سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 993 - 2004 / 10 / 21 - 08:44
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
إن إنسان اليوم هو ابن عصر النهضة، في القرن الثامن عشر ، وقد صورت فلسفاته العقلانية الإنسان على أنه كائن قادر بعقله ، بدون اللجوء إلى أية شريعة أو قانون خارجي ، على أن يعي واجبه الأخلاقي و أن يحققه .
ومن أهم هؤلاء الفلاسفة . الفيلسوف الألماني Kant .
تحليل Kant القائل بأن العقل هو المبدأ العام في الحكم الأخلاقي ، يفسره بقوله: إن على الإنسان أن يحول قاعدة عمله المعَين الى شريعة أخلاقية عامة ، لأن العقل ، عندما يوجه السلوك فهو يطفي عليه صفة العمومية ، بمعنى أنه يصبح صالحا ومفهوما من كل إنسان ينقاد بالعقل .
وبالتالي فكل شخص ، بفضل عقله ، قادر على أن يسلك بحيث تتحول قاعدة سلوكه الى شريعة عامة .
ومن هذا المنطلق ينادي Kant باحترام كل شخص لأن فيه تتمثل الإنسانية كلها ، وبالتالي يصدر السلوك الأخلاقي حقا ممن يحترم الإنسانية في ذاته وفي الآخر كغاية ولا كوسيلة فقط .
ويعني هذا أن كل واحد ينظر إلى الآخر على أنه شخص مساو له في الحقوق والواجبات ، وذلك كضمان لتحقيق ذاته كشخص عاقل يتقدم نحو الكمال الأخلاقي .
وفي نظر Kant ، فالحوار العقلاني هو الذي يسمح بقيام مجتمع يحكم فيه الأفراد معا على قواعد سلوكهم لينظروا في كيفية سعيها للعالمية ، فمن ناحية لأن كل شخص مسؤول عن قراره وسلوكه ، ومن ناحية أخرى لأن العقل يمثل المبدأ المشترك الذي يسمح لأناس عقلاء بالتحاور فيما بينهم .
وبفكر ليبرالي: فإن المخاطبة باسم العقل هامة وضرورية لأن العقل يسمح للأشخاص بالتحاور فيما بينهم ، كشركاء متساويين في الإنسانية ، للبحث عن سبل احترام كرامة كل انسان كشخص فريد ، والدفاع عن التوزيع العادل للثروة الوطنية وتعضيده ، وذلك بدون فرض رأي أحدهم على الآخرين بواسطة هيمنة سلطوية أو باسم قوة خارجية أكبر منهم ومتمثلة في شريعة ما أو تقليد ما .
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟