحلي قاد إلى الكثير من الانجازات النهضوية والكثير من المشكلات والكوارث كذلك، وخُتم عربيا بسلسلةٍ من الثوراتِ الديمقراطيةِ المبهرة.
الانتصارُ القوي لليبرالية لا تخطئه عين، والرأسمالية الحكومية الشرقية والرأسمالية الغربية الحرة تتداخلان لتكوين جنين ثالث مجهول عبر أمم قديمة تكون نفسَها وأمم أخرى تذوب وتتوحد في غيرها.
والأسبابُ غامضة لدى البعض بأن يكون بعض الشعوب العربية قياديا في ثورات ديمقراطية شعبية إنسانية، لأن هذا لم يحدث بهذا الشكل الجماهيري غير المسبوق، وكانت أغلب الثورات عسكرية انقلابية لم تعمل الشعوب فيها بشكل ديمقراطي سلمي تحويلي، فهناك قفزة حتى على مستوى الثورة الديمقراطية التقليدية وهي الفرنسية.
وهذا يعبرُ عن جذورٍ قديمة للشعوب العربية في الرأسمالية وما فيها من حرياتٍ اقتصادية وثقافية وسياسية سبقت أوروبا الغربية، وشكلتْ مع مثيلتها الإغريقية رافدين أساسيين للنهضة الأوروبية الحاسمة في تاريخ الحداثة الراهنة.
كذلك فإنها في النهضة الديمقراطية الثانية في بداية القرن التاسع عشر قامتْ بعد عقود من النمو الديمقراطي الحديث، لكن الأنظمة العسكرية عطفتْ بها نحو التنميات التسريعية المخفقة.
إن نضال القبائل والشعوب العربية من أجل صون وتطوير المال العام كان قد بدأ منذ عهد الخلفاء الراشدين، وأسهم فيه خلفاءٌ من الدولتين الأموية والعباسية كعمر بن عبدالعزيز وكان جهاد الفرق الفكرية السياسية من أجل المال العام مشهوداً يملأ صفحات التاريخ، فربما لم توجد تجربة بشرية لها هذا الامتداد في الدفاع عن المال العام.
ومن هنا كانت أكثر سببيات الثورات العربية هي الموقف من القطاعات العامة وبيعها وسرقتها، وأهم برنامج لهذه الثورات هو تطوير هذه القطاعات العامة وجعلها قيادات الاقتصادات الجديدة المتطورة التي تفجر الثورات الاقتصادية المنتجة.
وتغدو الأشكال السياسية الديمقراطية هي تحريك هذه القطاعات العامة وإطلاق حريات القطاعات الخاصة في خطط مشتركة تحويلية.
من هنا فلا توجد خلافات عميقة عدائية بين الاتجاهات السياسية العربية، لكن التركيز في الاختلافات الايديولوجية والسياسية الذي هو شكل من التنافس على توجيه الحياة السياسية الجديدة والفوز بغنائمها عند البعض، من الممكن أن يضيع الخيوط التي أمسكتها بها الشعوب العربية الراحلة المتاجرة المنتجة عبر التاريخ.
من الأسباب اللامرئية لإنجازات الشعوب العربية انها كانت تعددية منفتحة على مر العصور، وكادت تمسك قبل أوروبا من النهضة المحورية الكونية، المدن الكبرى التي انشئت فيها على مدى التاريخ كانت تجارية مركزية عالمية.
كانت المشكلة الرئيسية هي سيطرة الدول على الملكية العامة ثم إفسادها بشكل يخلق تدهورا تاريخيا مدمرا، ولم تعرف الدول الشرقية هذه الجدلية بين الملكية العامة والملكية الخاصة.
فليست قضية الأمة في التراث أو في المذاهب أو في الليبرالية، بل في طبيعة الملكية العامة، وقد استطاع التطور الديمقراطي الغربي في العصر الحديث أن يحل هذه القضية المزمنة في تاريخ الشرقيين وخاصة لدى المسلمين، ويقدمها لهم، واندفعوا إليها في بداية العصر الحديث عندما نشأت أول ليبرالية لكن خطفت أبصارهم عمليات الثورات المركزية الشمولية وأسسوا فيها أشياء وغدت الملكيات العامة الحديثة في وسائل الإنتاج الكبرى والثروات الوطنية هي العمود الفقري للمال العام، والآن حدثت عودة أكثر غنى من الماضي، هي لحظة نفي النفي: نفي لليبرالية المطلقة، ونفي للاشتراكية الشمولية وتركيبٌ منهما، مما يؤدي إلى تجاوز الخصائص السلبية لكل منهما.
هذا يعتمد على مستوى الإدراك السياسي الاجتماعي للأحزاب والقيادات العربية الطليعية، بحيث تجمع إيجابيات المرحلتين لا سلبيتهما.
فهناك خطر أن تغدو الديمقراطية انفتاحا فوضويا للتجارة الخاصة.
وألا يلعب الإنتاج الدور المحوري، وفي هذا لنا تاريخ من البداوة وتضييع قوى العمل وكره الإنتاج اليدوي والاندفاع نحو الأشكال الطفيلية من الاقتصاد.
إن ظهور القوى المؤيدة للملكية الخاصة والقوى المؤيدة للملكية العامة وخططهما في التنمية هو أمر ضروري، والتطور هو الذي يحسم ويعقب في الزمن التداولي بينهما.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصرُ البرونزي في البحرين
- الجزيرة العربية وقوانينها
- شعرةٌ بين الوطنيةِ والطابور الخامس
- إنتاج وعي نفعي مسيس
- هل يتمردون على ولاية الفقيه؟
- البُنى العربيةُ والثورات
- عواصف كونية على العرب
- اليسارُ العراقي يناضلُ بوطنيةٍ ديمقراطية
- مشروعان لا ثالثَ لهما في البحرين
- الأنواعُ الأدبية والفنية والديمقراطية
- سمة الثقافة الايرانية الرسمية
- الثورة السورية وغروب ولاية الفقيه
- المذهبيون بلا جذور طبقية
- الرأسمالية الحكومية والعلمانية
- الجمهورُ و(الغوغاء)
- منعطفٌ تاريخي للعرب
- الوعي البحريني وإشكاليات التقدم
- العمالُ أكبرُ الخاسرين
- التطورُ الاجتماعي السياسي في سوريا
- تقلبات غريبة لسياسيين


المزيد.....




- إسرائيل.. غارة على صور وتوصية بحرب على لبنان
- إسرائيل تقتل مسؤولا في حزب الله جنوب لبنان
- سوريا.. الكشف عن موعد محاكمة المتهمين في -انتهاكات الساحل-
- مقاتلات إف35 للسعودية: صفقة خلافية بين ترامب وإسرائيل
- شاهد..كيف لحقت الكونغو الديمقراطية بالملحق العالمي على حساب ...
- سوريا.. اشتباكات بين القوات الحكومية وقسد في ريف الرقة
- اليمن.. إحباط مخطط حوثي لتنفيذ اغتيالات في عدن
- واشنطن تحشد قرب فنزويلا.. أحدث حاملة طائرات تصل الكاريبي
- إيران تلجأ إلى تلقيح السحب وسط جفاف تاريخي لم تشهده البلاد م ...
- بعد 800 إفادة.. لجنة التحقيق الحكومية عاجزة عن دخول السويداء ...


المزيد.....

- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - خيارُ الليبراليةِ المنتجة