أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعيد رمضان على - أحرار في بلد حر ..!!














المزيد.....

أحرار في بلد حر ..!!


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3471 - 2011 / 8 / 29 - 17:53
المحور: حقوق الانسان
    


أحرار في بلد حر ..!!

عدونا الوحيد هو الموت، فكيف نكافح ضده ؟
والموت في مسيرته الملكية، يركب بأبهة ،موكبا يتكون من الكبت، والقهر، والعبودية، والعنصرية، واضطهاد الفئات الأضعف في المجتمع .. وإنكار حقوق الأقليات .
لكن الموت لا يسير في الهواء الطلق .. ولا تحت الشمس .. فحياته تتوقف على الظلام والدهاليز الملتوية العفنة ..
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو كيف نقاوم الموت ؟
ونجيب بسؤال :
هل نملك كأصحاب ثورة الوعي بمصيرنا الإنساني ؟
أن الشعوب التي اختارت الثورة ، في مصر وباقي دول العالم، هي شعوب اختارت طريق يولد الإحساس بالكرامة الذاتية .. عند هؤلاء المضطهدين والفقراء والمقهورين ..
أيام الثورة في مصر، لم يقل ثائر مسلم لمسيحي : أنت مسيحي فأذهب إلى بيتك ودعني أقوم وحدي بالثورة لأن بلدي تخصني لا تخصك ..
وفى أيام الثورة لم يقل رجل لبدوي .. أذهب لعالم البداوة فثورتنا لا تخصك ..
وفى أيام الثورة لم يقل رجل لامرأة .. انك أمرة مكانك البيت لا الثورة في الشارع ..
في عظمة الثورة أختفي الموت مرعوبا ، من النور الذي أشرق على الدنيا .. وبدا القهر العملاق قزما يخاف على نفسه من السحق تحت الأقدام .. وبدا الاختلاف بين الناس يتلاشى وينصهر في وحده لا يجود الزمان بمثلها .. وكانت الأم التي تخشى على أبنها لحد الموت ، فخورة لأن ترى ابنها يصلى في ميادين التحرير يحرسه مسيحي ، والبنادق مسلطه عليهما ..
وكان البدوي المسافر في أعماق الصحراء، يقف في ميادين التحرير بجوار الفلاح والصعيدي والمدني ، يهتف معهم مطالبا بالحرية .. وكان من الصعب أن تميز بين صوت البدوي من الفلاح من الصعيدي من المدني .. لأنه كان ثم صوت واحد فقط يتردد في الأجواء بعظمة الإنسان الباحث عن الكرامة.. هو صوت الحرية .

أما الرصاص المنطلق نحو الصدور ، فلم يتوقف ليسأل :
هل اخترق صدر الرجل أم المرأة .. المسلم أم المسيحي .. المدني أو البدوي .. ؟؟
وقد انتهت أيام الثورة ، وبدأت أيام العنصرية والتعصب، واغتصاب حقوق الأقليات، وقد اتجه كثيرون حائرين هنا وهناك .. للبحث عن الخطر الحقيقي الذي يهددهم ، دون أن يعرفوا انه موجود بداخلنا ، انه اشد خطرا من الاستعمار ومن الحرب .. إنها تلك العنصرية،والفتنة، والتعصب والفوضى .. جميعهم أصبحوا خطرا يهدد حرية الجميع .. فهم يحرقون الضمير، ويرمون بالعدل في الزنازين .. ويضعون الأخلاق في تابوت مغلق بمسامير صنعت في أتون جهنم .
وهاهي الأصوات تنادى بدولة دينية ، مع يقين مؤكد بأن الحل فيها ..وأصوات أخرى بدولة مدنية مع يقين مماثل بأن الحرية فيها ..
والأسئلة المطروحة :
هل ثم قيمة للدولة سواء كانت مدنية أو دينية ، إذا لم تقدم للإنسان قيم تحرريه تمنحه الكرامة والأمان في بلده . ؟
وإذا قامت الدولة بقتل الحرية الشخصية للفرد هل ستكون دولة .. ؟
مشكلتنا ليست موجودة في صفة الدولة .. بل موجودة في الأشخاص الذين يقيمون على أعبائها .. ابتداء من الرئيس والوزراء ومجالس الشعب .. والمحافظين ورؤساء مجالس المدن والشرطة وغيرهم .. هؤلاء وهؤلاء .. أفراد .. فهل يملكون ذلك الضمير الحساس ، الذي يحق العدل، ويرفع الإنسان لمستوى العظمة فوق الآخرين ؟
كيف اطمئن على حريتي في دولة سواء كانت مدنية أو دينية، يقوم على سلطتها أناس يؤمنون بأن البوليس السياسي، القوة الوحيدة لفرض النظام، وإسكات الصوت المعارض .. وكيف أطمئن على حريتي ودعاوى التخوين والعنصرية ،تطلق كل يوم على معارض، وعلى ثوري، وعلى مسيحي وبدوى وامرأة ؟
كيف اطمئن على حريتي ، أذا سلمت مقاليد الحكم لأحزاب، تعلن شعار الديمقراطية وتمثل هي نفسها ، نقيضا للديمقراطية، وتحاول تحوير كل موقف لصالحها .. حتى ركوب الثورة ؟
أن ثورة 25 يناير التي غمرتنا بالأمل الباهر .. هاهي يغمرها نوع من القهر سببناه بأنفسنا .. وهاهو الأنين الحزين لليأس يتصاعد، والذين يركبون الثورة ، وهؤلاء العنصرين وأصحاب الفتاوى ضد الأقليات .. وأصحاب دعاوى التخوين، والمتعصبين للدين، هم أخطر أعداء البلاد الذين يقودونها للدمار والهلاك .. ومالم نعيد اكتشاف الوطن، ونصهر فيه نضالنا ونمزجه بالعدل والحرية، فلم يكون لدينا وطنا نعيش فيه، بل قبر كبير تتردد في جنباته مراثي الأحزان .



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البدو، حق الهوية والمواطنة
- السينما المصرية والإعاقة
- هوامش على دفتر السفارة الإسرائيلية
- إسرائيل، ودعاوى الهزيمة
- موسى الدلح ، بدو سيناء والبحث عن حق المواطنة في مصر
- سيناء، وأوهام التعمير
- المجتمعات البدوية، تراث وثقافة
- مصر، بين الحواة والمهرجين
- سيناء، استراتجيات وخفايا
- سيناء تدفع ثمن الإهمال
- ملامح القهر والرفض في قصص سعودية
- الجسور الفلسطينية
- الحرب الأهلية بدأت بمصر
- تراث السلاطين في حكم الشعوب
- الثورة والسلاحف
- الثورات، وبهاء لحظات الميلاد
- ميادين التحرير
- تبرئة حسنى مبارك
- 8 يوليو وتصليح المسار
- صمت الليل – الجزء الأول


المزيد.....




- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعيد رمضان على - أحرار في بلد حر ..!!