أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - الانتفاضات العربية ونفاق الغرب














المزيد.....

الانتفاضات العربية ونفاق الغرب


حسن محمد طوالبة

الحوار المتمدن-العدد: 3506 - 2011 / 10 / 4 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أقتربت هبة الشباب العرب ضد الانظمة المتسلطة من عامها الاول , وما زال الجدل حولها محتدما في أوساط المثقفين والكتاب في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية , فالبعض يصفها بالثورة , والبعض يصفها بالانتفاضة , والبعض أخذ الوصف الغربي " الربيع العربي " , اعتقادا بأن ما حدث هو بداية النمو والبداية الجديدة في الحياة العربية .
اولا : ان وصف الثورة على ما حدث غير دقيق , لان الثورة لها قيادة معروفة , ولها أهداف واضحة , وأسلوب معين . ومعظم الثورات أوقعت خسائر في الارواح بين الثوار وبين أنصار السلطة , ومن المواطنيين المسالمين أيضا . وللثورة برنامج واضح للتغيير والاصلاح , تبدأ بتنفيذ الاهم , الذي يعني بأحوال المواطنين المعاشية اولا , ومن ثم البنى التحتية وبناء الانسان على اسس وطنية قوية .
تشترك هبة الشباب العرب مع الثورة في رفضها منهج السلطة القائمة التي تعتمد التسلط واقصاء الاخر بل سحقه ,كما تشترك معها باجماع الشعب والسير معها والاشتراك في برنامجها وصولا الى طرد الحاكم اما بالتنحي
والاستسلام أو مطاردته قضائيا أمام المحاكم الدولية . الهبة العربية لها هدف واضح في اسقاط الانظمة الحاكمة ,ولكنها لا تملك الهدف الواضح بعد اسقاطه , كما انها لا تشكل وحدة في الموقف من كل القضايا الداخلية والخارجية , أضف الى ذلك الخلافات بين الاحزاب والكتل والشخصيات السياسية وتنازعها على السلطة , كما هو حادث اليوم في تونس ومصر وليبيا واليمن .
ما حدث هو انتفاضة حقا من قبل الشباب العرب الذين غذتهم أفكار الحرية والديمقراطية ,وساهمت وسائل الاتصال والاعلام في نشر هذه المبادئ , وتيسير ايصالها الى اكبر عدد ممكن من الناس . ان قيام تمرد , او انتفاضة او أية تسمية في أي بلد غير كاف , ان لم يحصل تغيير جذري وايجابي في بناء الانسان وفي البنية الاجتماعية .
ما حدث في البلدان العربية جعل العالم يقف مشدوها , اما اعجابا أو خوفا من تأثيراته التي بدأت تنتشر نحو الشمال , حيث بدأت انتفاضات مشابهة في اسبانيا واليونان وبريطانيا ,كما أصاب الحكام العرب بالذهول , بحيث لم يصدقوا أن يحصل في بلدانهم شيئ مما حدث في تونس او في مصر , وكل زعيم ادعى أن بلده محصن ولا يشبه البلد الاخر , وهذا ما قاله القذافي وما قاله علي عبدالله صالح وما قاله بشار الاسد ومحمود أحمدي نجاد .
رغم تنحية كل من زين العابدين بن علي وحسني مبارك والقذافي , الا ان المشهد في هذه البلدان ما زال قاتما , والتحديات كبيرة بسبب الفراغ السياسي الكبير , وتخبط القيادات المؤقتة التي تتعامل مع الحدث بعقلية الانظمة السابقة , وتسابق القوى والاحزاب والشخصيات على السلطة .أما الشباب الذين هم وقود الانتفاضات فلم يوحدوا قيادتهم , ولم يوصلوا زعاماتهم الى مقار السلطة الجديدة , بل تركوا الساحة والامور كلها بايدي زعامات الجيل السابق من الاحزاب . وفي خضم هذا المشهد مات الفقراء من الاطفال والنساء وكبار السن , وتعطلت الحياة الاقتصادية والعلمية والثقافية , وقلما نلمس عطاء ثقافيا مميزا في المقاومة والثورية .
لقد تم التخلص من بعض الانظمة الفاسدة ومن البطانة التي كانت تسندهم وتستولي على أموال الشعب بالقوة أو بالتحايل ولي القوانين ,وتلك الانظمة كانت لوقت قريب مدعومة من دول الغرب , التي تدعي الديموقراطية والحفاظ على حقوق الانسان , وقد سكتت عن هذه الانظمة المستبدة والفاسدة زمنا طويلا , وهذا هو قمة التناقض والكيل بمكيالين وازدواجية المعايير , بين الترويج للديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان .
أما دعمها للانتفاضات العربية فيدخل في خانة الانتهازية البحته , وركوب الموجة في محاولة لنيل مكاسب مادية من الانظمة الجديدة , كما نالتها من الانظمة القديمة . فدول الغرب الرأسمالية لا يهمها مصالح الشعوب في عالم الجنوب , بل يهمها مصالحها فقط , ولو كانت على حساب دماء الفقراء من ابناء هذه البلدان .والدول الغربية ومنها الولايات المتحدة من أجل مصالحها انحنت امام الاخوان المسلمين وتحاورت معهم قبل ان تسنح الفرصة لهم باستلام السلطة سواء في مصر أو تونس , وهذا ايضا مثال صارخ على انتهازية الغرب .
من حق الجماهير أن تنال حريتها وحقها في المشاركة السياسية والانتماء الى الاحزاب والنقابات والجمعيات ,ومن حقها الانتفاض ضد الانظمة الديكتاتورية , ولكن من الخطأ الجسيم أن تستعين بأية قوة خارجية كما حصل في ليبيا والعراق من قبل .



#حسن_محمد_طوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتل العولقي هل يشكل سفينة نجاة لصالح ؟
- مطالبة بالحماية الدولية لمخيم أشرف
- التغيير الثوري الذي نريد
- ميناء مبارك هل يعكر العلاقات العراقية الكويتية مجددا ؟
- العلاقات العراقية الكويتية تغذيها ذكريات الماضي المؤلمة
- تفجيرات 11 أيلول قصة غامضة متى تكشف أسرارها ؟
- هل حان الوقت لمراحعة مسارالتيارات السياسية في الحكم ؟
- الشباب عنصر حيوية الانتفاضات العربية
- بدأت معركة الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة
- عين على الثورة والديمقراطية والجهاد
- نذر حرب بعد أحداث سيناء
- الاصلاح السياسي يدخل الامتحان الصعب
- الطغاة منحوا الغرب فرصة التدخل في بلادنا
- متلازمة العروبة والإسلام حقيقة أم تمني ؟
- الاصلاحات في سوريا غير مقنعة مع هدير الدبابات
- الاقليات القومية مصدر قلق للسلطة في ايران
- فرحنا للربيع العربي فلنحذر من صيفه ؟
- حلم الوحدة في عصر التفتيت
- ترحيب صهيوني بدولة جنوب السودان ؟
- سوريا الشعب أم سوريا النظام


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي بعد إحباط مؤامرة اغتيال مزعوم ...
- شوّهت عنزة وأحدثت فجوة.. سقوط قطعة جليدية غامضة في حظيرة تثي ...
- ساعة -الكأس المقدسة- لسيلفستر ستالون تُعرض في مزاد.. بكم يُق ...
- ماذا بحث شكري ونظيره الأمريكي بأول اتصال منذ سيطرة إسرائيل ع ...
- -حماس- توضح للفصائل الفلسطينية موقفها من المفاوضات مع إسرائي ...
- آبل تطور معالجات للذكاء الاصطناعي
- نتنياهو يتحدى تهديدات بايدن ويقول إنها لن تمنع إسرائيل من اج ...
- طريق ميرتس إلى منصب مستشار ألمانيا ليست معبدة بالورود !
- حتى لا يفقد جودته.. يجب تجنب هذه الأخطاء عند تجميد الخبز
- -أكسيوس-: تقرير بلينكن سينتقد إسرائيل دون أن يتهمها بانتهاك ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - الانتفاضات العربية ونفاق الغرب