أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد رمضان على - مرواغات المطر














المزيد.....

مرواغات المطر


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3495 - 2011 / 9 / 23 - 17:33
المحور: الادب والفن
    


مرواغات المطر
مقطع من رواية

في لحظة ما لم أعد أنا .. في لحظة ما لم تعودي أنت ..
على أبواب واديك التقينا ، في مساء أرتعش باللهفة .. بعنف قبضنا على نفسنا ، باحثين عن كلمات لا تستنطق لهفتنا ..
وعندما كنا مشغولين بالسؤال من الأهم : أنا أم أنا ..
كانت الأمواج العاتية ترتطم بنا، وتدفعنا باتجاه الرغبات الصاخبة التي انتظرتنا ..
في مساء ملهوف التقينا ، وبين أريد ولا أريد راوغنا المطر ..
فسقطت المتاريس من حولنا .. على دوى انتعاشنا بتنهدات، تتلاقى في عناق مدوي..
وكنت أنا وطنك ، السكران بعشقك
أسبقك للانتعاش بشحنة عاطفية اغرقتنى ..
وكنت مع كل نشوة.. اكتشف أن العشق ليس فعل حب ، بل فعل ذوبان ..
وكان الهوس بك يبدو كاسحا كإعصار
وكنت أنت .. عندما ترسمين على شفتاي البهجة ، تدعيني لأسبح في بحارك..
وتروحين تقصين على كل شىء حدث في الأحلام ..
وكنت مندهشا ومتعجبا ، كيف أثرت البراكين النائمة .. وأن تجعلي الرعد يدوى وتغرقي الدنيا بالمطر ..
وكان أول إحساس فاجأني، هو الأنذعار المرتطم بدوى الانفجار.. وبالجنون الذي احتلني ..
بلمسة اسقط أسواري .. وبلمسة أخرى أعدت بناءها ..
بطريقة يستحيل على امرأة أخرى أن تقتحمها ..
وكنت أنا المأخوذ بعشقك
أقف مبهوتا استمع لموسيقاك وهى تغزل نسيج عشقنا ..
يرتديك النسيج ويرتدينى.. ونرقص بداخله على إيقاع الجنون كورود نارية تتفتح
على صوت سكرات الهيام ..
في لحظة ما لم أعد أنا .. وفى لحظة ما لم تعودي أنت ..
وكلما حدث شىء فيك . يجتاحني .. كأنه زلزال بحري يبدأ في الخفاء .. ويدفع المياه بقوته فترتفع الأمواج وتنتفض وتتلوى بعنف مجنون ..
أما تفاصيل الغياب ، التي تبدو حاضرة ، فتبدو مشهية..
فكأنك تضرمين النار بالبعاد ، وتشعلين في حياتي حرائقها ..
وكنت أنا الذي اكتوى بالحرائق
ابحث عن قياس لعشقي .. فلا أجد ما أقيس به ..
أما الحب نفسه فبدا مقياسا صغيرا ..
لم نكن التقينا .. لكن تفاصيل الغياب اخترقتنا ..
حافرة فينا ماضيا.. لم يكتوى باللمس بل بالبعاد ..
وكانت أبعاد الدهشة تندهش ، من ذاكرة مجنونة، تنتفض كحصان برى يراوغنا ، ليعيد تركيب تفاصيل حياتنا ..
ترقصين على أنغام العشق بتفاصيل تحضنها الذاكرة ..
بينما أتأملك مستندا على وسائد الأحلام .. طالبا من اللحظات رحمتها ، حتى لا تنسل بعيدا عن أيدينا ..
لكن اللحظات عكسنا ..
لا تبدو متلهفة للبقاء .. ثم تراوغنا لتنصرف وهى تتمايل بالدلال ..
وقبل انصرافها ، تشفق علينا فتوضع صورها في ذاكرتنا .. مكتملة بسحرها..
وكنت أنا الذي أطارد رائحتك ، المعطرة برائحة الغواية ..
تطويني سمرتك ..
وأقف منزهلا أمام مساحاتك ، التي تطل منها التنهدات ، بنار تكتوينى ..
أتأملك نائمة غارقة في أحلامك ومكتملة بسحر الأنوثة ..
وأنا الذي يغرقني المطر تصعقني أنوثتك ..
وكانت سمرتك التي تكتوينى ، تبدو خارجة توا من أعماق النار .. في استواء يميتنى ..
شىء ما فيك يكتسحني .. أحاول تبينه فيراوغني في زوايا الظلال ..
ذلك أن بى شغفا بكل شىء .. منغلقا على الصمت وضائعا في ثنايا الغموض ..
وفى مواعيدنا البعيدة .. المنسجمة مع الغياب ..
يتدفق الشغف كأنه مؤامرة .. تغلف نفسها بالغواية و لا تخلع عنها الصمت ..
تفاصيلك متربصة بالذاكرة ، تظهر غامضة من بين الظلال وهى ترقص على أنغام الشجن
وكان الهيام يكتب قصته ، في مساء الغياب ، على أنغام التنهدات، وعنف المعانقات
أما الحزن الذي ينهمر بالدموع ..
فيبدو سعيدا لأنه يدخل جنته، متلهفا منتظرا ليلة صاخبة من المطر .
في لحظة ما لم أعد أنا .. في لحظة ما لم تعودي أنت ..
----------
** مقطع من فصل من رواية .
سعيد



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين رغبتين
- رسائل إلى ميسون
- جمعة تغييب الوطن
- الثورة في مصر مصالح ومناصب ..!!
- الأطماع الصهيونية في سيناء
- هل يغيب الوطن من جديد ؟
- أحرار في بلد حر ..!!
- البدو، حق الهوية والمواطنة
- السينما المصرية والإعاقة
- هوامش على دفتر السفارة الإسرائيلية
- إسرائيل، ودعاوى الهزيمة
- موسى الدلح ، بدو سيناء والبحث عن حق المواطنة في مصر
- سيناء، وأوهام التعمير
- المجتمعات البدوية، تراث وثقافة
- مصر، بين الحواة والمهرجين
- سيناء، استراتجيات وخفايا
- سيناء تدفع ثمن الإهمال
- ملامح القهر والرفض في قصص سعودية
- الجسور الفلسطينية
- الحرب الأهلية بدأت بمصر


المزيد.....




- مترجمة وكاملة.. المؤسس عثمان الحلقة 164 بجودة HD على قناة ال ...
- -موسم طانطان- في المغرب يحتفي بتقاليد الرُّحل وثقافة الصحراء ...
- “احداث قوية” مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 عبر قناة Atv الترك ...
- ناقد مغربي يدعو إلى تفعيل -سينما المقاومة- ويتوقع تغييرا في ...
- بعد جدل الصفعة.. هكذا تفاعل مشاهير مع معجبين اقتحموا المسرح ...
- -إلى القضاء-.. محامي عمرو دياب يكشف عن تعرض فنان آخر للشد من ...
- إلغاء حبس غادة والي وتأييد الغرامة في سرقة رسومات فنان روسي ...
- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...
- -قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد رمضان على - مرواغات المطر