أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد القابجي - النجف والزنزانة














المزيد.....

النجف والزنزانة


جواد القابجي

الحوار المتمدن-العدد: 3487 - 2011 / 9 / 15 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


Silence Alnajafiya بقلم
*********
قبل ساعات .. وردني إتصال هاتفي لصديق (......) نجفي الأصل غادر العراق العظيم في 1991 م وهو يسكن مدينة ( في المهجر ) .. وبعد ان سأل عن احوالي وعائلتي عرَّج في حديثه الى اوضاع مدينته القديمة واعرب ايضا عن استيائه الشديد لبعض تعليقاتي وردودي في النت عن واقع النجف الأشرف بشكل خاص .. وعبر عن حزنه لكوني احدى بنات هذه المدينة التي يعز عليه ان اسميها (زنزانة) لم أتمكن للأسف حتى أن اوضح له لماذا اسميتها انا بالــ ""زنزانة"" .. ..فوالداي كانا على مقربة مني ورفضا ان اوضح له الأسباب خوفا عليّ من ذئاب مدينةٍ تقتنص النجوم في علياء سمائها .. فقررت انا وبعيدا عنهم ان اوضح الأسباب هنا .. هو لم يدرك حتى اللحظة بأن مجتمع (مدينته الفاضلة ) التي كان يقطنها قبل اكثر من ربع قرن قد تحول الى طالبان اخر لكنه بقناع ذو لونٍ مختلف .. هو لم يدرك حتى اللحظة بأن التخلف القبلي وسادية عادات البدو قد طالت الأخضر (المثقف والمتحضر ) واليابس (الغير متحضر والعادي ).. لم يدرك بأن نجفه الأن هي فعلا بـ (زنزانة ) يحكم سادة التخلف فيها (اصحاب العمائم المستوردة) على كل من يخرج قوانينهم وعاداتهم التي قد سُنت في بلاد فارس بالسجن المؤبد (اطلاق رصاصة من فوهة كاتم ) او النفي (بوضع عبوة لاصقة صوتية قرب باب البيت ) او التكفير او التشويه (على اقل مايمكن بتلويث الشرف ) هذا بغض النظر عن ماهية عاداتهم .. وكيفية تطبيقها .. وزمان ومكان والية تنفيذها ..ربما سيقول القارئ الحر في هذا بأنني ابالغ بعض الشئ في الوصف .. إلا إنني اقسم بالمبدأ والضمير بأن كل مانقلته هنا هو الواقع .. اما عاداتهم ( القبلية ) عفوا اقصد عاداتهم الكريمة جدااااا .. منها ما يمس الشكل العام اي .. إن كل من لم ترتدِ الزي الإسلامي منذ عهد الصحابة (الجبة والتحنيك والمعاصم ) هي ملحدة وخارجة عن قوانين الشرع .. حتى في مكان العمل الاكاديمي الجامعي .. ومن تخالف او تفكر بمخالفة جزء بسيط من هذه القوانين سيتم ايقاف عملها وبشكلٍ رسمي .. ومن باب أخر .. ان الصديق العزيز قد أوعز في حديثه ان النجف تلك المدينة التي اخرجت الصافي النجفي والجواهري لا يحق لي وانا الطفلة من بين أبنائها .. ان اطلق لقب الزنزانة .. واقول له .. بالفعل هي انجبت العظماء ولازالت ..الإ ان النجف ذاتها قد تلوثت ببراثين التخلف الشرقي ..ويمكنني ان اطلق تعميما على كل رجال النجف بأنهم لم يتمكنوا ان يتخلصوا من سادية الرجل الشرقي في دواخلهم .. وحتى المثقفين منهم لم يستطيعوا للأسف الشديد ان يشذبوا انياب الذئاب التي تستكين في ارواحهم .. ومنهم من يعتمر العمامة ويتحدث بلسان الأخ الواعض الناصح ويستعمل أساليب التحضر أجمعها .. إلا إنه في ذات الوقت يعد عدته الرخيصة لكي يقتنص الأنثى التي أمامه ويجردها من معالم أنوثتها .. أما الصنف الأخر هو الأسم الإسلامي الكبير والعمامة التي تهز اركان الدولة العراقية .. عندما يلمح انثى امامه يهتز كيانه وتتساقط عمامته وهيبة عبائته وجبته .. ويستميت على قضاء ساعة (بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة ) وإن رفضت فانه حتما يستخدم اسلوبا أخر (التهديد /المطاردة/الإقناع /العمل/المال/وكل مايمكن أن يخطر ببال احدكم وماقد لايخطر ) .... في زمن الدكتاتورية لم تكن هناك هكذا قوانين .. بل التحرر الفكري والشكلي كان على نطاق اوسع .. وفي زمن الدكتاتورية وتعسفاتها لم تُسن هكذا قوانين .. كتبت هذه الحروف هنا لأنني لن اتمكن من نطقها وانا اتنفس اوجاعي في سواد زنزانتي ..ربما اتحدث هنا او هناك لكن يقينا هو الأصعب بأنك تعلم بأنك مظلوم وترى سيف ظالمك يقطع رؤوس غيرك وفي طريقه القريب الى رقبتك .. هذه هي المدينة الفاضلة التي تركتموها ؟؟ هل هو المجتمع الذي تركتموه ؟؟ من منكم يعي حجم الألم عندما تحاول اي فتاة منا الخروج الى عملها وليس مؤتمر او مهرجان ما ؟؟ .. من منكم يعي وسائل الإقناع التي نستخدمها لإقناع ممن حولنا واهلنا (الذين يتأثرون حتما بإصطدامهم بتخلف المجتمع المحيط بهم ) بأننا يمكننا أن نتصدى لوحوش المكان الذي نحن فيه ؟؟؟ .. ربما اكون على خطأ / وربما أكون على صواب ..إلا انني لااملك من الذنب شيئا سوى ولادتي في زمانٍ غير زماني ومكانٍ ليس مكاني .. .. اتمنى ان أرى اراء الجميع ممن هم يسكنون النجف او خارجها .. في رؤيتهم لهذه المدينة وفي عاداتها؟؟ .



#جواد_القابجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق للبيع .. المراجعة مع السيد .....
- (( عودة الضباط في القوة الجوية السابقة ))
- 14 تمُّوز .. ذكرى تكبر كل عام
- شقاوات آخر زمن
- (( أُفول قلم عراقي أصيل ))
- لن أقول وداعاً .. رحيم الغالبي
- للمناضلة العراقية هناء أدوارد
- كنتَ في ساحة التحرير
- حوار بين طالب الرماحي و عامر العظم
- أبوذيّات الى ابن لادين
- الكاتم يهذي .. ولا من يسكت فمهُ
- لماذا العراق قطراً
- الحملة الدعائية لإنعقاد القمة
- الى يوم مولد الحزب الشيوعي العراقي
- سوريا ودجل قناة الجزيرة
- بقايا البعث قرابين تهدى الى القذّافي
- الش77يوعي
- كل الحب لآذار المحبّة
- من يسرق من
- نواطير او حراميّه


المزيد.....




- إسرائيل تكشف هوية جثة رهينة رابعة استعيدت من غزة بعد يوم من ...
- خبير: روسيا والصين تسعيان إلى بناء نظام عالمي عادل
- سبب الارتباك الأميركي أمام موقف الصين وروسيا من تايوان
- ناريندرا مودي: عقد من الشعبية والاستقطاب السياسي في الهند
- خبير: زيلينسكي يشعر بخيبة أمل بعد زيارة بلينكن إلى كييف
- خبير: العلاقة الودية بين بوتين وشي جين بينغ تمثل كابوسا استر ...
- مقتل 20 فلسطينيا وعشرات الجرحى والمفقودين في غارة إسرائيلية ...
- وزير الداخلية الأردني: لا دليل ملموسا على وقوف دولة بعينها و ...
- أداة بيولوجية قوية لمكافحة تغير المناخ!
- دراسة: -كوفيد- ما يزال أكثر فتكا من الإنفلونزا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد القابجي - النجف والزنزانة