أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق غازي عبدالنبي - كُتب الدين الفايروسية














المزيد.....

كُتب الدين الفايروسية


واثق غازي عبدالنبي

الحوار المتمدن-العدد: 3484 - 2011 / 9 / 12 - 08:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أغلبية الناس في عالمنا العربي لا يقرؤون، ولكن الغريب في الأمر أن القلة التي تقرأ، في اغلبيتها، تترك كل الكتب النافعة والمفيدة في هذا العالم وتلجأ إلى كتب الصراعات المذهبية والدينية والطائفية. وهي كُتب وظيفتها التحريض والتكفير والاحتكار. كُتب يدعي أصحابها أنهم يحتكرون الحقيقة، وأنهم ينطقون باسم الله وباسم نبيه، ويعتبرون أنفسهم صوت الله في أرضه. بختصار، هي كُتب فايروسية، تُصيب من يقرأها بفايروس احتكار الحقيقة، الذي يسبب ثلاث امراض خطيرة هي: التعصب، والتطرف، والعنف.

هناك عدد من الشباب الذين انغمسوا في قراءة كُتب التفرقة والطائفية والمذهبية، يبحثون فيها عن الحق والحقيقة. إن هذا عمل غير مجدي في نظري. إنها مهزلة حقيقية أن يسعى أحدنا للبحث في كُتب الجدل العقائدي والمذهبي ليثبت صحة عقيدته وخطأ عقيدة المخالفين له. إن هذه الكُتب عاجزة عن إرشادنا إلى ما هو الحق وما هو الباطل لأنها لا تبحث عن الحق وعن الباطل، إنها باختصار تريد أن تجر الحق إلى جانبها فقط وتلصق الباطل بالآخر المخالف.

من الجدير بالذكر أيضاً، أن هذه الكتُب الفايروسية تجعل من يقرأها يعيش في الماضي وشخصياته، وتنسيه واجبات الحاضر وطموحات المستقبل. لذلك تجده يصرف الساعات الطويلة في نقاشات لا طائل منها حول أحقية فلان بالخلافة أو فضل فلان على فلان في العلم واسبقيته في اعتناق الاسلام. وفي أكثر الاحيان تكون النتيجة الطبيعية لمثل هذه النقاشات هي الكراهية والتفرقة بين المتناقشين.

فضلاُ عن ذلك، فأن هذه الكُتب الفايروسية تعمل على خلق مجرمين حاقدين على جميع الناس إلا فئة قليلة تدّعي لنفسها احتكار الحقيقة. لذلك أجد من الواجب القول أن علينا أن نعرف ماذا نقرأ قبل أن نعتزم القراءة. وهذا لا يعني أن نخشى الخوض في غمار القراءة والبحث في جميع الموضوعات، بل يعني أن نضع مقياساً للكتاب الذي نقرأه، وفي رأيي أن على القارئ أن يسأل نفسه هذه الأسئلة عند شروعه في قراءة أي كتاب:

هل هذا الكتاب يدعوني لمحبة الآخرين والاهتمام بشأنهم، أم يدعوني إلى كراهيتهم وعدم المبالاة بهم؟. هل هذا الكتاب يدعوني للاهتمام بجميع الناس على هذه الأرض أم بأبناء جماعتي وطائفتي ومذهبي فقط؟. هل هذا الكتاب يدعوني لاحترام العقل والبحث والتقصي، أم يدعوني للتسليم والإتباع والتقليد؟. هل هذا الكتاب يدعوني لاحتكار الحقيقة والجنة أم يترك فرصة امتلاكهما للآخرين؟ باختصار هل يدعوني هذا الكتاب إلى امتلاك الوجدان البشري العالمي المُحب للجميع، أم يدعوني إلى الوجدان القبلي الطائفي المذهبي الضيق، الذي يكره الأغلبية ويحترم فئة قليلة من الناس يدّعون لأنفسهم احتكار الحقيقة والجنة؟

وظيفة القراءة أيها الشباب هي غسل الروح وتنقيتها، وليس توسيخها بقذارات التعصب والحقد والأنانية. فالقراءة هي النافذة التي نطل منها على أنفسنا وعلى الآخرين. وهي التي تربطنا بواقعنا وتجعلنا مستوعبين له دون أن نكون خاضعين له. لأجل هذا أرى أن القراءة الدائمة والمتواصلة والحثيثة هي الخطوة الأهم في حياة كل شاب طموح ينشد النجاح، ولكن ينبغي لها أن تكون قراءة المحبة والتسامح واحترام العقل والانفتاح على الآخر وليس العكس. أيها الشباب، تجنبوا قراءة الكتُب الفايروسية، لكي تحموا أنفسكم من أمراض التعصب، والتطرف، والعنف. وهذا بالطبع لا يمنع من قراءة الكُتب الجادة وغير المتحيزة في موضوعات الدين والتاريخ والفقه وغيرها.



#واثق_غازي_عبدالنبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهزلة الفتاوى الجنسية
- الصراع بين الدين والعلم في أمريكا
- قصة المفهوم المعاصر لكلمة (حجاب)
- الحياة هي الوجدان
- الحاضر مفتاح الماضي
- المحتكرون
- الله لا يحب العبيد
- كُلنا نتبرك بروث البقر
- ديني أم دين آبائي؟
- احذروا من تدين الأبناء
- المبدعون مصيرهم جهنم
- عقدة الزواج الطائفي
- مأساة الثقة العمياء
- جرائم جيش الله المسيحي
- جرائم عقيدة المخلص
- توليستوي والمسيحية
- حزام الكتاب المقدس .. ثلاث حكايات عن أحتكار الحقيقة في أمريك ...
- نقد فكرة المقدس
- عقائدنا من صنع المحيطين بنا
- العقيدة الدينية ومنهج الشك


المزيد.....




- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس
- إيران تعلق على مواقف دول عربية وإسلامية متفاوتة بالشدة والله ...
- المسيحيون قي سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق غازي عبدالنبي - كُتب الدين الفايروسية