أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - شاكر فريد حسن - من اغتال الاعلامي هادي المهدي ..؟!














المزيد.....

من اغتال الاعلامي هادي المهدي ..؟!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3483 - 2011 / 9 / 11 - 19:13
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


جريمة نكراء جديدة اقترفتها قوى واجهزة الظلام والارهاب ، من الايدي الجبانة الخسيسة والرعديدة الغادرة في العراق ، يوم الخميس الاخير، برصاصات كاتم الصوت، وراح ضحيتها النجم الاعلامي والمسرحي العراقي هادي المهدي . هذا الانسان
العراقي الشريف، والصوت الهادر ، والقلم المقاتل الملتزم، والناشط السياسي في حركة الاحتجاج في ساحة التحرير العراقية كل جمعة ، المطالبة بالاصلاح السياسي والتغيير الاجتماعي والاقتصادي.
ومهدي هو الاعلامي السابع الذي يتم اغتياله وتصفيته في العراق خلال السنوات الاخيرة ، ما يؤكد ان هذا الاغتيال وغيره يستهدف بالاساس تغييب الحقيقة ،واخراس الصوت الانساني والديمقراطي الحر ،وخنق الثقافة الوطنية والديمقراطية المتنورة ، ومحاصرة المثقفين والاعلاميين واصحاب الفكر والقلم المناهضين للسلطة الحاكمة، واغتيال حلم كل عشاق الحرية المنادين والمطالبين بالاصلاح والتغيير والديمقراطية في العراق والاوطان العربية.
والسؤال الذي عم العراق واوساط الرأي العراقي والعربي غداة اغتيال هادي المهدي ويحتاج الى اجابة واضحة وصريحة، هو : لماذا اغتيل ؟ ومن اغتاله؟ وماذا بعد اغتياله؟.
والحقيقة هي ان جريمة الاغتيال هذه استهدفت الدور الذي كان يؤديه هادي المهدي في معارك الاصلاح والتغيير والحرية والديمقراطية على الجبهة الثقافية والاعلامية . وايضاً استهدفت مواقفه الوطنية والجذرية ، وقلمه، وفكره، وممارساته ، ونشاطه السياسي والنضالي، كصوت شجاع وجريء ، وقلم حر شريف ونظيف ، وصوت معبر عن الوجع العراقي والجرح العراقي ونبض الشارع العراقي ، ومدافع امين عن القضايا المصيرية لشعبه الجريح النازف ، ومكافح عنيد لاجل التغيير والاصلاح نحو الافضل ، وفي سبيل عراق حر وديمقراطي مزدهر وزاهر .
هادي المهدي الهائم بحب العراق ، ودجلة والفرات، ونخيل العراق ، وشعب العراق، العائد من منفاه القسري وغربته الاضطرارية ، هو انموذج يحتذى في الاخلاق الثورية ، وفي التضحية والعطاء والفداء، ونظافة اليد، والنضال الشرس من اجل الحرية والديمقراطية . وهو صاحب نبوءة الثورة الجديدة والانتفاضة الجماهيرية الشعبية ضد سياسة الحكومة العراقية ، ونفير الحراك الشعبي في ساحة التحرير العراقية . ومن يختار سلاح الكلمة الشريفة والفكر الثوري وراية الحق والحرية وطريق النضال والمقاومة فلا بد ان يدفع الثمن غالياً ، والجود بالنفس اسمى غاية في الوجود. وهادي المهدي يدفع اليوم ثمن مواقفه وافكاره ومعتقداته وممارساته ونضاله وطموحاته ، وبذلك يجسد رمزاً لكل حملة الاقلام واصحاب الفكر والمواقف الوطنية الملتزمة والمغايرة في وجه التيار.
ولعل من العلامات الاصيلة المميزة لهذا الانسان العراقي والاعلامي الملهم البارز ، انه ضمير ساهر ابداً ، وكان يرى بنفسه صوت الذين لا صوت لهم ، صوت الفقراء والمعذبين والمقهورين والمهمشين المتعطشين للحياة والمستقبل والشمس والفرح . انه الروح المتوقدة المشتعلة ، والطهر الصافي ازاء الزيف والعهر والتلون السياسي والانتهازية والتدجين والارتزاق الفكري والخصي ، والنجم الساطع الذي اضاء ليل العراق الحالك .
وبعد، فان جريمة اغتيال هادي المهدي تضاف الى سلسلة الاغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية ، التي طالت الكثيرين من اصحاب الايديولوجيات الفكرية ،والمواقف الثورية المبدئية الراسخة، ورجالات الفكر والصحافة والادب والنضال في العراق وفلسطين والوطن العربي ، امثال: سهيل طويلة وخليل نعوس وكمال ناصر وعز الدين القلق وماجد ابو شرار وحسين مروة ومهدي عامل وجورج حاوي وناجي العلي وجوليانوس خميس وسواهم . وفي هذه الاغتيالات تشارك المؤسسات والدوائر السياسية والحكومات مع القوى الظلامية والرجعية والارهابية المعادية لكل ما هو حضاري وانساني وتقدمي . وهنالك محاولات دائبة لاغتيال الفكر التقدمي الطبقي والايديولوجي والثقافة الديمقراطية المتنورة ، والفكر الحر، فكر الثورة ، وفكر الطبقات الشعبية المسحوقة ، وذلك كجزء لا يتجزأ من محاولات ضرب امكانيات وصيرورة البقاء والحياة والتطور والانعتاق للشعوب العربية الرازحة تحت التخلف وسياط القهر والاستبداد والاضطهاد والتبعية .
ودم هادي المهدي لم ولن يذهب هدراً ،والموت لاعداء الانسان والحرية والحياة . ومهما تمادت قوى الظلام والتخلف والجهالة الرعناء في الارهاب الفكري والحصار الثقافي والاغتيال السياسي ، فلن تستطيع اخماد واغتيال وضرب الصوت الحر والكلمة الثورية المقاتلة والصادقة.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى شاعر مخضرم.. !
- برهان غليون ورئاسة المجلس الوطني الانتقالي السوري
- في رحيل المؤرخ كمال الصليبي -الطائر على سنديانة-
- الملتقى الفكري العربي ودوره في العملية الثقافية الفلسطينية
- صدور عدد ايلول من مجلة (الاصلاح) الثقافية
- عن مشروع -كتاب في جريدة- والحاجة اليه..!
- ماذا تبقى من اتحاد وروابط الكتاب والادباء في الداخل الفلسطين ...
- سعود الاسدي يناجي عبد الرحيم محمود في رائعته: -سقياً لدار في ...
- شيء من الذاكرة : تكريم الروائي الفلسطيني عزت الغزاوي
- رمضان وعبق الماضي..!
- شيء من الذاكرة : فدوى طوقان في مهرجان جرش
- صدور كتاب (ذاكرة من الزمان) لمؤلفه الكاتب والباحث مفيد صيداو ...
- نقطة ضوء على معرض القاهرة الدولي للكتاب
- قتل النساء والاضراب عن الجنس..!
- هامش على تظاهرة الناصرة تضامناً مع الشعب السوري..!
- محمود درويش ليس بحاجة للرثاء ولا البكاء..!
- مشروع ثقافي يستحق التقدير
- -في حضرة الغياب - بين الرفض والقبول ..!
- كلمة وفاء للمناضلة الراحلة جميلة صيدم (ام صبري)
- انما الامم الاخلاق..!!


المزيد.....




- حزب يساري بألمانيا يتبنى مقترحا بالبرلمان لدعم سعر وجبة -الش ...
- الشرطة الألمانية تفرق مئات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة ...
- -لوسِد- تتوقع ارتفاع الإنفاق الرأسمالي لعام 2024
- بيرني ساندرز يقف في مواجهة ترامب ويحذر: -غزة قد تكون فيتنام ...
- الشرطة الهولندية تداهم مخيم متظاهرين طلبة مؤيدين لفلسطين وتع ...
- طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ ...
- تايمز: مجموعة ضغط إسلامية تحدد 18 شرطا للتصويت لحزب العمال ا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- استطلاع يورونيوز: تقدم اليمين المتطرف في إيطاليا قبل الانتخ ...
- بعد أن تعهد رئيسها بتوظيف الطلبة المتظاهرين.. شركة أمريكية ت ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - شاكر فريد حسن - من اغتال الاعلامي هادي المهدي ..؟!