أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوحنا بيداويد - بمناسبة الجمعة العظيمة، من منا مستعد لمسح جروح المسيح على الصليب!















المزيد.....

بمناسبة الجمعة العظيمة، من منا مستعد لمسح جروح المسيح على الصليب!


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 3345 - 2011 / 4 / 23 - 15:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مرة اخرى اقتربت ايام الفصح وعاد حديث الناس عن قضية صلب المسيح والمغزى عنها. مرة اخرى ازدحمت شوارع المدن بمواكب الناس الراجلة إلى الكنائس لسماع وَعظة الجمعة العظيمة و بشارة القيامة في قداس احد القيامة. مرة اخرى يعود بعض المسيحيون ليرفعوا وجههم بإفتخار السماء كالفريسي الذي كان واقف في الهيكل ، وفي ايديهم اقلامهم وسجلاتهم لتذكير الله ( ابوهم السماوي) في صلواتهم عن حصادهم من الحسنات والصدقات والاعمال الخيرية والمواقف الانسانية خلال السنة كما فعل الاقطاعي بغلاته في نهاية كل سنة.

تعودت منذ طفولتي ان اعتبر وعظة يوم الجمعة العظيمة مناسبة مهمة من بين جميع المناسبات الدينية على طول ايام السنة بل المناسبة الاهم في تاريخ المسيحية، لانه كانت اللحظة الحاسمة لرسالة المسيح في قبوله الفداء والموت على الصليب لاعطاء علاقة الانسان بخالقه في السماء وباخية الانسان بعداً اخراً جديداً عن طريق تشريع قانون جديد مبني على مفهوم المحبة ليحمل جوهر المسيحية بكاملها.

في هذه السنة كنت احد الجالسين على اريكة الكنيسة اقوم واقعد مع المصلين وكان كل شيء يوحي بأنه عادي ، في لحظة ما وقع نظري على صليب المسيح فرأيت شيئا غير مألوفا، فتخيل لي ان المسيح يتحدث الى الحاضرين جميعا وجروح جسده المقدس تنزف على الصليب ، وبصوت حزين يقول لنا جميعاً :

" ها قد جئتـُم مرة اخرى الى الكنيسة لتعيدوا ذكرى صلبي وقيامتي "!!
ألم تتعلموا من غاندي اي شيء لحد الان حينما قال لكم:

" اعطوني مسيحكم واتركوا لأنفسكُم مسيحيكتم"

كم واحدٍ منكم اقدم على مصالحة قريبه في هذا العيد من كل قلبه قبل ان يقترب من المذبح ؟ وتعهد بمحبته كمثل نـَفسِهِ وترك الحقد والحسد والغيرة والضغينة من قلبه، بل عاهد نفسه ان يتخلص من هذه الرغبات االجسديه الى الابد؟.

كم منكم اعترف بخطاياه بصورة صادقة بعد سنين طويلة من الفراق والقطيعة بينه وبيني دون وجود سبب سوى رغبته وقرر ان لا يعود اليها وانما سيّلتزِم بما أوصيتكم به؟ كيف يشفى السقيم بينكم بدون ان يتناول الدواء؟!! ام أنّ المريض بينكم لم يعد يعرف عـلة مرضه !

كم واحد منكم ياخادمي المذبح من الاكليروس والمؤمنيين تنازل عن صولجانه ومكانته وتعلم من الدرس الذي اعطيته اياكم في خميس الفصح حينما اقدمت على غسل ارجل التلاميذ ، كي اعلمكم كم يجب ان تقبلوا التنازل و تعيشوا في التواضع وسحق الذات وكبريائها بين الناس من اجل اقامة علاقة نظيفة مع اخيك القريب؟

كم واحد منكم يتبرع احيانا لارامل والايتام والواقعين في النكبات مثل اخوتكم المهاجرين في دول المجاورة لبلدكم العراق الذي يعانون من اشد انواع الصعوبات التي يمرون فيها. وانتم جميعا تسمعون اخبارهم ؟ كم واحد منكم شكل جميعة تبرع ولو بفلس الارملة لمساعدتهم دون ان يلحق اسمه بهذه المساعدة ؟

كم واحد منكم يزور المساكين والمرضى والمتروكين وكبار السن في دورهم ويتحدث اليهم ويعطيهم الامل ويشعرهم بأنهم بشر لهم مكانة من الاحترام في المجتمع مثلما كانوا قبل ذلك ؟

كم واحد منكم يتحدث بإسمي للناس عن تعاليمي ويظهر نفسه بدرجة نبي ورسول وهو لا يملك ولو نقطة واحدة من الايمان والمحبة وفي داخله لا يوجد اي ارتباط له بي و وبما يقوله لهم؟

كم واحد منكم قـَبَل من اجل اسمي ان يتحمل خطأ لم يقم به بل شخصاُ اخراً لسوء فهمه او قلة ادراكه او لامبالاته من اجل ان يصلح او يعلم او يروض او يعطي تغذية روحية لهذا الشخص الخاطيء المريض بينكم؟

اليست حياتكم اليوم مرتبطة بدفتر المواعيد و ارقام المبالغ التي تحصدونها من المشاريع وأعمالكم الآمرالذي لم امنعكم منه ولكنني ذكرتكم بخطورته بأنكم لن تستطيعوا خدمة إلهين في ان واحد؟

كم واحدٍ منكم لا تفارق الابتسامة والفرحة من وجهه كعلامة امل والرجاء والقناعة عوض الغضب والعصبية والتشنج او الانغلاق على ذاته ولا يقبل اي نصيحة من حد بل كبريائه لا ينقص عن كبرياء قيصر نفسه؟

كم واحدٍ منكم حينما يقرر المجيء الى الكنيسة يترك افكاره الخارجية جانبا وينزع من قلبه الضغينة ويرتدي الملابس اللائقة بالمكان المقدس ويدخل بخشوع ووقار ويركع امام المذبح ويصلي ولا يلبس ما يجلب للاخرين الشكوك او تشتيت الافكار ؟؟

كم إمرأة قـَبـَلت زوجها على علاته ونواقصه الكثيرة او اعوجاجه الخـُلقي او الفكري البعيد عن خط الاعتدال وقررت ان تضحي بحياتها من اجل اولادها وكرامتهم ومستقبلهم كي لا يضيعوا في ازقة الفساد او الضياع في المتاهات؟ و لا تطلب او تتعامل مع رجلها كخادم لها حينما يكون مطيعا او اميناُ لها ؟

كم رجلاً منكم استمر كما كان ابائه يحسبون العائلة امراً مقدساً، كموضوع لا يحتاج الى النقاش او التفكير بل قُـُرِرَ مسبقاً وهو مستعد للموت من اجلها ومستعد لعمل المستحيل لتوفير كل المستلزمات لاولاده وزوجته ولا يحسب الزوجة عـَبدة له بل رفيقة حياته؟.

ارى قسم كبير منكم حرف مفاهيم تعاليمي و قولبَها كي تصبح وسيلة لإصالهِ الى مأربه الخاصة او مصلحته الذاتية فحرف هذه التعاليم من معانيها الروحية ؟

اذكركم مرة اخرى ببعض من اقوالي المهمة لكم واطلب كل واحد منكم ان يتأمل مع ذاته ويفحص قربـِه او بعده من معانيها :
" ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه .؟ متى 16/26؟"
" أنا نور العالم من يتبعني لا يمش في الظلام بل يكون له نور الحياة. يو8: 12"
نعم علاج جميع امراضكم الروحية والجسدية هي المحبة ثم المحبة ثم المحبة التى يجب ان لا يرافقها اي قيد او شرط او هدف او حجة مهما كانت ، مهما كانت.

خلاصكم الفردي قد يكون مرتبط بخلاصكم الجماعي لهذا الخطيئة الفردية التي يقوم خاطيء ما بينكم يجب ان يتحمل المجتمع جزء منها ولهذا عليكم جميعا الاعتناء اوالعمل على اصلاح هذا الخاطيء.


مرة إخرى اذكركم بقول القديس بولس الرسول في رسالته الى أهل العبرانيين: "انا هو هو بالامس واليوم والغد. عبر 13: 8"[/size]



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة الاغريقية قبل عصرها الذهبي
- بين كلدانيتي وكلدانية غيري..... الويل لامة تعصب عينيها عن اخ ...
- موقف الكنيسة من الخلية الصناعية الجديدة.
- مرة اخرى العلمانيون و الشيوعيون في سبطانة المدفع!
- ولادة جديدة للعراق ام جولة جديدة من القتال ؟!!
- هل سينقسم العراق الى دولة اسلامية ودولة علمانية؟؟
- أليس من حق العراقيين ان ينفجروا غضباً !!؟؟
- ما بين ثورة الغضب في مصر والثورة الفرنسية
- التتر يحكمون بغداد من جديد ويغزون جمعية اشور بانيبال !
- مخيم الاصدقاء في ملبورن!
- رسالة القاعدة للمسيحيين والاسلام في عام 2011
- الفيلسوف الالماني نيتشه ومحاولته لقتل الله و خلق الانسان الم ...
- رسالة من قيثارة اور السومرية الى الحكومة العراقية الجديدة
- هل نجحت عملية تصدير الثورة الاسلامية في ايران الى العراق؟!
- الفكرة جيدة لكن تحتاج الى الكثير
- الاتحاد الكلداني الاسترالي يقيم حفلة عشاء على شرف البروفيسور ...
- اخيرا بغداد امارة طلبانية!!
- حديث الصعاليك في زمن مجازر شعبهم !!
- تقرير عن مسيرة شهداء كنيسة سيدة النجاة في مدينة ملبورن
- من يصدق ان انبياء الالفية الثالثة هم ارهابيين؟؟!!


المزيد.....




- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...
- 1400 عام من الصمود.. ما الذي يجعل أمة الإسلام خالدة؟
- وزراء خارجية 20 دولة عربية وإسلامية يدينون الهجمات الإسرائيل ...
- هكذا يتدرج الاحتلال في السيطرة على المسجد الإبراهيمي بالخليل ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة نايل سات وعرب سات 2025 .. ث ...
- نتنياهو: لا أستبعد اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ...
- الخليل.. إسرائيل تخنق البلدة القديمة وتغلق المسجد الإبراهيمي ...
- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...
- المفتي قبلان: عدم التضامن مع إيران يعني خسارة العرب والدول ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوحنا بيداويد - بمناسبة الجمعة العظيمة، من منا مستعد لمسح جروح المسيح على الصليب!