أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق غازي عبدالنبي - المحتكرون














المزيد.....

المحتكرون


واثق غازي عبدالنبي

الحوار المتمدن-العدد: 3372 - 2011 / 5 / 21 - 20:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في العالم اليوم أحد عشر ديناً هي: (الزرادشتية، والجينية، والشنتوية، والبوذية، والكونفشيوسية، والهندوكية، والسيخية، واليهودية، والمسيحية، والإسلام، والبهائية). ويعاني أتباع هذه الديانات جميعهم من مرضٍ خطير هو مرض احتكار الحقيقة. وخطورة هذا المرض تكمن في أن صاحبه يعتقد أنه الوحيد على هذه الأرض ذو علاقة طيبة وحميمة مع الله، وأن الآخرين جميعهم ملعونون محتقرون من قبله سبحانه، لذلك فهو أيضاً يلعنهم ويحتقرهم.

والمحتكر على يقين أنه من أهل الجنة ونعيمها، وأن الآخرين هم من أهل الجحيم وعذابها. وعلامات هذا المرض عديدة أبرزها وأكثرها وضوحاً للعيان هي التعصب والتطرف والعنف. وهي علامات مبكرة لهذا المرض الذي إذا اشتد على صاحبه جعل منه مجرماً عقائدياً يستبيح دماء أبناء الديانات الأخرى وهو مرتاح الضمير ضاناً أنه يتقرب إلى الله بفعلته تلك.

وقد شهد التاريخ حوادث عديدة تكشف جرائم أولئك المحتكرين أبرزها الصراعات أو الحروب الدينية التي لا يخلو منها زمان أو مكان إلا فيما ندر. وهي حروب يخوضها أناس يؤمنون بأنهم على حق وأن أعدائهم على باطل، وأنهم من أتباع الله وأعدائهم من أتباع الشيطان، وأنهم سوف يدخلون الجنة وأعداهم سوف يدخلون النار.

يرى اليهودي أن كل من لم يختاره الله لا يمكن له النجاة، فهو يعتقد بأن اليهود هم شعب يهوه المختار ودليله على ذلك، حسب أقوال الكهنة، أن يهوه أقام لعدة مرات ميثاقاً مع هذا الشعب فقط دون غيره. والمسيحي يرى أن الخلاص لا يتحقق إلا بالإيمان بالمسيح لأنه الطريق الوحيد إلى نعيم الآخرة. أما المسلم فيرى أن الدين عند الله الإسلام، وهو يفهم أن الإسلام هو القرآن والسنة، ومن لم يؤمن بهما فليتبوأ مقعده من النار. وهذا ما جعل أبناء هذه الديانات يتصارعون فيما بينهم إلى خوض الحروب واستباحة الدماء واحتلال البلدان وتشريد الأطفال إلى غير ذلك الكثير.

ولعلي لا أغالي إذا قلت أن أشد الناس تعرضاً للإصابة بمرض احتكار الحقيقة هم رجال الدين أو من يظهرون بمظهرهم. فنحن نجد علامات هذا المرض واضحة في كتاباتهم، فقد كتب احد رجال الدين اليهود قائلاً: (كل شيء في هذا الكون مخلوق من اجل اليهودي, وغير اليهود مخلوقات شيطانية). وكتب رجل دين مسيحي: (الجميع خطاة مرضى بداء الخطية، والعلاج الوحيد للخطية هو الإيمان بالمسيح وقبوله فادياً ومخلصاً. وليس بأحد غيره الخلاص من الخطية، لا في مصر ولا في أمريكا ولا في أي بلاد العالم. ولم يكن غيره في أي عصر ولن يكون إلى يوم القيامة). وكتب رجل دين مسلم قائلاً: (إن العالم يعيش اليوم كله في جاهلية. والمجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم. وتدخل في إطار المجتمع الجاهلي جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض. مثل المجتمعات الشيوعية، والوثنية، واليهودية، والنصرانية، وحتى بعض تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة).

ومن الجدير بالذكر أن الاحتكار لا يقف عند مستوى الأديان بل يتعداه إلى المذاهب، فلم يعد الاحتكار دينياً بل أصبح مذهبياً، بمعنى أن المذاهب المتعددة ضمن الدين الواحد تتصارع فيما بينها حول أيها يحتكر الجنة، فالمسيحي البروتستانتي يتصارع مع المسيحي الكاثوليكي، وكذلك يفعل المسلم الشيعي مع المسلم السني، وضني أن جنة الله تسع الجميع إذا اتسعت قلوبنا لمحبة الجميع.



#واثق_غازي_عبدالنبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله لا يحب العبيد
- كُلنا نتبرك بروث البقر
- ديني أم دين آبائي؟
- احذروا من تدين الأبناء
- المبدعون مصيرهم جهنم
- عقدة الزواج الطائفي
- مأساة الثقة العمياء
- جرائم جيش الله المسيحي
- جرائم عقيدة المخلص
- توليستوي والمسيحية
- حزام الكتاب المقدس .. ثلاث حكايات عن أحتكار الحقيقة في أمريك ...
- نقد فكرة المقدس
- عقائدنا من صنع المحيطين بنا
- العقيدة الدينية ومنهج الشك
- في معنى الدين والتدين
- مجرمون ولكن لا يشعرون
- أزمة الطاقة الكهربائية في العراق .. لا تنمية ولا استقرار بدو ...


المزيد.....




- فيديو.. إصابات في إطلاق نار في حي يهودي في نيويورك
- يسرائيل هيوم: أنباء عن 7 مصابين في حادث إطلاق نار بحي يهودي ...
- 3 قتلى في إطلاق نار بحي يهودي في نيويورك
- راهبة أمريكية: حماس حركة مقاومة تدافع عن شعبها.. والمسيحيون ...
- الاحتلال يغلق مدخل سلفيت الشمالي
- الحاخام الأكبر لليهود السفارديم في -إسرائيل- يهاجم نتنياهو و ...
- كنائس بروتستانتية تدعو الحكومة الهولندية للاعتراف بدولة فلسط ...
- الرئيس السوري يؤكد دور الكنيسة في ترسيخ أواصر المواطنة والوح ...
- إيهود باراك: نتنياهو يكذب كما يتنفس.. وترامب لا يفهم شيئا في ...
- راهبة أميركية: حماس حركة مقاومة والمسيحيون يعانون بسبب الاحت ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق غازي عبدالنبي - المحتكرون