سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1000 - 2004 / 10 / 28 - 09:28
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
المنفعة،أو مبدأ((أعظم قدر من السعادة،كأساس للأخلاق))
ترى هذه النظرية ،أن أفعالنا وأعمالنا تكون صائبة ،بقدر ما تساعد على زيادة سعادتنا،وتحقق خيرنا وأمانينا،وزيادة فرحنا وسرورنا،وتكون أفعالنا وأعمالنا،خاطئة،وغير صائبة ،بقدر ما تحقق لنا من التعاسة والالم والشقاء.
لكي نعطي صورة واضحة للمعيار الأخلاقي الذي تقدمه هذه النظرية ،فانه ينبغي علينا أن نقول اكثر من ذلك فيما يتعلق بطبيعة الألم واللذة،والى أي حد تُرك الباب مفتوحاً أمام هذه المشكلة .غير أن هذه التفسيرات الإضافية لا تؤثر على نظرية الحياة التي ترتكز عليها هذه النظرية الأخلاقية-أي القول بان اللذة والتحرر من الألم ،هما الشيئان الوحيدان المرغوبان كغايات,،وان كل الاشياء المرغوب فيها =وهي عديدة في المذهب النفعي شأنها شأن اي مذهب آخر=هي مرغوبة أما بسبب السعادة الكامنة فيها أو كوسيلة لزيادة السعادة وتجنب الألم.
معيار المنفعة،لا يعني اعظم قدر من السعادة للفاعل ،بل اعظم قدر من السعادة بصفة عامة.
الخُلق النبيل، الخُلق النبيل،صاحب هذا الخُلق النبيل لا شك انه سعيد بنبله،وبنظرة الناس إليه،وبأخلاقه الرفيعة،ومعاملته الإنسانية،التي تعكس نبله ،هذا الخُلق النبيل،صحيح انه يجعله سعيدا،ولكن ليس بالضرورة أن يجعل الآخرين اكثر سعادة،وان العالم بصفة عامة .سوف يربح كثيرا عن طريقه. ومن ثم فان مذهب المنفعة العامة لا يستطيع أن يبلغ غايته إلا من خلال تربية الخلق النبيل .حتى لو كان كل فرد لا يستفيد من نبل الآخرين،بل ومن نبله هو،إلا من حيث أن السعادة ليست سوى نتيجة لهذه المنفعة .
وفقا لمبدأ(اعظم قدر من السعادة----)،فان الغاية القصوى التي بالإشارة إليها ومن اجلها،تكون جميع الأشياء الأخرى مرغوب فيها =سواء أخذنا بعين الاعتبار خيرنا أو خير الناس الآخرين=،هي ضرب من الوجود يتحرر ،بقدر الإمكان،من الألم،وغنى بقدر المستطاع بالمتع من حيث الكم والكيف معاُ.أن معيار الكيف ،والقاعدة التي نقيسه بها في مقابل الكم،هو التفضيل الذي يشعر به أولئك الذين سنحت لهم ظروفهم أن يختبروه.وان كان يجب أن نضيف إليها عاداتهم في الوعي الذاتي ،والملاحظة الذاتية،فتلك هي التي تزودنا بوسائل للمقارنة وان كان هذا ،وفقا للرأي النفعي ،غاية الفعل الإنساني فهو أيضا بحكم الضرورة معيار الأخلاق،الذي يمكن تعريفه كما يلي: قواعد وتعاليم السلوك البشري التي يمكن أن تحقق عند تطبيقها أقصى حد ممكن من الوجود لجميع البشر.
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟