أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - تيلي امين علي - انه ليس الوجه الاخر للاتحاد الوطني الكردستاني















المزيد.....

انه ليس الوجه الاخر للاتحاد الوطني الكردستاني


تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3480 - 2011 / 9 / 8 - 23:30
المحور: القضية الكردية
    


برز الاتحاد الوطني الكردستاني كأحد فصيلين اساسيين في الحركة التحررية الكردية منتصف السبعينيات من القرن الماضي ، وضم في بدايات تشكيله مجموعة من التيارات السياسية ، واعلن في ادبياته انه تنظيم عصري غير تقليدي ، ويعكس فكرا تقدميا معبرا عن مصالح قطاعات الشعب الكردستاني المختلفة ، وانه يولي مصالح وقضايا جموع الشعب الكادحة اهتماما محوريا ، كما أولى الطبقة المثقفة والمتنورة من الادباء والكتاب والصحفيين والاعلاميين الكثير من الاهتمام ، ولقي هؤلاء الكثير من الاحترام والتقدير من لدن الاتحاد الوطني واغلب قادته ومنهم مام جلال نفسه ، ولم يعرف عن هذا التنظيم انه يعمل وفق الاساليب التقليدية لكسب الشريحة المثقفة الى صفوفه وان ضم الكثير من المثقفين ، بل انه كان يعامل الفرد المثقف وفق اعتبارات موضوعية لم يكن من بينها انتماؤه الحزبي اواحتفاظه برأيه المستقل ، وحتى انه وفي خضم الصراعات الدموية مع احزاب كانت تعد في مرحلة ما ، معادية للاتحاد الوطني ، لم ينتهك الاتحاد قواعده في التعامل المرن مع المثقفين وان اختلف معهم في النهج السياسي .
وظل اتحاد الادباء الكرد المدعوم من الاتحاد الوطني في مرحلة النضال المسلح يعمل باستقلالية شبه تامة ،وكان يضم العديد من الادباء من غير المحسوبين على تنظيمات الاتحاد الوطني ، وكان الكثير من قادة الاتحاد يتابعون شؤون المثقفين واحتياجاتهم ويحتفظون بعلاقات صداقة قوية معهم .
في الجانب الاخر ، كان الاتحاد الوطني يضم اجنحة وتيارات مختلفة ، لم تكن هناك مركزية لتقنين الاراء ، كان الكل يتمكن التعبير عن رأيه في سياسة الاتحاد واموره بكل حرية ، لم تكن هذه ميزة تختص بها قيادته ، انما كانت هذه الحرية تمنح حتى لابسط المقاتلين او المنضوين حديثا لصفوف التنظيم ، لم يكن هناك من هو بمنأى عن النقد الموضوعي ، بل النقد الجارح والقاسي احيانا.
فيما يخص الادباء والمثقفين ، كانت كتاباتهم من قصص واشعار ومقالات ، تخرج من مطبعة الاتحاد الفقيرة من غير رقابة او تمحيص ، وكانت الكثير منها لا تتفق مع توجهات الاتحاد الوطني ولا تعير اهمية لخطوط اعلامه الرسمي المركزي . وكان هذا الاخير اي الاعلام المركزي للاتحاد يركز كثيرا على مسائل حقوق الانسان وحرية التعبير عن الرأي واحترام التعددية واهمية الفكر الحر .
لهذا ، اعجب الكثير من الادباء والمثقفين الكرد من خارج تنظيم الاتحاد بهذه السياسة الصائبة ، وشمل هذا الاعجاب المثقفون الكرد في الاجزاء الاخرى من كردستان . وكثير الفضل في نيل هذا الاعجاب يعود الى مام جلال نفسه ، اذ كان يحرص اينما حلّ في اسفاره على الالتقاء بالمثقفين والاستماع الى ارائهم ومقترحاتهم .
واضب الاتحاد ممارسة هذه السياسة ، عندما شارك الحزب الديمقراطي حكم كردستان بعد الانتفاضة ، وحتى اثناء الحرب الداخلية لم يمارس الاتحاد ضغوطات رهيبة او شديدة على المعارضين لهذه الحرب القذرة ، انما حرص على مد الجسور بينه وبين المثقفين في كردستان بغض النظر عن توجهاتهم السياسية . وادت هذه الحرب بعدد من قادة الاتحاد الى تعميق علاقات الصداقة مع المثقفين. واهتم الاتحاد كثيرا بنتاجات الادباء والمثقفين وخصص ميزانيات ضخمة لاقامة مؤسسات النشر والطبع ومعاضدة المؤلفات والنصوص الادبية والتاريخية وتشجيع الحركة الثقافية .
لم يجر تحول ملحوظ في سياسة الاتحاد تجاه اصحاب الفكر وحملة القلم الا في الاونة الاخيرة ، وخاصة بعد انشقاق حركة التغيير وقيام المظاهرات في محافظة السليمانية وتعرض قادة الاتحاد وجنرالاته الى حملة من الانتقادات الجادة والموثقة .
يرجع البعض اسباب هذا التحول بالقول ان الاتحاد فقد توازنه بعد اتساع حركة التغيير وفقدان الاتحاد للكثير من اصوات الناخبين وتضاؤل عدد مقاعده النيابية .
يقول البعض الاخر ان مام جلال وقد بلغ مأربه في منصب رئيس الجمهورية ، لم يعد يفكر في هدف او مصلحة اخرى ، فأطلق الايادي داخل الاتحاد لتفعل ما تشاء ، ويقولون انه هو البادئ في التحول بعد ان ناله النقد ، فأقام اول دعوى لزعيم كردي على صحيفة كردية نشرت موضوعا عن ثروته .
وهناك من يقول ، ان الاتحاد الوطني كان يخفي وجهه الحقيقي اثناء مرحلة النضال المسلح والمرحلة التي سبقت انشقاق حركة التغيير ، وانه كان يجامل المثقفين ويحترم الرأي الحر وحرية التعبير ، لانه لم تكن هناك معارضة حقيقية تهدد موقعه ، انما كان الكل يسبحون في فلكه .
حتى الان يبدو لي ، ان الوجه الذي كان الاتحاد الوطني يريننا ، لم يكن الا وجها حقيقيا وان القول انه كان يختفي وراء قناع لا يقنعنا ، ولكن يبدو ايضا ان الاتحاد الوطني او بعض قياداته العليا ، لم تعد تراعي المنهج الذي سار عليه التنظيم في بداياته وحتى وقت متأخر، فاعلامه المركزي غير متحمس كما كان لحرية التعبير وتعدد الرأي واحترام الفكر وحقوق الانسان والشعوب ، انما يتحدث عن ايجابيات استقرار الامن والاوضاع على ما هي عليها وعن مخاطر تصدع الموقف الموحد وتشتت الاراء ، حتى انه ، وكما يبدو ، لا يجاهر بفرحته للربيع العربي وثورات شعوب المنطقة ضد الحكام الدكتاتوريين ، اسوء منه ان مام جلال يجري الاتصالات مع الحكام الذين دخلوا في صراع عنيف مع شعوبهم .
الحوادث الاخيرة والاعتداءات التي وقعت على الصحفيين والمثقفين ووسائل الاعلام والمراكز الصحفية في السليمانية التي تعتبر عاصمة كردستان الثقافية ، اظهرت ان هناك حالات اساءة كبيرة تستحق الادانة ، وان الاتحاد او بعض قياداته مسؤولة عنها مباشرة او بحكم قيادة الاتحاد للاجهزة الامنية في السليمانية .
لقد احرق مقر قناة ناليا الفضائية قبل فترة ، ولازال الفاعلون في حكم المجهولين ووقعت اعتداءات على المثقفين المستقلين ، كان اخرها الاعتداء الاثم على السيد ( ئاسوس هردي ) ، وكنا نتوقع ردة فعل قوية من مام جلال بعد ان اشارت صحف الى وقوف عضو في المكتب السياسي للاتحاد ورائه ، لكن مام جلال لم يستفزه الاعتداء بعينه قدر تشكيله تحديا للامن في المدينة . ولم تمر ايام حتى وقع هجوم بوليسي على مؤسسة ( لفين ) الصحفية وسيق رئيس تحريرها ( السيد احمد ميرة ) الى المحكمة بعد اشكال من الاهانات اللامبررة في محاولة للتغطية على الجريمة الاولى .
على اية حال لم يعد المثقفون والكتاب والصحفيون يلاقون الاحترام الذي يليق بهم في مناطق الاتحاد الوطني ، وهذا يستدعي القول ان الاتحاد الوطني لا يساير نهجه السابق ، او ان بعض القيادات فيه قد اصابها الغرور ويفتعل جنرالاته بطولات مسخة .
لا زلنا نأمل ان لا نكون قد احسننا الظن بالاتحاد الوطني اكثر مما يجب .



#تيلي_امين_علي (هاشتاغ)       Tely_Ameen_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو تقليص قاعدة الاستثناءات في قانون العفو العام
- السيد المالكي ، من اين جئت بهذه البدعة ؟
- لا تسقطوا المالكي غيره أسوء منه
- لكبار الفاسدين رب يحميهم
- رئيس وزراء يبحث عن واسطة للتوظيف !
- هل يمكن اخراج مفوضية حقوق الانسان من المحاصصة
- برهم صالح امام خيارين الاستقالة او الاقالة
- اليمن الذبيح ، الا من ناصر ينصره يا ادارة اوباما
- الجرذان تناطح الالهة
- هل تشهد كردستان اقامة نصب للمغفور له القذافي ؟
- الحكمة يا حكماء كردستان
- السيد المالكي ... ممنوع استخدام القوة ضد الشعب
- صباح الخير سيدتي مصر
- مبارك.. من اين تأتيه رصاصة الرحمة?
- شعب مهان وحاكم عزيز ومبارك
- ماذا قال الرئيس الطالباني للرئيس المصري ( المخلوع )
- الحكومة العراقية مطالبة بدعم الشعب المصري
- انفلونزا الحرية
- هل من مفاجئات تنتظرنا في كردستان العراق
- الادارة الامريكية لا تنحاز للتحول الديمقراطي في مصر


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - تيلي امين علي - انه ليس الوجه الاخر للاتحاد الوطني الكردستاني