أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوحنا بيداويد - مخيم الاصدقاء في ملبورن!














المزيد.....

مخيم الاصدقاء في ملبورن!


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 05:19
المحور: الادب والفن
    


إلتقوا مرة اخرى على ارض مطار مالبورن بعد فراق قارب ثلاثين سنة بين بعضهم. إلتقوا وكأن فراقهم كان بالامس، فقد امتزجت دموعهم بإبتسامات فرح التي ارتسمت على أوجههم، وحلاوة الذكريات راحت تَمسَح مَرارة الفِراق بسرعة البرق. كأن الزمن فقد خواصه، والتحمت لحظة الوداع بلحظة الِلقاء، وأن ايام الخوف من التربص من قبل رجال الامن الذين وضعوا انظارهم عليهم وَلَتْ الى غير عَودة. فالمكان ليس بِجمعية الناطقيِن باللغة السريانية في حي الوحدة، او بنايات الامن في بارك سعدون أو كازينو دار السلام على ابو نؤاس ام كراج مدينة زاخو حيث كانت محطة الوداع بين اغلبهم.
كنت اراقب اللحظات الاولى من لقائهم من بعد هذه الفترة الطويلة، كانت الافكار تتراكض في ذهني، ماذا سيقول واحد للاخر؟ كنت اتسأل انا البعيد القريب منهم، كيف سيتصافحون؟ كيف سَيُّقبِل بعضهم بعضاً، كيف سينظر واحد للاخر حينما يرى كل واحد ان الدهر ترك تجعدات على وجه صاحبه لن تُمحى بعد الان، حينما يرى بعضهم ان شعر اغلبهم استمالَ الى البياض بعد ان عبر معظمهم عتبة الخمسين، كنت اراقب العيون وأحسُ بإضطراب القلوب وحرارة القُبلات والمصافحات الحميمة التي عوَضتْ عن كل هذه السنين من الفراق القسري المُؤلم .
لا اعتقد هناك مَوقف أصْعب مِن موقف فِراق الاحبة، خاصة إذا كان سببهُ شيئاً خارج إرادتِهم، بل ان مصير بعضهم كان قد انتهى بحبال المشانق ام في احواض حامض النتريك بعد ساعات ما لم يكن قد قرروا الرحيل والعبور فوق حواجز الموت.
لعل يتسائل البعض من قرائنا الاعزاء، ما هذا الاهتمام والمبالغة بمجموعة من الشباب افترقوا كملايين من العراقيين الذين اجبرهم الوضع السياسي في البلد لقبول الهجرة القسرية.
نعم هم مجموعة مختلفة عن غيرهم ، مجموعة من الشباب الذين كانوا قد وضعوا فوق رموش عيونهم مصير شعبهم وتاريخه،ولغته،وهمومه ووجوده. هدفهم الاسمى كان تعليم الشبيبة لغة الام السريانية، فاللغة كانت دائماً مهمة في تحديد مصير اي امة في التاريخ من بقائها ام زوالها. وزيادة الوعي القومي، إصدار مجلة قومية (قالا سورايا) كأن حدسهم يقول لهم: "ان الغدَ لناظرهِ قريب!".
فأحدهم تخلص باعجوبة من براثين القتلة المتربصين، بسبب تاليفه كتاب عن كيفية تعلم لغة الام ونشره مقالة سياسية قومية، والاخر هددوه بالانتماء للحزب او النقل الى جبهة القتال، هكذا كل واحد كل منهم كان له سبباً خاصاً به ان جعله يترك اهله واصدقائه واقاربه ومدينته، فتفرقوا أو أُجبِروا على الفراق، فراح البعض منهم في الاحزاب السياسية والاخرون في الاعلام، والاخرون في مجال الثقافة والتأليف والشعر....الخ ، ولكن لم يَخفقْ معدن ايَّ واحد منهم، لم ينسى مهمته، بقت هموم الجميع نفسها ، اللغة ومصيرالشعب المسكين الذي لم يمتلك قيادة فكرية حينما كان واقعاً تحت ضربات النظام الظالم و موجات البحر السياسية الدولية الهائجة.
هنا في نهاية العالم قرب القطب الجنوبي، حيث تقع بلاد جزيرة الواق الواق،ارض كوالا وكانكرو إلتقت المجموعة(السبع القادمين من قارات العالم(1)) مع بقية اصدقائهم القادمين من مدينة سدني وبحضور الموجودين اصلاً في مدينة ملبورن ،إلتقت في كمب (ادناك) في امسيات اعادت الذكريات الحلوة والمٌرَة كلها بشغف كبير.
على الرغم من ان هذا اللقاء كان سريعاً، إلا إنه كان لقاءً كثيفاً، مملوءً من الشوق وتبادل الاحاديث و قصص ومقالب ايام زمان التي مر عليها اكثر من 35 سنة ، في الحقيقة كان لقاءً جميلاً ، ناجحاً، مملوء من تبادل الخبرات والافكار والاخبار بعد كل هذه السنين الطويلة، انه لقاء نادر ومتواضع، قد لا يحصل مرة اخرى بهذه الكثافة والصورة ، لهذا لن ابالغ إن قلتُ كان لقاء القرن.
اعتذر مقدما عن التقرير المختصر وكذلك عن عدم نشر كل الصور !!



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة القاعدة للمسيحيين والاسلام في عام 2011
- الفيلسوف الالماني نيتشه ومحاولته لقتل الله و خلق الانسان الم ...
- رسالة من قيثارة اور السومرية الى الحكومة العراقية الجديدة
- هل نجحت عملية تصدير الثورة الاسلامية في ايران الى العراق؟!
- الفكرة جيدة لكن تحتاج الى الكثير
- الاتحاد الكلداني الاسترالي يقيم حفلة عشاء على شرف البروفيسور ...
- اخيرا بغداد امارة طلبانية!!
- حديث الصعاليك في زمن مجازر شعبهم !!
- تقرير عن مسيرة شهداء كنيسة سيدة النجاة في مدينة ملبورن
- من يصدق ان انبياء الالفية الثالثة هم ارهابيين؟؟!!
- القديس انسليم اول لاهوتي عقلاني
- الحوار المتمدن شعلة تقود العرب والامم الشرقية الى معرفة الحق ...
- الله في فكر الفيلسوف الهولندي باروك سبينوزا
- ايهما افضل الاخلاق والضمير ام القانون والعدالة في حماية المج ...
- من كمب كنكال في تركيا الى مائدة وزير الهجرة
- اللعنة عليكم ايها السياسيون العراقيون غير الوطنيين!
- دراسة قصيرة عن الديانة المانوية
- الفيلسوف اليهودي فيلون الاسكندري 20 ق م – 50 م
- تقرير عن محاضرة يوحنا بيداويد عن مذابح الدولة العثمانية ضد ا ...
- الحماية الدولية المؤقتة هو الحل الامثل لشعبنا


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوحنا بيداويد - مخيم الاصدقاء في ملبورن!