أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوحنا بيداويد - من نصدق رجال العلم ام رجال الدين ام تجار العصر!















المزيد.....

من نصدق رجال العلم ام رجال الدين ام تجار العصر!


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 3506 - 2011 / 10 / 4 - 18:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما يتأمل الانسان في احداث العالمية الكبيرة التي تجري في هذه الايام مثل الازمة الاقتصادية العالمية وثورات الربيع العربي والعلاقات بين الكتل البشرية الكبيرة مثل الشرق والغرب، المجتمع المنتمي الى الدول الاشتراكية السابقة والدول الرأسمالية، كتلة الشمال والجنوب، الدول النامية والمتقدمة، الديمقراطية و الدكتاتورية او النظام الديني (مثل ايران) بلا شك سوف يشعر بالاحباط بسبب زيادة الهوة بينها يوما بعد يوم.
كانت هناك مقولة قديمة تقول: " لما جاءوا اصحاب العلم ذهبوا اصحاب الامانة" مع الاسف نشعر احيانا هناك كثير من الصحة في هذه المقولة، لان التخبط الذي يحدث في العالم اليوم والصراعات العديدة التي لا حد لها، لم تجلب نتائجها للناس سوى القتل والدمار وترحيل القسري من مناطق عيشهم عن طريق الحروب الطاحنة بين الكتل الكبيرة اما بالثوب الاقتصادي او الديني او المعرفة العلمية وتطبيقاتها السريعة ،التي ادت الى قلع السعادة والطمأنينة من عيون الاطفال والاباء ومستقبل عوائلهم.

فالسؤال الذي يطرح نفسه على البشرية الان وبكل جدية : " من نصدق اهل العلوم والحضارة ام رجال الدين وقوانينهم المعتقة واحيانا المرقعة ام مؤسسي نظام العولمة المقلق ؟ " اي طريق يمكن ان يعول عليه مستقبل الانسانية؟ العلوم وانجازاتها الكثيرة التي عبرت حدود المعقولية واحيانا اصبحت فاسدة؟ ام الاديان التي تراكم الغبار على قوانينها وتعالميها بعضها منذ قرون ام نظام النظام الاقتصادي العالمي الجديد ( العولمة ) الذي بدا يغزو بل يربك اقتصاد الشعوب .

لنعود نضع جواهر العلم والدين والاقتصاد ايهما اثقل في الميزان ويحمل بين طياتها السلع الفاسدة والمسممة وما سببها؟
لنبدا بالعلوم التي التي صارعت من اجل كشف حقيقة هذا الوجود منذ كان الاسطورة السومرية عن الكون الى يومنا هذا، الذي تمكن فيه الانسان ان يبتكر الموبايل و ipod5 والانترنيت وملايين الابتكارات الاخرى التي يعجز 90% من الناس فهم نظام عملها او طريقة تشغيلها او اثارها المستقبلية. هذه الانجازات الكبيرة التي امكنت الانسان من ان يخضع الطبيعة لذاته تماما لم تحل المشكلة الرئيسية المدفونة في اعماقه، لم تحل عقدة قابيل التي دفعته على قتل اخيه هابيل. لازال الانسان يتصرف وكأنه في غابة حسب غرائزه الشهوانية، لا زال العداونية تسود تصرفاته، اما تصرفات المجتمعات ذات الكتل الكبيرة التي ذكرنا بعضها فهي ليست على مستورى الانجاز العلمي الذي وصله و يطبقه، لازالت تعيش في حالة الصراع من اجل البقاء. لهذا اندثرت كل امم والامبراطوريات القوية في الماضي ولن تبقى اية واحدة منها لا يوم و لا في المستقبل، لان في داخلها يوجد صراع مدمر بين الانا الذاتية والانانية الشمولية الموضوعية دائماً.

فعلى الرغم من ان هدف جميع العلوم هي خدمة الانسان وحمايته من الطبيعة ، الا ان العلوم لم تستطيع عمل تغير جذري في دوافع الانسان، بل هو وقفت حائرة امام عملية الجريمة والانتحار والمخدرات والقمار، فكلما سهلت العلوم امور الحياة للانسان كلما وجد الانسان نفسه في حيرة وارتباك بل في فراغ يعجز تجاوزه او تحمله . لهذا ظهرت الفلسفة الوجودية في القرن الاخير التي حاولت قلع هذا القلق والارتباك واصرت على التخلي عن الماضي وقوالبه، بل جعلت من الذات الفردية القيمة المطلقة للوجود !

اما الاديان على الرغم محاولاتها الموضوعية في جعل حياة الانسان اكثر طمأنينة وامان، واكثر استقرار، الا انها في الاخير تبدو نظريتها قد هرمت، فصورت الحياة بسيطة وكأنها جدول الدروس الاسبوعية لطلبة المدارس، فما على الانسان سوى الالتزام بها ومن يغيب او يفشل في هذه الدروس، سيحرم من الاحترام بين مجتمعه و سعادة العالم الاخر، عالم الكمال والعدالة والحق . لكن بسبب تقوقع الدين على ذاته وشرنقته في قوالب لا تتقبل التجديد ومواكبة الفكر والادراك وحاجات الانسان الحديثة اصبحت مكانة الدين ضعيفة عند الناس، كذلك بسبب ظهور المدارس التعصبية المتزمة، فهي تريد اجبار الناس على الالتزام بما تؤمن شاؤا ام ابوا، وكأنهم وكلاء من قبل الله على البشر في معاقبة كل مخالف او مختلف عن رأيهم.

الاديان تجددت شيئا ما عن طريق ظهور بعض مدارس ومذاهب واجتهادات جديدة، بل ظهرت اديان جديدة من بعض اديان قديمة، لكن في كل الاحوال لم يستطيع اي واحد منها احتواء اكبر عدد من ممكن من البشرية (مثلا نصفها) على قانعة واحدة في نظرية الوجود والخالق . هكذا اصبح الدين مشكلة عن طريق المعلمين المنحرفين الفاسدين عن فكرة الدين و هدفه الاصلي . لم يعد يهمهم سوى الاصرار على رؤيتهم الخاصة في تعاليم دينهم الامر الذي سبب ولا يزال يسبب الاصطدام والحروب والقتال والدمار بين الناس على بإسم الله وشريعته.

اما النظام الاقتصادي العالمي ، حقيقة يعد العامل الاكثر تأثيراً على حياة الانسان اليوم، كان الوقود اللازم لدفع الحركة العلمية للاستمرار في التطور منذ البداية ، له تأثر مباشر على الدين وعلاقته بالانسان، اصبحت النقود المعيار الاهم في حياة الانسان بعدما كان المعيار الاهم في المجتمع هي الاخلاق وتعاليم الدينية.

النظام الاقتصادي العالمي الحالي هو الذي يجوع نصف شعوب العالم، هو الذي يترك بعض الناس ان يصبحوا احيانا مجرمين ومدمنين ولصوص وخارجي عن القانون، مع الاسف الانسان في هذا الزمان يقبل بل يركع او يعشق كل شيء حديث او جديد باسم الحضارة والتجدد بدون فحصه اومعرفة مساوئه على اساس الكفاءة والنقاوة والجودة . الناس ( الدول) قبلت فكرة العولمة دون فحصها ودراستها ( بعضها مرغمة)، لكن المحصلة النهائية اظن هي مضرة اكثر ما هي مفيدة لان (كما قلنا في مناسبة اخرى) اتت بطريقة غير انسيابية او غير متزنة ( هذه التغيرات) مع بعضها، العولمة لم تكن وليدة اليوم، فالتجارة كانت موجودة بين الصين واوربا عن الطريق البري ( طريق الحرير) قبل الف سنة او اكثر. لهذا بدون تقيد ووضع بعض شروط لتوازن عملها كي تخدم الامم والشعوب جميعا، العولمة في هذه وضعيتها الحالية ليست سوى وسيلة لسيطرة اغنياء العالم على الشعوب الفقيرة، الامر الذي يجبر الانسان على الثورة كما حدث في الدول العربية مؤخرا، لكن الايادي المتنفذة وصلت حتى في هذه الثورات فوضعت الافكار المسممة بين كتلها بحيث لم يظهر لحد الان اية من هذه الثورات انها تسير على السكة الصحيحة والدليل ما حصل في العراق، بعد عشرات سنوات نجد الفساد والفقر والاحتيال وفقدان الامن حاله حال زمن النظام السابق ان لم يكن اسوء. وان التوافقية التي تسير في العراق ليتها لا تحصل في اي من الدول العربية الثائرة او النائمة لانها افسد من الدكتاتورية.!!!!!

في الخلاصة نستطيع ان نقول هناك حيرة بل قلق كبير على مستقبل الانسانية عند كثير من المفكرين بسبب التأثير الكبير التي تركته الانجازات العملية وسرعة تجديدها على الحياة اليومية، اما الاديان تبدو ( بعضها) دخلت مرحلة الشيخوخة وان تعالميها قد انحرفت وبعضها غير ملائمة لعصرنا، اما العولمة التي تبدو مقبولة عند الكثير من الناس المساكين مع الاسف لا يعرفون انها خدعة الكبار ذوي الايادي المجهولة للسيطرة على الصغار واسواقهم!.



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون ونظرية الدفع الحيوي
- من يعرض قضية شعبنا امام محكمة لاهاي الدولية!!!
- ايها الديمقراطيون احذروا بين قادتكم لصوص!
- من يحمل البوصلة و ينقذ الانسانية من الضياع؟!!
- نظرة سريعة على النظريات الفلسفية لدى اليونان في القرون الاول ...
- عندما يرتدي الشيطان ثوب القديس!
- الاول من ايار عيد العمال هو عيد للانسانية
- بمناسبة الجمعة العظيمة، من منا مستعد لمسح جروح المسيح على ال ...
- الفلسفة الاغريقية قبل عصرها الذهبي
- بين كلدانيتي وكلدانية غيري..... الويل لامة تعصب عينيها عن اخ ...
- موقف الكنيسة من الخلية الصناعية الجديدة.
- مرة اخرى العلمانيون و الشيوعيون في سبطانة المدفع!
- ولادة جديدة للعراق ام جولة جديدة من القتال ؟!!
- هل سينقسم العراق الى دولة اسلامية ودولة علمانية؟؟
- أليس من حق العراقيين ان ينفجروا غضباً !!؟؟
- ما بين ثورة الغضب في مصر والثورة الفرنسية
- التتر يحكمون بغداد من جديد ويغزون جمعية اشور بانيبال !
- مخيم الاصدقاء في ملبورن!
- رسالة القاعدة للمسيحيين والاسلام في عام 2011
- الفيلسوف الالماني نيتشه ومحاولته لقتل الله و خلق الانسان الم ...


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوحنا بيداويد - من نصدق رجال العلم ام رجال الدين ام تجار العصر!