مليونية إسترداد الثوره وشرعية العسكر؟!

عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 3502 - 2011 / 9 / 30 - 19:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

قراءة الموقف السياسي في مصر امر يحتاج الي تجرد من الانتماءات الحزبيه والعقيديه لكل باحث موضوعي فالان هناك العديد من وسائل الاعلام التي تحاول تمرير توجه معين وهي تدعي انها محايده ومهنيه وموضوعيه

حينما كتبت سابقا مقالي والذي جاء تحت عنوان ( هكذا ستتجه مصر ) وكنت قد اشرت فيه الي المرحله المقبله وان البرلمان القادم لن تحكمه اغلبيه وانه لن يكون سيد قراره كما كان وان الوصايه جاءت بشكل و بنيولوك جديد وبطريقه مبتكره في عالم السياسه والتي اخترعها القائمين علي حكم البلاد من العسكر بمستشارينهم

مره بإعلان دستوري فريد من نوعه ومره اخري بتكملت الاعلان وباصدار قانون الانتخابات ودوائر انتخابيه بطريقة سمك لبن تمر هندي وبأعلان اللواء ممدوح شاهين بوقف العمل بدستور 71 ومره اخري ان مازال العمل جاريا ببعض مواد دستور 71

حينما كنت بميدان التحرير ليلة مليونية استرداد الثوره كان الجدل محتدما في الميدان فلا احد يعلم ما يحدث وماهي النوايا والمقاصد والي اين تتجه البوصله ترددي علي الميدان كثيرا منذ انطلاق الثوره المصريه جعلني اكون صداقات كثيره من مختلف التيارات السياسيه ومختلفة الاعمار فكان تعليقي بعد استفتاء 19 مارس ان التيارات الدينيه اخذت صفعة قويه ولا تدري بها لكنها ستكشف فيما بعد وكان كثيرا ما يعارض بعض اصدقائي من التيارات الاخري ويقولون لي ان الصفقه واضحه كنت اقول لهم هذا ما حدث في انقلاب 52 بنفس السيناريو ولكنن العسكر لايتفقون كثيرا مع الملتحين هم يستعينون بهم فقط للاستيلاء علي العرش

وبعدها يتم الزج بهم في العنابر ولكن قد تختلف الاليات لكن من الواضح ان الامر بات واضح ان التصادم قادم وما حدث في عام 54 سيتكرر مره اخري فالتيارا الديني الذي يطالب المجلس العسكري الان بترك السلطه وتسليمها هم من ساعدوه في استفتاء مارس علي تسلم مقاليد الحكم وادارة الفتره الانتقاليه بموجب الصك الذي مضي عليه الشعب المصري في الاستفتاء وكان يتوقع التيار الديني انهم قد تمكنوا من الحكم وان كل الامور باتت بين يديهم

ولكن سرعان ما بدئت الخلافات تحتدم والحرب الاعلاميه تظهر بين التيار الديني والمجلس العسكري الذي يتمسك بحقه الشرعي في القرارات بموجب الصك الابيض والتيار والمضحك في الامر ويجعلك تشعر بالغثيان من هذا الغباء هو ان هؤلاء يطالبون العسكري بالشرعيه وتطبيق ارادة الشعب في الاستفتاء

وكنت اتساءل وانا في الميدان اي شرعيه تطالبون بها كل ما يحدث الان هو قانوني وبارادة الشعب وانتم من مررتم ذلك رد عليه احد الشيوخ وقال اخطاءنا ونريد الان ان نضع ايدينا ونتوحد قلت له اي توحيد هذا انتم غدرتم بالثوره وسلمتوها للعسكر وخدعتم الشعب وستخدعوه

ثم انكم قد استفدتم من الثوره بفرض شرعيتكم في العمل السياسي بدلا من محظوره اصبحتم الان شرعيه ولها احزاب لكنكم خسرتم وستخسرون كثيرا في ملعب السياسه
ثم انه عندما نزلت القوي السياسيه الميدان في 29 يوليو قلت ان هذا انقلاب علي الشرعيه وهي نفس المطالب والرؤيا التي ينادي بها الجميع الان

بالرغم من قتامة الصوره في مصر الان إلا ان مكاسب ما يحدث في الشارع وكشف قناع الخداع والتلاعب السياسي والكذب الذي تقوم به التيارات الدينيه ستكون له نتائج ايجابيه علي الحياه السياسيه في المستقبل القريب وان ما بنوه في عشرات السنين سيخسرونه في اولي جولاتهم في عالم السياسه

#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل