أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق غازي عبدالنبي - ديني أم دين آبائي؟














المزيد.....

ديني أم دين آبائي؟


واثق غازي عبدالنبي

الحوار المتمدن-العدد: 3366 - 2011 / 5 / 15 - 00:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لعل جميعنا يتعصب لدينه ويرى فيه الحق المطلق والصراط المستقيم، ولكن من منا اختار دينه هذا؟ فجميعنا اتخذنا دين آباءنا ضانين انه اختيارنا المحض، في حين أنه اختيار آباءنا ومجتمعنا لنا، لذا فأن الدين في نظري هو اعتناق عاطفي وليس عقلي، لأنه إذا كان اسم أبي محمد وأمي خديجة كتبوا في بطاقة هويتي مسلم، أما إذا كان أسم أبي جورج وأمي ريتا كتبوا في بطاقة هويتي مسيحي، وهكذا في بقية الديانات، بل الأغرب من ذلك انه لو كان اسم أبي عمر وأمي عائشة أصبحت سنياً وإذا كان أبي علي وأمي فاطمة أصبحت شيعياً، كل هذا يحدث لي وعمري لم يتجاوز بضعة أشهر!! هل تصدق هذا؟.

إذا لم أختر أنا ديني ولم تختر أنت دينك، فلماذا أتعصب أنا إلى ديني واعتقد أنه يحتكر الحقيقة؟ ولماذا تتعصب أنت إلى دينك وتعتقد أنه يحتكر الحقيقية؟ لماذا احتكر أنا الجنة وانسب لك الجحيم؟ ولماذا تفعل أنت ذلك بالمقابل؟. ما أريد قوله هو أن لا تستريح لدين أبويك ولا تستسلم أو تطمئن لعقائده. فما آمن به أبويك ليس بالضرورة أن يكون هو الحق المطلق. وهذا لا يعني أن تتمرد على هذا الدين ولكن هذا يدعوك بالتأكيد إلى الدراسة والتأمل والبحث والتقصي، وإذا لم تستطع القيام بذلك فلا تدعي لنفسك احتكار الحقيقة والجنة، فلربما يكون الآخر المخالف لك خيراً منك ولربما يكون نصيبه في الجنة أكبر منك.

ظني أن كل الديانات جاءت لأجل نقد احتكار الإنسان للحقيقة، ولكن الدين نفسه أصبح فيما بعد من أهم مصادر احتكار الحقيقة، وذلك لان اعتناق الدين صار يحدث بالوراثة وليس بالعقل والتأمل والبحث والتقصي كما كان الحال في الزمن الأول لظهور الدين. لعلي لا أغالي إذا قلت أن الدين الذي نؤمن به جمعينا هو دين الوراثة، وحتى الكثير من أولئك الذين يدّعون لأنفسهم الدراسة والبحث والتقصي لم يستطيعوا أن يتخلصوا من عقدة احتكار الحقيقة، لأن العقل متحيز بطبيعة، فقط القلة النادرة هي التي استطاعت أن تفعل ذلك وتتجاوز محيطها الاجتماعي ودينها الموروث إلى فضاءات تقبل الآخر واحترامه. وما فعله هؤلاء القلة هو الذي نريد من الجميع أن يفعلوه. بمعنى أن نتخلى جميعنا عن اعتقادنا الجازم باحتكار الحقيقة، وهذا بالطبع لا يتطلب منا التخلي عن امتلاك الحقيقة، فالامتلاك يسمح بوجود الآخر المخالف أما الاحتكار فلا يقبل بذلك. أن إيماني بامتلاك الحقيقة يسمح لي بان أنسب الحقيقة إلى الآخرين أيضاً، أما إذا ادعيت احتكارها فان الآخر سوف لن يملك عندئذ سوى الضلال والزيف، لذلك علينا أن نتخلى عن ادعاء احتكار الحقيقة ولا بأس بأن نسعى لامتلاكها بالبحث والدراسة والتقصي.

ختاماً أود التساؤل عن جدوى كتابة ديانة أي فرد في بطاقته الشخصية؟. فقد سئلت نفسي هذا السؤال ولم أجد له إجابة، ولعل الكثيرين غيري فعلو ذلك ولم يجدوا إجابة أيضاً. فبطاقتي الشخصية هي عقد مواطنة بيني وبين حكومة بلدي، تضمن لي حقوقي وتفرض علي واجباتي، فهل هذا العقد بحاجة إلى ذكر ديانتي؟ هل تفرق الحكومة في معاملتها بين مسلم ومسيحي مثلاً، فلجأت إلى حيلة ذكر الديانة في البطاقة الشخصية؟ يبدوا أن الإجابة نعم وإلا ما كانت لتصر على مثل هذا الإجراء، أما إذا كانت الإجابة بلا، فما فائدة كتابة ديانتي في بطاقتي الشخصية؟.



#واثق_غازي_عبدالنبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا من تدين الأبناء
- المبدعون مصيرهم جهنم
- عقدة الزواج الطائفي
- مأساة الثقة العمياء
- جرائم جيش الله المسيحي
- جرائم عقيدة المخلص
- توليستوي والمسيحية
- حزام الكتاب المقدس .. ثلاث حكايات عن أحتكار الحقيقة في أمريك ...
- نقد فكرة المقدس
- عقائدنا من صنع المحيطين بنا
- العقيدة الدينية ومنهج الشك
- في معنى الدين والتدين
- مجرمون ولكن لا يشعرون
- أزمة الطاقة الكهربائية في العراق .. لا تنمية ولا استقرار بدو ...


المزيد.....




- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...
- السيد الحوثي: نبارك لأمتنا الإسلامية بانتصار إيران العظيم عل ...
- الجهاد الاسلامي تنعى القائد الإيراني محمد سعيد إيزادي
- ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وتا ...
- شاهد.. المرشد الأعلى في إيران يعلن النصر على إسرائيل
- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...
- فنزويلا: المعارضة خططت لهجوم على معبد يهودي في كراكاس لاتهام ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق غازي عبدالنبي - ديني أم دين آبائي؟