أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلطان الرفاعي - لقمع-----2














المزيد.....

لقمع-----2


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1039 - 2004 / 12 / 6 - 08:42
المحور: حقوق الانسان
    


يخطئ كثيرا من يظن أن قمع المعارضة ،وإسكات صوتها،ومصادرة أفكارها،هو أمر جيد ومفيد.أمر لا ينجم عنه أي شر ،مخطئون من حيث أن أول نتيجة لهذا الصمت هو أنه لن تكون هناك،على الإطلاق ،أية مناقشة متعمقة ومنصتة لأراء المعارضة،وعلى الرغم من أن بعض هذه الآراء يًمنع من الانتشار ،فإنها لا تختفي تماماً.على انه ليست عقول المعارضة هي التي سوف تتدهور بسبب التحريم المفروض على البحث والذي لا يؤدي إلى نتائج معتدلة ،وإنما سيقع الضرر الأكبر على رؤوس غير المعارضة.من يستطيع أن يحصي كم يفقد الوطن من العقول الواعدة ،كم يظهر من الشخصيات الجبانة التي لا تستطيع السير في سلسلة جريئة وقوية ومستقلة من التفكير خشية من القمع المحتمل.

هل من بين هؤلاء نستطيع ،أن نرى رجلا ذا ضمير حي ،وفكر ثاقب،وفهم عميق،قضى حياته في تثقيف عقله وصقله فأصبح لا يمكنه السكوت أو الصمت ،و بذل جهده وبراعته في محاولة التوفيق بين ما يحثه عليه عقله وضميره وبين خوفه مما ينتظره؟.

إن الإنسان لا يمكن أن يصبح مفكرا عظيما ،دون أن يدرك أن أول واجباته كمفكر ،أن يتبع عقله آيا ما كانت النتائج التي يقوده إليها.إن الحقيقة تربح كثيرا من أخطاء ذلك الذي يفكر لنفسه،مع الدراسة الجادة وإمعان النظر ،أكثر مما تستفيد من الآراء الصحيحة التي يقول بها أولئك الذين لم يعتنقوها إلا لأنهم لا يريدون أن يكلفوا أنفسهم عناء التفكير .

2

ليس الهدف الوحيد ،أو الرئيسي من إطلاق حرية التفكير ،وإلغاء حالة القمع الفكري،هو تكوين مفكرين عظام فقط.يل على العكس إن الهدف الأكبر،أو حتى المكسب الأعظم للسلطة ذاتها،هو تمكين الطبقة المتوسطة من الناس من بلوغ المكانة العقلية التي تؤهلهم لها قدراتهم.

من الممكن ظهور مفكرين عظام في جو فكري عام تغلب عليه العبودية الفكرية،والجمود الذهني،لكنه لن يظهر ،في هذه البيئة شعب نشط من الناحية العقلية .وعندما نجد هذا الشعب ،نتأكد من انه علق لبعض الوقت الخوف من مقولة الفكر المعارض للسلطة.فحيثما كان هناك اتفاق ضمني على أن المبادئ غير قابلة للنقاش ،وأنه قد تم اغلاق البحث في المشكلات الكبرى التي تشغل المواطنين ،فاننا لا يمكن ان نجد ذلك القدر العالي من النشاط الذهني الذي جعل بعض فترات تاريخنا مضيئة،ولن يهتز روح الشعب من أساسه ،أو تجد الدافع الذي يرفع أناسا من أصحاب العقول العادية إلى منزلة المفكرين،ما دمنا نتجنب الخوض في مناقشة الموضوعات التي لها من الأهمية ما يشعل الحماس في الصدور.

3

من يقرأ الصحف السورية اليوم،يشعر أنها لم تعد كما كانت في السابق تصلح فقط لمسح البلور،ومن يفتح جهاز الكمبيوتر،ويتجول في مواقع الإنترنت،يرى هذا الكم الكبير من الكتاب،وبمختلف الأصناف والمستويات،يهاجمون الحكومة،والسلطة،والفساد ،ويطالبون بالاصلاح،بكل جرأة وصراحة،منهم من يستعمل الأسماء المستعارة،ومنهم من يكتب باسمه ،وصورته تطل ،والأمن يراقب الجميع،ولكن لا نستطيع أن ننكر،فسحة الحرية التي ظهرت، ونطالب بالمزيد من الحريات،رغم أنني من الذين اعتقلوا حديثا،إلا أنني أقول وقلت وسأقول،خرجت من دون أي ضغينة،انهم ابناء وطننا،وواجبهم هذا ان يسهروا على الامن ،ولا ننكر ان هناك نفس امني جديد،نوعية من الظباط الشباب المؤمنة ان الكلمة الطيبة،متى تم زرعها في بيئة مناسبة،انتجت اضعاف اضعاف،محصول العنف السابق،وعلى ما يبدو الآن ،انه كلما ارتفعت الرتبة،كلما زاد الاحترم والمعاملة اللائقة،ولا اريد ان اجيب على سؤال:وماذا عن الماضي؟لانني ممكن ان اقول ايضا ان في الماضي ،لم يكن هناك معارضة تستعمل القلم والفكر،بل كان هناك معارضة تستعمل الحديد والنار،ولكن لا ابرر اعتقال اي انسان،او تعذيبه،في اي وقت ،واي زمان.

ونطالبهم بزيادة هذه الفسحة من الحرية،والتفهم،ورحابة الصدر،،نطالبهم بالعمل بتعليمات السيد الرئيس ،ولماذا يسمح للمسؤولين الكبار بالنقد ؟ ولا يسمح للكتاب والمواطنين بذلك،عندما استقبلني أحد المسؤولين قال بالحرف الواحد:انتم تسيؤون إلى سمعة الوطن،وتقفون في وجه الاستثمارات الخارجية بكلامكم عن الفساد،وكتبت هذا من قبل ولكن أعيده فقط،لأنني قرأت تصريح لرئيس اتحاد الصحفيين،د.صابر فلحوط يتهم القضاء بالفساد ،قائلا بالحرف الواحد:اصبح المواطن السوري يعرف إن لكل قاض مفتاح،وان لكل دعوى تسعيرة مثل الفجل والبطاطا----

4

يبقى الوطن وطننا،وتبقى المعارضة وطنية،ويبقى رجال الأمن من أبناء هذا الوطن،ونبقى ننتظر الحرية المنشودة،والإصلاح الكبير،والغد المشرق.



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة ابنتي في المعتقل---لم تصل
- --القمع-----1
- في ضيافة الامن السياسي---3
- في ضيافة الامن السياسي----2
- في ضيافة الامن السياسي
- المسار الليبرالي--مبدأ المنفعة العام--الثقافة العقلية--المرض ...
- المسار الليبرالي----مبدأ المنفعة العام------المصلحة
- حوار مع صديقي البعثي
- شبلي الشميل---رأي في الاشتراكية
- المرأة المسحوقة لا ترفع رأسها
- شبلي الشميل --اراء قاسية في الشعر والادب العربي
- الحق الطبيعي --الذي سلبته مننا الحكومة والامن
- التجمع الليبرالي موجود ---شكرا سيد فراس سعد
- مجرد اقتراح---من يتبنى سوريا
- المسار الليبرالي---نظرية العدالة--جون رولس
- المسار الليبرالي----------------العقلانية
- المسار الليبرالي-------توزيع الثروة الوطنية
- كرامة الانسان------المسار الليبرالي
- لا تصدقوا الاسلاميين-----------
- الى كامل عباس وحسين عجيب,ظلمكم اذهلني-----


المزيد.....




- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...
- مميزات كتييير..استعلام كارت الخدمات بالرقم القومي لذوي الاحت ...
- تقاذف الاتهامات في إسرائيل يبلغ مستوى غير معهود والأسرى وعمل ...
- غورغييفا: 800 مليون شخص حول العالم يعانون من المجاعة حاليا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلطان الرفاعي - لقمع-----2