أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيلي امين علي - عفوا سيد ليبرمان .. اياديكم ملوّثة














المزيد.....

عفوا سيد ليبرمان .. اياديكم ملوّثة


تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3484 - 2011 / 9 / 12 - 15:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الازمة التركية الاسرائلية تتصاعد بوتيرة عالية ، ليس لان اسرائيل لا تعترف بالقوانين الدولية ، انما لانها تعد نفسها القوة الاولى في المنطقة وانها لا تتوقع ردا من اي من الدول الاقليمية مهما تمادت في العدوان والغطرسة وارتكاب الجرائم ، ولاسرائيل بعض العذر في توقعاتها ، اذ تبين ان اكثر الانظمة العربية ( ثورية ) كانت تخاطب في السر ودّ اسرائيل ، وان شعاراتها وهتفاتها الحماسية ليست الا لتضليل شعوبها والاستمرار في الحكم الفردي العائلي ،
وقد كشف حاكم ليبيا السابق ، القذافي المطرود ، عن السلوك الحقيقي لهذه الانظمة عندما طلب المساعدة من اسرائيل لمواجهة ووأد الربيع الليبي ، وعلى شاكلته يعلن حكام اخرون في لحظات الحرج ان انظمتهم تشكل ضمانة لاستقرار وامن اسرائيل ، اما الدول الاسلامية وانظمة الحكم فيها ، فهي لا تختلف كثيرا عن الانظمة العربية ، طريقة تعامل هذه الانظمة الاسلامية لا تردع اسرائيل ولا تخيفها الشعارات الفارغة والدعوات الكاذبة واصطناع العداء معها والدعوة الى ازالتها واحراقها ودون ان تقدم على خطوة عملية واحدة لافهام اسرائيل جدية دول المنطقة في رفض سياستها التوسعية .
منذ ان وبّخ السلطان عبد الحميد الثاني الوفد اليهودي على عرضه المطالبة بفلسطين مقابل تسديد ديون الامبراطورية العثمانية ، هذه هي المرة الاولى التي تحس فيها اسرائيل بخطورة سياساتها الحمقاء ، انها المرة الاولى التي تواجه فيها قوة اقليمية تشكل خصما حقيقيا يمكن ان يؤذيها ويردعها عن ممارسة القتل والعدوان . وعليها ان تدرك او لعلها قد ادركت ان الدولة التركية بما لها من تاريخ عريق ، وطاقات بشرية ومادية واوراق لا تستنفذ سريعا ، لا يمكنها تقبل غطرستها حتى النهاية .
النزاع التركي الاسرائيلي ، ليس سببه احتقار اسرائيل للاعراف الدولية ومحاولة التقليل من شأن السفير التركي بطريقة مخجلة تثير الاشمئزاز ، وليس سببه الهجوم المتعجرف على سفينة ( مرمرة ) ضمن اسطول الحرية وقتل افراد من مواطني تركيا المدنيين ، انما السبب الحقيقي هو ان اسرائيل لا تفهم حجمها وتتصرف برعونة وعلى اساس انها طفلة امريكا والغرب المدللة فلا تولي اي اعتبارلاية دولة اقليمية وتتبجح بقوتها العسكرية واصرارها على الاحتلال والاستيطان ، ويبدو ان هذا الغرور سيتحطم عندما يرتطم مع الصخرة الاناضوليةا .
وحتى اكون واضحا ، اقول لا يسعدني اية حرب اسلامية – يهودية بل اكره اية حرب وتحت اي مسمى او عنوان ، حتى ما سميت بحروب التحرير لم تعد براقة في عالم تسوده لغة الحوار ، ولست مع الدولة الدينية اصلا ، ولا ادعو تركيا او غيرها الى ازالة اسرائيل او الاساءة الى شعبها او حرمان الشعب الاسرائيلي من حقوقه او من حقه العيش بامان وحرية ضمن حدود شرعية واراض غير مغتصبة . وبكل تأكيد يفهم الساسة الاسرائليون مغزى تصريحات رئيس الوزراء التركي السيد رجب طيب اردوغان بوجوب مرافقة سفن حربية لقوافل المساعدات في اية عملية مستقبلية ، ويفهمون موقفه ودعوته الى منع اسرائيل من الاستيلاء على حركة الملاحة في البحر المتوسط . واعتقد ان الهم التركي ليس هو الدخول في نزاع مساح مع اسرائيل ، انما افهامها بقوة ان قوتها العسكرية لا تشكل ضمانة ابدية لأمنها ، وعليها ان تعي ان السلام لا يتحقق بحراب العسكر ، انما بالحوار والتفاهم ورعاية مصالح وحقوق الاخرين .
طبعا يصعب على ساسة اسرائيل الاعتذار لتركيا عن قتل مواطنين ترك ، ليس لان الاعتذار حق مشروع لتركيا ولا بديل عنه ، ولكن الاعتذار يعني ان تكف اسرائيل عن ممارساتها الاجرامية مستقبلا ، لذلك جنّ جنون قادة اسرائيل ، وفقد وزير خارجيتها ( ايفغور ليبرمان ) صوابه ، فهدد تركيا باستخدام الورقة الارمنية والكردية ضدها ، وقد اعود الى موضوع الارمن وتركيا في مناسبة اخرى .
ما اريد ان اقوله هنا ، ان اسرائيل لن تجد اذنا صاغيا لها من بين عموم الكرد ولن يحالفها النجاح في اقامة اية صلة باية مجموعة كردية ، لقد برهنت اسرائيل منذ قيامها على عدائها للشعب الكردي وانكرت حقوقه وساهمت بشكل مؤثر ومباشر في اضطهاده وتشريده ، والشعب الكردي يعرف ان اسرائيل دولة عدوانية وغاصبة ، ومن يضطهد شعبا ويغتصب ارضا لغيره لا يكون نصيرا لشعب اخر يبحث عن حريته ، ثم على ليبرمان ان يدرك ان مشاكل الكرد مع الدولة التركية ، هي مشاكل انية قابلة للحل السلمي ، وقد سبقت هذه المشاكل علاقات متطورة وحاسمة بين الكرد والترك امتدت لقرون طويلة ، جرى خلالها اراقة الكثير من الدماء المشتركة ، وحتى ان تركيا الحالية هي نتاج للنضال التركي الكردي المشترك ، وعليه ان يدرك ان تحرير القدس ايام صلاح الدين ، كان بجهد كردي تركي مشترك ، وان مدينة القدس التي تحتلها اسرائيل تضم رفات الكثير من القادة والجنود الكرد والترك .
واود ان اطمئن السيد ليبرمان ، ان كان قصده من استخدام الورقة الكردية هو التعاون مع حزب العمال الكردستاني ، فانه مخطئ كثيرا لان ما نعلمه ويعلنه هذا الحزب ان جهاز الموساد الاسرائيلي هو المسؤول الاول والمباشر عن اعتقال زعيمه عبد الله اوجلان ، ناهيك عن السلاح الاسرائيلي الذي استخدم ضد الكرد في اكثر من دولة ، بل من قبل اسرائيل نفسها .
عموما لن يجد ليبرمان وغيره من ساسة اسرائيل فريقا كرديا يمد يده لمصافحة قادة اسرائيل لان ايادي هؤلاء القادة ملوّثة بدماء الكثير من اشقاء الكرد ودماء الكرد انفسهم .




#تيلي_امين_علي (هاشتاغ)       Tely_Ameen_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انه ليس الوجه الاخر للاتحاد الوطني الكردستاني
- نحو تقليص قاعدة الاستثناءات في قانون العفو العام
- السيد المالكي ، من اين جئت بهذه البدعة ؟
- لا تسقطوا المالكي غيره أسوء منه
- لكبار الفاسدين رب يحميهم
- رئيس وزراء يبحث عن واسطة للتوظيف !
- هل يمكن اخراج مفوضية حقوق الانسان من المحاصصة
- برهم صالح امام خيارين الاستقالة او الاقالة
- اليمن الذبيح ، الا من ناصر ينصره يا ادارة اوباما
- الجرذان تناطح الالهة
- هل تشهد كردستان اقامة نصب للمغفور له القذافي ؟
- الحكمة يا حكماء كردستان
- السيد المالكي ... ممنوع استخدام القوة ضد الشعب
- صباح الخير سيدتي مصر
- مبارك.. من اين تأتيه رصاصة الرحمة?
- شعب مهان وحاكم عزيز ومبارك
- ماذا قال الرئيس الطالباني للرئيس المصري ( المخلوع )
- الحكومة العراقية مطالبة بدعم الشعب المصري
- انفلونزا الحرية
- هل من مفاجئات تنتظرنا في كردستان العراق


المزيد.....




- خامنئي يتعهد بعدم -استسلام إيران- لأمريكا تزامنًا مع جنازات ...
- داعيًا للتحرك.. بوريل: أوروبا تُهمَش لأنها لم تعد تجرؤ على ا ...
- تحذيرات من قرار أممي يهدد آلاف السوريين بلبنان
- الاحتلال هدم 1000 منزل في الضفة ويواصل حملة الاعتداءات
- ماذا تعرف عن عُقدة النقص؟
- ردود فعل سلبية في بريطانيا بسبب حقن إنقاص الوزن
- ديرمر يزور واشنطن الاثنين وتفاؤل ترامب بإنهاء الحرب يفاجئ إس ...
- عصير الكرز الحامض وصفة سحرية للنوم العميق
- كيف غيّرت حرب غزة مزاج أوروبا تجاه إسرائيل؟
- -ما تفعله اختطاف-.. فيديو يُظهر شابة متشبثة بشجرة وملثمون يح ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيلي امين علي - عفوا سيد ليبرمان .. اياديكم ملوّثة