أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - سعود الاسدي يناجي عبد الرحيم محمود في رائعته: -سقياً لدار في عنبتا-














المزيد.....

سعود الاسدي يناجي عبد الرحيم محمود في رائعته: -سقياً لدار في عنبتا-


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3466 - 2011 / 8 / 24 - 20:31
المحور: الادب والفن
    


سعود الاسدي يناجي عبد الرحيم محمود في رائعته:
"سقياً لدار في عنبتا "
حلت في السابع عشر من تموز الماضي ذكرى الشاعر الفارس عبد الرحيم محمود ، الذي استشهد وسال دمه الغالي على التراب المقدس دفاعاً عن فلسطين ، ارضاً وشعباً وتاريخاً وتراثاً.
لم يكن عبد الرحيم محمود انساناً عادياً ، ولم يعش حياة عادية، بل انخرط في معارك النضال والكفاح والتحرر ، وكان انساناً مناضلاً، ومفكراً، ومثقفاً، وشاعراً ثورياً مقاتلاً ، اعطى في حياته وموته نموذجاً ومثلاً صادقاً للعلاقة العضوية التي لا تنفصم بين الفكر والممارسة عندما قال:
ساحمل روحي على راحتي والقي بها في مهاوي الردى
فاما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدا

وصدق الاديب الراحل نواف عبد حسن حين كتب يقول في مقدمة كتاب "عبد الرحيم محمود بين الوفاء والذكرى" الصادر عن مركز الحياء التراث في الطيبة عام 1990:" كانت حياته شهادة، وموته كتابا ورقية ، ويظل عبد الرحيم محمود بوصلة تهدي القلب التائه الى شغاف الحب . لم يكن لذلك الفلسطيني العنيد القبول بالموت كالآخرين فأندفع نحو خلاصه الخاص لكأنك تلمحه متألقاً على جباه اطفال فلسطين ، يحدوهم ان يغدقوا العطاء لكي يتسرب شعاع الحياة لنسل توحدت على يديه الجراح الشاخبة شعراً وسلوكاً".
وخلال العقود الاخيرة اقيمت العديد من النشاطات والفعاليات ، التي تخلد وتستحضر ذكرى هذا الشاعر الشهيد البطل . وتحققت انجازات كثيرة ، حفظاً للذاكرة وتحقيقاً للذات ، التي تخص هذا الشاعر ، منها اعادة اصدار ديوانه "روحي على راحتي" واعماله الادبية الكاملة ، كذلك ترميم ضريحه وازاحة الستار عن نصبه التذكاري في ذكرى استشهاده عام 1986 في الناصرة ، واقامة مهرجانات احتفالية وتأبينية واستذكارية في عمان والطيبة والناصرة وعنبتا ، القيت فيها كتابات وابداعات تشع دفئاً وحنيناً ووفاءً لعبد الرحيم محمود ، الشاعر والانسان والثائر.
وكان الشاعر الفلسطيني سعود الاسدي جاد بقصيدة ، بل معلقة مكتوبة بالدم الفلسطيني القاني المجبول بتراب الوطن ، بمناسبة الذكرى الخمسين لاستشهاد المناضل الشاعر عبد الرحيم محمود بعنوان "سقياً لدار في عنبتا" نشرها في صحيفة "الاتحاد" الحيفاوية العريقة يوم 17 تموز عام 1998، ونقتطف من ابياتها الـ (47) هذه الابيات:
عبد الرحيم الا بعثت جديداً حيا، كعهدك اذ قضيت شهيدا
كم رحت ما بين الجموع مكرما وغدوت فيهم بالكفاح مجيدا
سقياً لدار في "عنبتا"اطلقت من صوت شعرك بلبلاً غريدا
ولطولكرم مذ حملت ربابة ما زال قوس عناقها مشدودا
غنيت حسن بناتها شعراًعلى ايقاعه صارت تمليس قدودا
وأخالها ترنو اليك نواظراً وتميل اعناق الصبا وخدودا
نفحتك من زهر الرواء ورودا وحبتك من نبع الصفاء ورودا
ورأت خيالك في رفارف ليلها املاً على احلامها معقودا
لما فلسطين رأتك مجليا فيها، ومن قبل الرشاد رشيدا

الى ان يقول:
رحماك علمنا الجهاد وخصنا بدروسه ، وافد به لنفيدا
انا لنقتبس المفاخر جمه مما اعادوك طيباً محمودا
ونردد البيت الذي هتفت به مهج الكماة بيارقاً وبنودا
انا سنحمل فوق راحتك التي حملتها روح الفدا نشيدا
ونزج بالمهج التي عشقت رؤى ما ترتئيه مواقفاً وشهودا
حتى نعيش مكرمين بموطن نهواه مثلك، او نموت اسودا

فهل هناك أكثر صدقاً ورقة وجمالاً وشفافية وحساً انسانياً ومشاعر نبيلة وفياضة اكثر مما جاء في هذه الرائعة الشعرية ، التي فاضت بها روح سعود الاسدي الشاعرية في ذكرى عبد الرحيم محمود؟!.
ففي هذه القصيدة تبرز مقدرة شاعرنا الاسدي وتجربته الادبية العميقة ، وتتجلى الروح الشاعرية المبدعة الخلاّقة ، والنفس الشعري العميق ، والكلمة البليغة ، واللغة الطلية عدا الاستعارات والتشبيهات والاوصاف البديعة والصور الشعرية الانيقة المبتكرة والايقاع الموسيقي الفني القادر على سبر الاغوار وملامسة شغاف القلوب .
حقاً اننا امام هرم شعري باسق ،ومبدع كبير، وشاعر مجرب ، صادق البوح، ممسك بتلابيب الكلمة ، ومتمسك بالاصالة والابداع الشامل ، وله خبرته الطويلة واطلاعه الواسع . . شاعر يتدفق عطاءً وحباً للحياة ، ويدهشنا ويأسرنا بتعابيره الخصبة ذات الرهافة والدفء الانساني .
فيعطيك العافية يا ابا تميم ، يا شاعر الحب والجمال والصفاء والرثاء ، وصاحب الروح الهائمة المحلقة في سماء الوطن الكنعاني ، ولتظل نبراساً وقلماً سيالاً في روض الشعر ومحراب الكلمة الصادقة والادب الانساني والشعبي الرعوي ، وثق ان لك قراء واحباء يتشوقون وينتظرون كل كلمة جميلة زاهية وهادفة بناءة يجود بها فكرك وقلمك وقريحتك.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء من الذاكرة : تكريم الروائي الفلسطيني عزت الغزاوي
- رمضان وعبق الماضي..!
- شيء من الذاكرة : فدوى طوقان في مهرجان جرش
- صدور كتاب (ذاكرة من الزمان) لمؤلفه الكاتب والباحث مفيد صيداو ...
- نقطة ضوء على معرض القاهرة الدولي للكتاب
- قتل النساء والاضراب عن الجنس..!
- هامش على تظاهرة الناصرة تضامناً مع الشعب السوري..!
- محمود درويش ليس بحاجة للرثاء ولا البكاء..!
- مشروع ثقافي يستحق التقدير
- -في حضرة الغياب - بين الرفض والقبول ..!
- كلمة وفاء للمناضلة الراحلة جميلة صيدم (ام صبري)
- انما الامم الاخلاق..!!
- على هامش حظر كتاب احمد رفيق عوض : -دعامة عرش الرب-
- المصالحة الوطنية الفلسطينية الى اين..!
- فدوى طوقان في ضيافة الشاعر اليافاوي جميل دحلان
- يا فرحة ما تمت ..!
- -يا شوف شفتيها- من اغاني التراث الشعبي الفلسطيني
- سعود الاسدي والتداوي بالشعر ..!
- وحدة حركة- ابناء البلد- مطلب وطني وسياسي
- تحية الى نساء عين ابراهيم


المزيد.....




- كيف حوّل زهران ممداني التعدد اللغوي إلى فعل سياسي فاز بنيويو ...
- تأهل 45 فيلما من 99 دولة لمهرجان فجر السينمائي الدولي
- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - سعود الاسدي يناجي عبد الرحيم محمود في رائعته: -سقياً لدار في عنبتا-