الإنتفاضة الثالثة..إنتفاضة الدولة؟!

نسرين عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3500 - 2011 / 9 / 28 - 22:36
المحور: حقوق الانسان
    

أكاد أجزم أنه لم يتعرض شعب لظلم بقدر ما تعرض له الشعب الفلسطيني، يكفي أن لكل شعوب الأرض أوطاناً تصنع عليها تاريخها ...إلا الشعب الفلسطيني يصنع التاريخ أولاً ثم يفتش له عن وطن...،ولكل شعوب الأرض ..أرض تدفن فيها وتبعث منها إلا الفلسطيني يكاد يدفن في كل مكان ويبعث من كل زمن... وبدلاً من أن يعيش هو في وطنه يولد ليعيش فيه الوطن..!
نقول هذا اليوم في ذكرى إنطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية أوانتفاضة الأقصى، التي اندلعت في 28 سبتمبر 2000 بعد دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون إلى باحة المسجد الأقصى برفقة حراسه،مما دفع جموع المصلين إلى التجمهر ومحاولة التصدي له، فكان من نتائج ذلك اندلاع أول أعمال الانتفاضة المباركة..وللمصادفة..فأيلول أيضاً هو الشهر الذي يتقدم فيه رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس إلى الأمم المتحده بطلب انضمام فلسطين كدولة معترف بها ..وعلى الرغم من أن هذه الدولة هي في الواقع "دولة الضفة الغربية" التي نلهث لإقامتها على خُمس مساحة فلسطين،إلا أننا لا نتوقع-كالعادة- من مجلس الأمن الموافقة على الاعتراف بهذه "الدويلة".مما يدفعنا للتساؤل: يا ترى..هل سيكون الرفض اليوم فتيل الانتفاضة الفلسطينية الثالثة؟ و هل ستكون مثل هذه الإنتفاضة الأخيرة..؟ ففي كل بلدان العالم تقوم انتفاضة أو ثورة واحدة من أجل التحرير، لكننا لا ندري اليوم كم انتفاضة يجب أن تقوم من أجل أن يتحرر الشعب الفلسطيني..أو من أجل أن يحصل على بعض من بعض حقوقه ؟!
والكارثة أن هذه الثورات لم تعد تطالب حتى بالتحرير فلا زلنا في مرحلة محاولة الاعتراف أصلاً بوجود "دولة" أو "دويلة" محتلة..!وذلك بعد أكثر من ستين عاماً من الاحتلال،ونحو عشرين عاماً من التفاوض.والغريب و الطريف أن المتنفذين في هذا العالم ما زالوا يطلبون من الفلسطينيين الدخول في عملية تفاوض جديدة الله وحده يعلم متى تنتهي،وفقاً لما وثقته تجارب التفاوض العبثية مع كيان لا يعترف مطلقاً بحقوق الآخر ولا بالشرائع الدولية.
إن رفض الاعتراف اليوم يمثل رسالة واضحة وقاطعة من قبل هؤلاء المتنفذين بأن الشعب الفلسطيني لا وجود له؛لأن عدم الإعتراف بالحقوق هو عدم اعتراف بالوجود..

#نسرين_عبدالله (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات