أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير ياسين - على هامش الثورة المصرية (25): ملاحظات عابرة














المزيد.....

على هامش الثورة المصرية (25): ملاحظات عابرة


عبير ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3482 - 2011 / 9 / 10 - 15:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن أن ننكر دور وسائل الاتصال الجديدة فيما حدث ويحدث فى مصر والمنطقة العربية. وبدون تعظيم الدور إلى حد القول بأن الفيسبوك هو المسئول عما حدث، أو تقليله لحد التهميش والإنكار يمكن القول أن هناك دور واضح لوسائل التواصل الاجتماعية فيما حدث ويحدث. ومن جانب أخر، لا يمكن إنكار أهمية اللحظة التاريخية التى تمر بها المنطقة فى عمومها وكل حالة ثورية فى ذاتها، بما فيها الحالة الثورية فى مصر، ليس لإرتباطها بالماضى فقط ولكن لما يفترض فيها كمرحلة رسم للمستقبل. فالمستقبل وليد اللحظات الحالية. ولأهمية تلك النقاط وأهمية اللحظة أورد تلك :الملاحظات السريعة:


أولا: تحولت أرقام الأعضاء المنضمن لأى مجموعة أو صفحة إلى مؤشر شعبية بشكل غير حقيقى ومغلوط. فمن ناحية تحولت عضوية المجموعات إلى عمل لا يملك الفرد فيه قرار مباشر. فبمجرد الضم لمجموعة يتحول الشخص لعضو حتى يقوم بنفسه بالدخول وإلغاء العضوية. وأن كان البعض مثلى لا يتلقون تلك الأخبار فى صورة رسالة مباشرة فأن اكتشاف العضوية فى تلك المجموعات قد يحتاج لعدة أيام يتبعها ترك المجموعة أو المجموعات فى ظل تزايدها الشديد واعتبارات أخرى موضوعية أذكرها فيما بعد.

ثانيا: أن الانتماء لصفحة ما ليس دوما دليل موافقة على أفكار الصفحة أو تفويض وكارت أخضر لما ينشر عليها أو ما تتخذه من مواقف. ففى بعض الأحيان، تكون عضوية الصفحة وسيلة لمتابعة أكبر قدر من الأخبار من مصادر متعددة. المشكلة أن القائمين على الصفحات والإعلام يتعامل مع تلك الأرقام بصورة خاطئة عندما يعتبرها مؤشر شعبية أو نوع من التصويت الغير مباشر على ما تعلنه الصفحة من مواقف. ولعل متابعة دقيقة لتعليقات أعضاء الصفحة كما يطلق عليهم تبرز أن الكثير منها قد لا يتفق بالضرورة مع ما تعلنه الصفحة من مواقف أو ما تورده من تعليقات على الأخبار التى تقوم بنشرها.

ثالثا: أن الأحداث خلال الثورة ارتبطت برغبة شديدة فى متابعة ما يحدث، وظهرت العديد من المجموعات والصفحات التى أعلنت قيامها بتغطية ما يحدث ونشر الأخبار من مصادرة متعددة. ومثلت عضوية تلك المجموعات والصفحات فى هذا الإطار وسيلة لمتابعة ما يجرى. ولكن كما هو الحال مع العديد من الأشياء لم تلتزم تلك الصفحات بخطها المعلن وتحولت معظمها إلى أخبار الفن والمنوعات والنقل من بعضها البعض بما قلل من أهميتها وسهل تركها أو مجرد أهمالها

رابعا: أن جزء أساسى من فوائد الثورة هو القراءة النقدية وعدم القبول بفكرة التلقى دون المشاركة. ولهذا تتحول قراءة تعليقات القراء فى العديد من المواقع إلى متعة خاصة. فما ينشر فى الصحف وعلى صفحات الفيسبوك ليس مجرد خبر ولكن مجال لنقاش واعتراض وقبول يبرز تزايد الأهتمام بإبداء الرأى فيما يحدث، والإشارة لنقاط التناقض أو الاختلاف. تلك المكاشفة التى تبرز عودة المواطن إلى الواجهة هى الضمانة الأساسية للتغير فى مصر، فكلما شارك المواطن فى النقاش كلما أدرك الآخرين أن الحقيقة فقط هى الممكنة، وأن محاولة التلاعب بالحقيقة لن تمر دون محاسبة.

خامسا: أتعجب ومعى البعض من تحول عدد من الشخصيات من ساحة العمل الإكاديمى لساحة العمل السياسى، والتحول للارتباط بشكل واضح وعلنى لتيار أو مؤسسة سياسية ما دون أن يدرك القائم بهذا حقيقة الاختلاف فى دوره ومكانته قبل وبعد توليه لمنصبه أو مكانه السياسى. بالطبع لا أقول بأن العمل السياسى يقلل من حقيقة المعرفة الإكاديمية للشخص ولكنها تحوله لطرف فى المعادلة وتطرح فكرة تعارض المصالح بين ما يمثله من دور وما يحاول أن يعلنه من أفكار.
تتعدد القراءات حول هذا التعارض الذى سقط البعض ضحيته فيما سبق ولم يبقى لهم لا مكانتهم الإكاديمية ولا دورهم السياسى. لسان حال البعض، أن كان الشخص وعلى الرغم من اقترابه من مؤسسات صنع واتخاذ القرار غير قادر على توصيل رأيه بشكل مباشر فهذا كارثة، وأن كان قادر على هذا فأن خطابه المعلن فى صورة إكاديمية يهدف لتحسين صورة فصيل ما والتأكيد على جودة تحديات تستحق التقدير عند مواجهتها. فى كل الأحوال قراءة ما يكتبه الشخص وهو بعيد عن السلطة (حتى وأن كان يسعى للتقرب منها) يحتلف عن قراءة ما يكتبه وهو فى حضن السلطة.

سادسا: استمعت إلى نقاش طويل حول ما يحدث وحول الانتخابات القادمة، ورغم أن أحد أطراف النقاش ينتمى كما يفترض لتيار ليبرالى إلا أن حديثه أعادنى لفترة لم تبعد عن الذاكرة بعد. السياسى المنتمى لتياره الليبرالى أعتبر أن مصر على وشك الدخول فى حرب أهلية وأن المخرج الوحيد للتعامل مع مخاطر اللحظة تتمثل فى أن تكون الانتخابات توافقية وليس تنافسية. توقفت كثيرا أمام تلك الكلمات، أليست نفسها آليات النظام المراد إسقاطه من صفقات تتم فى الغرف المغلقة وتقسيم مسبق للمقاعد؟ وأليست مصر التى نرغبها هى دولة ديمقراطية تقوم على انتخابات تنافسية حرة ونزيهة؟
للآسف بعض القوى السياسية التى لا تعترف بدورها فيما ألت إليه الأحداث تصر على عدم الإستعداد للاختبار والتفرغ بدلا من هذا لإدارة معاركها على الفضائيات. محاولة تلك القوى أن تؤكد على المخاطر من فصيل ما وما يمكن أن يحدث بحصوله على الأغلبية، هى محاولة للهروب من المعركة الحقيقية الممثلة فى معركة صناديق الانتخابات. كما أنها تهين الشعب المصرى وتشكك فى قدرته على الاختيار والحكم وهو أمر لا يختلف أيضا عن رؤية النظام السابق حول الشعب الغير معد للديمقراطية بعد.
على تلك القوى أن تتحمل مسئوليتها السياسية وان تدخل حلبة المنافسة بدلا من استخدام الهجوم كوسيلة للدفاع، وبدلا من التشكيك فى قدرة المواطن المصرى على الاختيار، وبدلا من التلويح بمخاطر معركة لم تدخلها أصلا. فلتبدأ تلك القوى فى الإستعداد للامتحان القادم بدلا من تقديم مبررات السقوط المؤكد أن استمرت فى سياستها القادمة.



#عبير_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش الثورة المصرية (٢٤): العلاقة ما بين الن ...
- على هامش الثورة المصرية (٢٣): المحاكمة... تداعيا ...
- على هامش الثورة المصرية (٢٢): مشهد المحاكمة..... ...
- للبشر أوجه أخرى
- على هامش الثورة المصرية (٢١): الحاجة سكينة والثو ...
- على هامش الثورة المصرية (٢٠): البحث عن هيبة الدو ...
- على هامش كارثة (٧): أثمن ما نملك
- على هامش كارثة (٦): شهادتى على العودة- الجزء الثالث وا ...
- على هامش كارثة ( ٥ ) : شهادتى على العودة- الجزء الثانى
- على هامش كارثة (4): شهادتى على العودة- الجزء الأول
- على هامش الثورة المصرية (١٩): التحليل بين الموضو ...
- شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس (٤) : الأسقف المنخفضة
- شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس (٣): سقف الحلم
- شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس (٢): حدود الحلم
- شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس (١): استعادة القدرة على ...
- أن تقدر بأكثر من قدرك!!
- على هامش الثورة المصرية (١٨): عندما يستهدف الجيش ...
- على هامش كارثة (٣): عندما تتحدث الضحية
- على هامش الثورة المصرية (١٧): صديقى الفلاح وحادث ...
- على هامش الثورة المصرية (١٦): السخرية ما لها وما ...


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير ياسين - على هامش الثورة المصرية (25): ملاحظات عابرة