محمد حسين الداغستاني
صحفي وشاعر وناقد
الحوار المتمدن-العدد: 3503 - 2011 / 10 / 1 - 12:37
المحور:
الادب والفن
أستشف ُ من صمتك ِ ما يريب ! رغم إدراكي بأن الحديث بيننا محفوف ٌ بالوجل ومخاطرالمدججين برماح الريبة والفضول والملاحقة ، وأعلم أنه ذو شــجون ايضا ً، لكنني في هــدأة المنازلة العسيرة مع النفس ، أتوجه نحو مدن ٍ تركن الى التجاهـل والنسـيان ، وأسـبل عيني على صورتك ِ في لقائنا الأخير وأود لو أستطيع الاحتفاظ بها بين الجفون ما بقيت !
آه .. كم أنت ِ بهية مثل نرجسة في تلك الحديقة الموردة في بدايات الصباح الباكر وأنا أراقب من النافذة الكليلة والباب المـوارب الخجول إطلالتك ِ اليومية ، آنذاك فقط ، تفيض البحار بالـود والعناق المضمخ بعبير التحسب للآتي ، وكأن الأفئدة المعلقــة على اشـرعة المراكـب المهاجرة تؤجج في الأعـمـاق أعاصير الوجل ، وتستقبل رعشتها السرية بإستسلام مفعم ٍ بالذوب !!
فكيف الحال والكلام المعطل يمتزج باللإحتمال ؟
كيف ويحفر القـلب عميقا ً ويبـذر في روحي الأسئـلة القديمة ، فأعتمر ذويبات الفرح في أقاصي الحزن ، وأنظرحيث مهبط النهر العطشان ، وأسقط ُ صريع الإنتظار المر ّ ؟
أنكتفي بإستذكار ما مضى ؟
أنتحامل على الألم والنزيف القائض في يوم ٍ بارد ؟
أنكابر على الرغبة الآتية ونغوص في السحيق الذي يمتد الى دواخلنا دون هوادة ؟
سيدتي ... إنني أعلن ُ على الملأ توقي العارم الى أية كلمة ٍ .. أي ُ حرف يعيد لي الـتوازن بين الموجودات مـن حولي ، ويمنح اليمُن لزمن الجدب والقحط والترحـال المبكر ، وأعترف بأن المسافة بين النبض والقلب إمتداد شاسع ٌ يكمن فيه مقتلي !!
#محمد_حسين_الداغستاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟