أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - إنتاج وعي نفعي مسيس














المزيد.....

إنتاج وعي نفعي مسيس


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 08:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان يفترض أن تكون ثقافة اليسار والقوى التحديثية ثقافة موضوعية تدمج العقلانية في موضوعاتها وتحليلاتها، لكن هذا لا يحدث بشكل عام ومستقيم، لأن البرجوازية الصغيرة المدنية وهي تشكل تنظيمات شمولية متحزبة لذاتها بشكل متعصب، سوف تؤله تاريخها ومبادئها وقياداتها وتدخلها في نطاق المقدس، ومن هنا يتوارى النقد والتحليل الموضوعيان.
حين تتحلل البرجوازية الصغيرة السياسية في المدن وتضعف مقاومتها بسبب هذين التعصب والانغلاق، سوف تورث خصائص سلبية للقوى البرجوازية الصغيرة الطالعة في الريف والبادية.
من الصعب وجود وعي نقدي موضوعي عند وعي يحيل التنظيمات والأفكار والأشخاص والدول إلى كائنات مقدسة، إن الوعي «الشيوعي» يرى الاتحاد السوفيتي ورموزه كائنات مقدسة، في احتفالاتها وسياساتها وتاريخها وسوف يرى القومي وسوف يرى البعثي ذات الخصائص في الدول والزعماء الذين يحرقان البخور السياسي لهم.
سوف يخرجانهم من دائرة الواقعي، ومن إمكانية وجود أخطاء عميقة ضاربة في هذا البناء كما جرى فعلاً. ولهذا سوف تكون سياستهما اليومية قائمة على انتصار هذا النموذج غير القابل للهزيمة، وسوف تشتغل «التكتيكات» تبعاً لهذه القدرية الدينية، وسوف تدخل أنصاف الحقائق والتاريخ المؤدلج الرسمي وتجزئةُ التحليل واقتصاره على ما ينفع الذات ولا يضرها، وتُخفى جوانب عن القواعد وتظهر جوانب، وتصبح النفعية الانتهازية متغلغلة ويصبح الرفاق شرذمة مستفيدة بدلاً من تنظيم ثوري.
ويأتي المذهبي المرتكز على الدين الإسلامي بعد أن صدئت آلات الأحزاب «الثورية» القديمة، من دون أن يعرف لماذا صدأت إلا لكونها مخالفة للتعاليم الربانية حسب فهمه، وليس لأنها تستندُ إلى قوى اجتماعية متذبذبة نفعية خاصة من قبل القادة الذين كرسوها لهم، ولم تقم على التنظيمات الجماعية وديمقراطيتها ومؤتمراتها وكتبها النقدية الفاحصة، فهو سيقوم بذات الفعل، ويطبق المبادئ الداخلية الاجتماعية المريضة نفسها وليست أشكالها الخارجية السطحية.
وهذا التاريخ الذي يعتبره انتصارا غيبيا هو كارثة عليه، لأنه سوف ينسخُ أسوأَ ما فيه، بدلاً من أن يكون هو كتنظيم ثمرة لتاريخ سياسي غني ديمقراطي.
إنه سينهض فوق عضلات الكادحين ويطوعها من أجل صعوده، وستكون معركته من أجل انتصار «دولة الحق»، ويتحالف مع المخالفين للشريعة فقط لأنه يوظفهم لأجل مصلحته، هنا تغدو الانتهازية فاقعة، خاصة في الدول التي ليس لها تراث حزبي سياسي عريق، ويكون الهدف علو شأن جماعته من أجل الكراسي والحصص المالية والمنافع.
التراث السلبي للجماعات «العلمانية» من انتهازية وشمولية وتحايل على التحليلات السياسية الموضوعية وجعلها لخدمة الذات ومصالحها، تغدو في الطبقات السفلى للخطاب السياسي الطائفي «النبيل»، غائرة وجزءا من مرض الطبقة المتذبذبة الانتهازية، وفي المطبخ تُعد الأكلات المسمومة للشعب، وتتبل بالجمل العظيمة والكلمات الفخمة التي تذهب لرموز المقدس وتضعها في أعلى الدوائر، تسحر الجمهور وتدخل السموم في عظامهِ السياسية لكي يقوم بالأفعال المغايرة لأخلاقية الدين، ليتصور أنها جزء من الدين فيحصل على أجري الدنيا والآخرة.
الموضوعية والحقيقة تتطلبان الدفاع عن مصالح الشعب من خلال الأدوات المتاحة السلمية العقلانية ويتم تصاعدها عبر التاريخ وامكانيات الشعب الموحد لا الطائفة، فيجرى نقد الواقع والتحالف مع القوى الأخرى المشاركة في ذات الأهداف حسب طابع وظروف البلد المعني، وقراءة درجة تطوره، ويصنع الممكن المعقول المفيد للأغلبية من السكان، ولا يجرى اللجوء إلى وسائل العنف والكذب والتهويل والخداع.
حين تريد أن يكتبوا نقداً ضد دولة متفاقمة الخطر العسكري على المنطقة يسكتون، فقط لأنهم يشاركون الطرف الديني التوقير عينه لهذه الدولة، من دون أن يروا الأخطار المحدقة الهائلة من طرائقها في السياسة على الحياة والتطور في المنطقة.
هنا مثال ملموس على كيفية التحايل وعدم النقد الموضوعي والوصول بهذا النقد إلى آفاق من التطور الديمقراطي الحقيقي، لأنك بالسكوت عن دولة خطرة على البشر تؤدلج رأيك ولا تطوره، ويعكس ذلك طرائق الحربائية السياسية وقتلها التحليل الموضوعي.
عدم نقد القوى العليا في المراحل السابقة والأنظمة الشمولية السابقة أهل لموت التحديثية التابعة لها، فتدهورت الرؤى العقلانية الموضوعية النقدية، فتماشت مع صعود قوى شمولية جديدة، لكنها للأسف أكثر تخلفاً بكثير من تلك القوى السابقة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يتمردون على ولاية الفقيه؟
- البُنى العربيةُ والثورات
- عواصف كونية على العرب
- اليسارُ العراقي يناضلُ بوطنيةٍ ديمقراطية
- مشروعان لا ثالثَ لهما في البحرين
- الأنواعُ الأدبية والفنية والديمقراطية
- سمة الثقافة الايرانية الرسمية
- الثورة السورية وغروب ولاية الفقيه
- المذهبيون بلا جذور طبقية
- الرأسمالية الحكومية والعلمانية
- الجمهورُ و(الغوغاء)
- منعطفٌ تاريخي للعرب
- الوعي البحريني وإشكاليات التقدم
- العمالُ أكبرُ الخاسرين
- التطورُ الاجتماعي السياسي في سوريا
- تقلبات غريبة لسياسيين
- حراكُ المذاهبِ والثورات
- الخسارة للجميع
- إشكالياتُ تحركات فبراير 2011
- أسبابُ الحراكِ العربي


المزيد.....




- شاهد.. فوضى وذعر بمركز تجاري بالدوحة عقب هجوم إيران الصاروخي ...
- إيران تدعي سقوط 6 صواريخ على قاعدة العديد الجوية.. وتؤكد: ال ...
- أول تعليق من إدارة ترامب بعد هجوم إيران على قاعدة العديد بقط ...
- تداول فيديو مزعوم عن -هروب جماعي من قطر نحو السعودية عبر منف ...
- وزارة الصحة الفلسطينية في غزة: مقتل أكثر من 17 ألف طفل منذ ا ...
- تضامن عربي مع قطر إثر القصف الإيراني لقاعدة العديد
- حماس تنفي بيانا منسوبا إليها بشأن التصعيد العسكري في الخليج ...
- قراءة في الحسابات الإسرائيلية بعد الضربة الأميركية لإيران
- عشرات الشهداء في غزة والقسام تعلن استهداف 3 جنود إسرائيليين ...
- الفلاحي: إيران بدأت تنوع أهدافها وتستهدف إيلام إسرائيل


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - إنتاج وعي نفعي مسيس