أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق غازي عبدالنبي - الحياة هي الوجدان














المزيد.....

الحياة هي الوجدان


واثق غازي عبدالنبي

الحوار المتمدن-العدد: 3371 - 2011 / 5 / 20 - 20:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يُعدُ حياً كل من له شهادة ميلاد وليس له شهادة وفاة، ولكن هل نحيا جميعاً بنفس القدر؟ أرى أننا نحيا بمستويات مختلفة، فمنا من يحيا حياة كاملة ومنا من لا يحيا على الإطلاق، ومنا من يحيا كالأموات. وما يميز بين مستويات الحياة هو في نظرنا مقدار الوجدان الذي يملكه كل واحد منا، فمن يملك وجداناً أقل يحيا بنسبة أقل ومن يملك وجداناً أكثر يحيا بنسبة أكثر. والوجدان الذي نقصده هو العاطفة الواعية الشاملة، وليست العاطفة الجاهلة الضيقة. الوجدان هو الاهتمام المعرفي بكل شؤون الإنسان والحياة. أن يكون لك وجدان بشري معناه أن يكون لك اهتمام معرفي وعاطفي بكل إنسان على هذه الأرض، أما إذا اقتصر اهتمامك بنفسك وأسرتك وطائفتك وحزبك وجماعتك وغير ذلك من المسميات، فاعلم أنك تعاني من نقص في الوجدان.

إذا كان الوجدان البشري يهتم بالإنسان فان الوجدان العالمي يهتم بكل المخلوقات، وهذا ما نحتاج إليه. فالوجدان البشري لم يعد كافياً لبقاء الحياة واستمرارها. فمن يهتم بالإنسان على حساب الحيوان والنبات يسيء إلى الحياة. والوجدان العالمي أوسع من الوجدان البشري، لأن الوجدان العالمي يشتمل ضمناً على الوجدان البشري.

يعيش الحيوان في حياة أضيق، لأن وجدانه أضيق. فهو لا يدرك من الحياة غير حاجاته التي تعينه على البقاء، الطعام والجنس والتنازع. والمحزن حقاً هو وجود بشر لا يرغبون بأكثر من حياة الحيوان. فهناك من لا يملك أكثر من وجدان أسرته التي ولد فيها، فهو يتحمس لها ويدور في فلكها. وهناك من لا يملك أكثر من وجدان قبيلته أو عشيرته التي ينتمي أليها، لذلك تجده يتعصب لها ويدافع عنها، فيغضب لغضبها ويرضى لرضاها. وقد تزداد دائرة الوجدان قليلاً فتجدها تشمل المقاطعة أو الإقليم أو المحافظة، ولربما تزداد فتشمل الوطن بأكمله، ولكن حتى هذا الوجدان ناقص، فهناك وجدان اكبر من ذلك هو وجدان العالم بأسره. والسؤال هو كم من البشر يملكون هذا الوجدان؟ بمعنى كم من البشر يعملون لصالح الجميع؟ وعندما نقول الجميع نقصد كل ما في الأرض والعالم، من إنسان وحيوان ونبات وجماد. هل يوجد مثل هذا الإنسان؟ أم أن هناك وجدانات ضيقة تدور حول القبيلة أو الدين أو المعتقد؟

من لا يعيش بوجدان عالمي لا يمكن له أن يحيا حياة كاملة، قد يتسنى له أن يحيا حياة الأسرة أو حياة القبيلة أو حياة الطائفة أو حياة المعتقد والدين، ولكن لا يمكن له أن يحيا الحياة الإنسانية. الحياة الكاملة هي حياة الوجدان الكامل والوعي الكامل والإحساس الكامل، وإذا لم نستطع أن نحيا هذه الحياة، فيكفينا شرف المحاولة للوصول أليها. وأكبر مشاكلنا كبشر هي عدم سعينا لتفهم الآخر المخالف لنا، لذلك لا يزداد ويعينا ولا يكتمل وجداننا.

قد تكون المعلومات نافعة في زيادة وجداننا ولكنها ليست كذلك دائماً. فكم هم أولئك الذين يملكون معارف غزيرة دون أن يكون لهم وجدان أوسع من نطاق قبيلتهم أو مذهبهم أو طائفتهم. فرجال الدين الذين يدعون امتلاك علوم الكتب السماوية ويحرضون على كراهية الآخر المخالف يعانون من نقص الوجدان. وكذلك الحال مع رجال السياسة الذين يعتقدون أن الحق هو إطعام شعوبهم على حساب الشعوب الأخرى الضعيفة.

الوجدان العالمي هو الحياة والسعادة والشرف والعظمة، ومن ليس له مثل هذا الوجدان ليس له مثل هذه الصفات، يقول سلامة موسى: (السعادة هي الوجدان، بل كذلك العظمة، فأعظم الناس هو أكثرهم وجداناً، مثال ذلك غاندي.. وجدانه هو الوجدان البشري، ووطنه هو العالم).



#واثق_غازي_عبدالنبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاضر مفتاح الماضي
- المحتكرون
- الله لا يحب العبيد
- كُلنا نتبرك بروث البقر
- ديني أم دين آبائي؟
- احذروا من تدين الأبناء
- المبدعون مصيرهم جهنم
- عقدة الزواج الطائفي
- مأساة الثقة العمياء
- جرائم جيش الله المسيحي
- جرائم عقيدة المخلص
- توليستوي والمسيحية
- حزام الكتاب المقدس .. ثلاث حكايات عن أحتكار الحقيقة في أمريك ...
- نقد فكرة المقدس
- عقائدنا من صنع المحيطين بنا
- العقيدة الدينية ومنهج الشك
- في معنى الدين والتدين
- مجرمون ولكن لا يشعرون
- أزمة الطاقة الكهربائية في العراق .. لا تنمية ولا استقرار بدو ...


المزيد.....




- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق غازي عبدالنبي - الحياة هي الوجدان